وصفت باحثتان مصريتان في ندوة بالقاهرة، الأدب العبري بأنه يتعمد ترسيخ "المفاهيم الصهيونية العنصرية" تجاه الإنسان العربي، ويعتبر الفلسطيني والبدوي عموما مرادفا للهمجية والبدائية. وقالت رئيسة جميل أحمد الأستاذة بقسم اللغة العبرية بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر في آخر جلسات ندوة (البدو في الوطن العربي عبر العصور) اليوم الخميس، إن مؤلفي قصص الأطفال العبرية يحرصون على أن يرسخوا "المفاهيم الصهيونية العنصرية في نفوس أطفالهم". واستشهدت في بحث عنوانه (صورة البدوي في أدب الطفل العبري) بقول كاتب إسرائيلي "نحن (الإسرائيليون) نعيش زمن الصراع مع العرب، نعيش في ما يطلق عليه (حقول الدم) لذا يجب أن نبتعد عن كتابة القصص الجميلة التي تتحدث عن الفراشات والأزهار حتى لا نضلل أطفالنا". وعلقت رئيسة جميل قائلة إن أدب الطفل العبري تتم كتابته "بناء على إستراتيجية محددة وفقا للتصور الصهيوني القائم على فكرة الحقوق اليهودية المقدسة في فلسطين، والذي يرى أن أي وجود إنساني غير يهودي في فلسطين هو أمر لا يتسق مع مضمون الرؤية الصهيونية التي تعتمد على المقولات المطلقة مثل.. الشعب المختار، والوعد الإلهي، والحق التاريخي لليهود في فلسطين،" مشددة على أن هذا التناول يتعمد تزييف صورة البدوي والعربي. وندوة (البدو في الوطن العربي عبر العصور) التي اختتمت مساء الخميس، شارك فيها على مدى ثلاثة أيام أكثر من 30 مؤرخا وباحثا عربيا، ونظمها المجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع الجمعية المصرية للدراسات التاريخية. وقالت عائشة زيدان رئيسة القسم اللغة العبرية بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر في بحث عنوانه (صورة البدوي في القصة العبرية الحديثة) إن الأدب العبري يركز على "تصوير العربي في أحط صورة ممكنة" كما يصور الفلسطيني باعتباره بدائيا وهمجيا؛ إذ يزيف الواقع ويعتبر العربي الذي يدافع عن أرضه شريرا يعتدي على الآمنين! وأضافت أن اليهود منذ هجراتهم المبكرة إلى فلسطين منذ عام 1881 أدركوا أن "العربي هو العقبة الأساسية في طريق حلمهم المنشود في إقامة وطن" ينهي الشتات التاريخي لليهود. وتابعت أن معظم الأدباء اليهود روجوا "لفكرة المحافظة على الصبغة اليهودية لدولة إسرائيل، وأخذوا يركزون على تشويه صورة العربي، والتحقير من شأنه لتبرير الحق الصهيوني في القضاء عليه، وإن أمكن إبادته."