استمراراً لفعاليات ناقش مؤتمر "البدو في الوطن العربي عبر العصور" علي مدار ثلاثة أيام، العديد من الموضوعات المتعلقة بالبدو وتاريخهم وثقافتهم، منها: "البدو وقوافل الحج المصري خلال العصر العثماني" و"التاريخ المصري في مرآة الشعر الشعبي البدوي" و"صورة البدوي في أدب الطفل العبري". تحدثت رئيسة جميل أحمد عن صورة البدوي في أدب الطفل العبري قائلة: الأمر بالنسبة للطفل مختلف، لأن اليهود كانوا يحاولون من خلال كتاباتهم تجنيد الطفل حتي سن 14 للقضية الصهيونية، وحاولت ترسيخ مفاهيم تقوم علي تزييف التاريخ في عقول هؤلاء الصبية، بما يساعد علي تحقيق المزاعم الصهيونية، وذلك بناء علي استراتيجية محددة تؤكد أن أي تفكير يساهم في وجود فلسطين لا يتلاءم مع الحياة الصهيونية، كما عمل أغلب اليهود علي تشويه صوة العربي في كتاباتهم وأخذوا البدوي رمزا لهم، حيث صورت العربي إنه بدوي متنقل غير مرتبط بالأرض، علي عكس الفلاح المرتبط بالأرض ويحترمها. وألمحت الدكتورة رئيسة إلي أن في هذا النسق رسم أدباء اليهود البدوي العربي في صورة نمطية تتمثل في: التمسك بالعادات والتقاليد البالية، وهو لص ومثير للسخرية والاشمئزاز، فعلي سبيل المثال وُصف العربي في قصة "الجواسيس الشبان" بأنه بشع وذو أسنان مفترسة، ووصف العربي في قصة أخري بأنه شاب منحل لا يري بعينه اليسري والعين اليمني مبتورة، وكان اليهود يسخرون منه، وقصة أخري وصفته بأنه مجرم وينتمي للجماعات الإرهابية وذو عين براقة ومتعطشة للقتل. وأوضحت رئيسة أن أدب الطفل العبري يمكن أن نصفه بأنه أخطر أنواع الأدب ، لأنه اختص بالطفل بشكل مركز الذي يخضع للفكر الصهيوني وبالتالي هو أدب خال من دوره الإنساني، وهي ظاهرة لافتة للانتباه لأن الكتابات توحي بالعنصرية والإرهاب والتطرف واحتقار العرب. وناقشت الدكتورة عائشة زيدان "صورة البدوي في القصة العبرية الحديثة" بالشرح والتفصيل قائلة: قدم الأدباء اليهود في كتاباتهم شخصية العربي في أحط صورة ممكنة، فما هو إلا كائن سلبي معدوم الإرادة يعيش دائما في حالة رعب وفزع لأنه غريب ليس له وطن، بما يخدم أهدافهم ومصالحهم الصهيونية الساعية لإقامة الوطن القومي لليهود، وكانت تلك الكتابات تقدم العرب بشكل عام والبدو بشكل خاص علي أنهم همجيون وبدائيون واعتبروا البدوي الذي يدافع عن أرضه شريرا ويعشق الهدم والتخريب.