أعلنت مجموعة "بريكس"، المؤلفة من البرازيلوروسياوالهندوالصينوجنوب أفريقيا، اليوم، عن دعوة مصر للانضمام ضمن 6 دول جديدة، حسب ما أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا خلال قمة المجموعة، المنعقدة حاليا في جوهانسبورج. وتلتحق مصر مع السعودية والإمارات العربية المتحدة والأرجنتين وإيران وإثيوبيا اعتبارا من الأول من يناير 2024، لتصبح دولًا دائمة العضوية بمجموعة ال "بريكس" الساعية إلى تعزيز نفوذها في العالم. ومع هذا التوسع، الذي يعد الأول منذ عام 2010 وهو تاريخ انضمام جنوب أفريقيا، سيزيد عدد الدول المكونة ل "بريكس" إلى 11 عضوا، ما يحول المجموعة إلى تكتل يسيطر على نحو ثلث الاقتصاد العالمي. - ما الفوائد التي تجنيها مصر من انضمامها ل"البريكس"؟ قال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي الدولي ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، إن انضمام مصر لمجموعة البريكس يتبعها عدد من المميزات، أهمها الانضمام لتكتل اقتصادي يضم مجموعة من أكبر الاقتصادات، والتي تتحكم في 31.5% من الناتج المحلي الإجمالي للعالم، وعدد سكانها 42% من سكان العالم، وتشغل 40% من مساحة العالم، بالإضافة إلى أن حجم تجارتها الخارجية يمثل 19.5% من التجارة العالمية. وأضاف الخبير الاقتصادي الدولي في حديثه ل"الشروق" أن استفادة مصر من الانضمام للبريكس ستشمل أيضا توفير الدولار والعملة الصعبة، نظرا لأن تبادل السلع داخل التكتل سيكون بالعملات المحلية، موضحا أن ذلك سيرفع ضغط عدم وجود الدولار عن الدولة. ويوضح أن جذب الاستثمارات كان أحد أوجه الاستفادة أيضا لمصر من انضمامها للبريكس، حيث يرى أن الدولة ستستطيع جذب استثمارات كبرى من الدول الأعضاء في مجموعة البريكس، على رأسها مشروعات التكنولوجيا والبنية التحتية، فضلا عن خلق نافذة واسعة للصادرات المصرية من خلال التكتل الذي يمثل 42% من إجمالي سكان العالم. ويضيف أن الانضمام سيوفر لمصر بديل عن صندوق النقد الدولي، فالتكتل الاقتصادي لديه بنك التنمية الجديد الذي يمكنه أن يكون بديلا عن صندوق النقد الدولي، والذي يقرض الدول قروضا ميسرة وتمويل منخفض التكلفة، ولا يسعى للتدخل في سياساتها، مشيرا إلى تمتعه أيضا بالاحتياطي الفيدرالي، كما في صندوق النقد، والذي بموجبه يقرض الدول في المدى الصغير، وهو مكسب كبير لمصر. ويتابع أن مجموعة البريكس ستعمل على دعم الاقتصاد المصري، مستشهدا بحديث الرئيس الصيني شي جين بينج: "لا بد لنا أن نعمل على تدعيم الدول الأعضاء في البريكس"، مشيرا إلى أنه كان لا يتوقع انضمام مصر للبريكس. الدكتورة هدى الملاح، الخبيرة الاقتصادية ومديرة المركز الدولي للاستشارات ودراسات الجدوى، اتفقت مع عبده في بعض الفوائد التي تجنيها مصر من انضمامها لمجموعة البريكس، أبرزها الانضمام للمجموعة الاقتصادية الكبيرة التي تضم الصينوالهندوروسياوالبرازيلوجنوب أفريقيا، والذين يمثلون قوة اقتصادية كبيرة من الدول النامية. وأوضحت خبيرة الاقتصاد خلال حديثها مع "الشروق"، أن من أهم نقاط الاستفادة من الانضمام للبريكس هو إطلاق عملة موحدة للمجموعة للتبادل التجاري بينها وبين بعضها، ما يساعد في القضاء على الهيمنة الأمريكية، مستطردة أن مجموعة البريكس ستنافس مجموعة السبع التي تضم أقوى الاقتصادات في العالم. وأشارت الملاح إلى أن الانضمام لمجموعة البريكس سيخفض من فاتورة الاستيراد، فأكثر واردات الدولة من الدول الأعضاء في مجموعة البريكس كالصينوالهند، التي أعدنا علاقاتنا التاريخية معها، مؤكدة أن ذلك سيعود على مصر بانخفاض الأسعار. من جانبه، قال الدكتور وائل النحاس، المستشار الاقتصادي وخبير أسواق المال، إن الحديث عن استفادة مصر من انضمامها للبريكس يسبق أوانه، خاصة وأنه لم يتم الإعلان عن أطر وقواعد انضمام مصر حتى الآن. وأوضح النحاس في حديثه ل"الشروق" أن مصر لا يمكنها جني ثمار هذا الانضمام قبل 5 سنوات على الأقل، مؤكدا أن الانضمام لمجموعة البريكس هي خطوة إيجابية تحمل الكثير من التخوفات. وتحدث النحاس عن مخاوفه من مساهمة انضمام مصر للبريكس بأزمة أكبر في توفير الدولار، مشيرا إلى أن المصريين بالخارج في دول الخليج كالسعودية والإمارات يحولون الدولار لمصر، ولكن بعد الانضمام للبريكس سيتم تحويل العملة بالريال والدرهم، ما يفقد مصر عنصر مهم جدا من مواردها الدولارية. وأشار النحاس إلى أن قناة السويس أيضا ستفقد الدولة جزء من مواردها الدولارية حيث ستدفع جميع دول البريكس بالعملات المحلية وليس الدولار، موضحا أن ذلك سيؤثر على سداد مصر لديونها الدولارية. من جانبه، قال الدكتور محمد عبد الحميد، وكيل لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن انضمام مصر للبريكس سيجعل منها قوة اقتصادية، ويساعد في تخفيف الضغط على الدولار، ما يؤدي لتحسين سعر الصرف وعدم انتظار التعويم واستقرار في سعر السوق وعدم ارتفاع الأسعار كما هو الحال. وأضاف عبدالحميد في حديثه ل"الشروق" أن انضمام مصر للبريكس يمثل الانضمام لمجموعة اقتصادية عظيمة جدا سواء كانت الصين أو روسيا أو الهند وجميع الدول ضمن المجموعة، فبالتالي سيكون الاقتصاد المصري قويا جدا. وأوضح وكيل لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب أن انضمام مصر للبريكس سيعود على المواطن بشكل مباشر في عدم ارتفاع الأسعار وتحديد سعر الصرف. أما النائب عمرو هندي، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، فقال إن عضوية مصر الدائمة في البريكس، يعزز التبادل التجاري مع 68 دولة متعاملة مع المجموعة، خاصة وأن ال"بريكس" يعد من أهم التجمعات الاقتصادية على مستوى العالم. وأكد هندي أن انضمام مصر الدائم ل"بريكس" يساهم بقوة في زيادة الاستثمارات الواردة إلى مصر خاصة أن موقع مصر كبوابة لإفريقيا يجعل منها شريكا وحليفا قويا لدول التحالف، إضافة إلى تأمين احتياجات البلاد من السلع الضرورية كالقمح، خاصة وأن هذا التجمع يستحوذ على حصة كبيرة من الاقتصاد العالمي، منها تجارة الحبوب ومعدل النمو الاقتصادي وحركة التجارة الدولية.