زراعة الأرز بالماء المالح وتربية الأسماك في آن واحد.. كيف تطور الريف الصيني؟

زراعة الأرز بالماء المالح وتربية الأسماك في آن واحد في حقول مدينة جيانجمن بمقاطعة جوانجدونج الجنوبية ما هو إلا انعكاس للطفرة التي تشهدها الزراعة في جمهورية الصين الشعبية.
قبل عدة سنوات بدأت الصين رسم خريطة تنمية لمدينة جيانجمن بمقاطعة جوانجدونج، الواقعة في الجنوب الشرقي، بعدما تركها أهلها من الصينيين المغتربين، فقادت حكومة المقاطعة جهود لنهضة المدينة التي تتميز بطابعها الريفي، حتى أصبحت تعد اليوم عاصمة الزراعة في الصين ومن المدن الأكثر تطورا في مجال الزراعة.
عرفت الصين الزراعة منذ 7 آلاف عام ولديها الكثير من التقنيات القديمة والحديثة التى تساعدها فى النهوض بهذا المجال الحيوي، فعلى سبيل المثال استطاعت مقاطعة جوانجدونج الجنوبية، بعد الطفرة التي شهدتها، تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأرز منذ عام 1995، حتى أنها باتت تعرف بأرزها الصحي وعالي الجودة والغني بالمواد الغذائية.
فداخل حدائقها، يتم زراعة الأرز عالى الجودة على مياه البحر وفي الأرض المالحة، التي تزيد فيها نسبة الأملاح حتى 6 في الألف، وذلك بعد إجراء الأبحاث المكثفة فى هذا الشأن على مدار عشرات السنين.
وهذا النوع من الأرز المزروع داخل المدينة قد حقق عدد من الأهداف أهمها النجاح فى استخدام الماء المالح بكثافة 6 في الألف فى ري الأرز بشكل مباشر، إضافة إلى أن تحقيق إنتاجية بأكثر من 4 طن للفدان، وهو يمثل أعلى مستوى للإنتاجية لنفس نوعية التربة في العالم.
وحسب التقديرات، فإن مساحة الأرض المالحة والقلوية فى الصين كبيرة جدا، وفي حال تمت زراعة الأرز على مياه البحر أو في الأرض المالحة والقلوية، سيصل الإنتاج السنوي للصين من الأرز إلى 30 مليار كجم.
ليس هذا فقط بل استطاعت المدينة أن تنفذ فكرة خارج الصندوق لترشيد المياه المستخدم في زراعة الأرز حيث تزرع كذلك ثعابين البحر والمحار في حدائقها الزراعية وتصدرها كمأكولات عالية القيمة الغذائية إلى دول منها اليابان.
وتعمل الصين كذلك على استخدام التكنولوجيا والأبحاث فى زيادة حجم المحاصيل نفسها، فعلى سبيل المثال نجحت فى إنتاج خيار يزيد وزن الواحدة منه عن 40 كيلو جرام، وتتم زراعته دون الحاجة لاستخدام الكيماويات، لذلك تكون المحاصيل عضوية عالية القيمة الغذائية.
وعن ذلك، لفت تشاو شياو بين، مدير مكتب الشئون الخارجية فى مدينة جيانجمن إلى تاريخ زراعة الأرز فى مقاطعة جوانجدونج، حيث خصصوا متحفا لسرد هذا التاريخ، لافتا إلى تنظيم المهرجانات كل عام للاحتفاء بتاريخ هذه المدينة الزراعية.