في جنوبالصين وعلى الحدود مع هونج كونج، وقبل عام 1980، كان يوجد قرية "باو آن"، التي لا يتجاوز عدد سكانها 20 ألف مواطن، وكل نشاطها في ذلك الوقت كان مقتصرا على الصيد. لكن في عام 1981، أصبحت مدينة شنجن أول منطقة اقتصادية خاصة تُدشن في جمهورية الصين الشعبية، فكانت البوابة التي أقامتها الحكومة الصينية لفتح اقتصاد البلاد على الاستثمارات الخارجية. واليوم وبعد 40 عاما، ترى المدينة وقد تحولت لتصبح مدينة شنجن، تلك المنطقة الاقتصادية الخاصة، التي تحظى بموقع استراتيجي، في الوسط الجغرافي بين هونج كونج وقوانغتشو، عاصمة مقاطعة جواندونج الصينيةالجنوبية، بل وتتحول في سنوات قليلة لواحدة من أنجح 10 مدن حول العالم. حاليا، تعد مدينة شنجن من أكبر المناطق الاقتصادية الخاصة في الصين، وتقع المدينة على الحدود مع هونج كونج، ويمر عبرها خط السكة الحديدية الواصل بين قوانغتشو وهونج كونج، وتصنف المكان الأمثل لإنشاء صناعات حديثة. وعنها، تقول مدير مكتب وزارة الخارجية الصينية في مدينة شنجن، تساوي ساي شيان، إن المدينة لا تزال شابة فعمرها يزيد عن 40 عاما بقليل، ومع ذلك فإنها تسطر قصة نجاح، فهي مدينة مزدهرة اقتصاديا، يساهم الناتج المحلي الإجمالي لها ثلث الاقتصاد الصيني، وتعد المدينة من أنجح 10 مدن حول العالم. وأضافت، خلال لقاء جمعها مع وفد من الصحفيين المصريين ومسئولين من الهيئة العامة للاستعلامات المصرية في مدينة شينجين أن سياسة الانفتاح والإصلاح التي يتبناها الحزب الشيوعي الصيني في المدينة، الواقعة جنوبالصين، كانت سببا في إحداث طفرة حقيقية تسببت في تحويل مسار المدينة بشكل كامل نحو النمو والتقدم. ولفتت إلى أن المدينة استطاعت إحراز تقدم ملحوظ في المجال الاقتصادي والتجاري تحت قيادة الحزب الشيوعي والشعب الصيني، فهناك حوالي 4 مليون شركة فى المدينة التي يقطنها 20 مليون نسمة فقط، فهي تضم مقار لعدد من أكبر الشركات العالمية. وقالت إن المدينة تعد مدينة عالمية لديها صداقة مع عشرات المدن حول العالم في 70 دولة، على رأسها مدينة الأقصر في مصر، ففي إطار التعاون المشترك مع الأقصر تم إرسال العديد من معلمي اللغة الصينية في شنجن لتعليم الطلاب اللغة الصينية في الجامعات المصرية، فضلا عن الكثير من الفنانين الذين زاروا شينجين.