ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن حكومة المملكة المتحدة، تخطط لخفض كمية ثاني أكسيد الكربون التي تطلق في الغلاف الجوي عن طريق التقاطها وتخزينها تحت بحر الشمال. ووُصفت تلك الطريق بأنها مبتكرة للسماح لبريطانيا بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وأعلن رئيس الوزراء ريشي سوناك، أنه سيتم بناء منشأتين لاحتجاز الكربون وتخزينه كجزء من استثمار قيمته 20 مليار جنيه إسترليني للحد من انبعاثات الكربون في المملكة المتحدة. لكن عدد من المعارضين يشككون في المشروع وأسموه "علم ناشئ"، لا يزال في مراحله الأولى، ولم يتم توسيع نطاقه لإثبات مقدار الكربون الذي يمكن أن يمنعه من دخول الغلاف الجوي للأرض. * ما المقصود بالتقاط الكربون وتخزينه؟ يعتبر احتجاز الكربون وتخزينه (CCS) تقنية جديدة نسبيًا يمكنها تقليل انبعاثات الكربون بشكل كبير، وبالتالي مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. تم تصميم هذه التقنية لاحتجاز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2) وتخزينها بشكل دائم تحت الأرض. ووفقًا للحكومة، يمكن لمصنع (CSS) تخزين ما مجموعه 78 مليار طن من الكربون، فيما يتم التحقيق في الخيارات المختلفة لمحاولة تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الإجمالية، ولكن احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه هو الطريقة الرئيسة لتقليل انبعاثاته من المصادر الصناعية الكبيرة. * كيف يعمل نظام التقاط ثاني أكسيد الكربون؟ عندما يحرق الوقود الأحفوري، فإنه ينتج ثاني أكسيد الكربون، أحد غازات الدفيئة التي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، وبالتالي فإن احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون ينطوي على التقاط الغازات العادمة من مصدر إنشائها مباشرة، مثل محطات الطاقة والمنشآت الصناعية التي تصنع الفولاذ والأسمنت. تتكون مرافق احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون عادة من كومة من "أجهزة تنقية الهواء" المعدنية، والتي تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء المحيط، باستخدام المراوح قبل استخراجه بمرشح كيميائي. بمجرد استخراجه، ينقل ثاني أكسيد الكربون إلى موقع التخزين عبر خطوط الأنابيب، أو غالبًا عندما يكون موقع التخزين بعيدًا عن طريق المركبات البرية أو السفن. عادة ما يكون موقع التخزين عبارة عن كهف تحت الأرض، مثل خزان نفط أو غاز مستنفد، أو تكوين صخور مسامية لها إمكانات تخزين جيدة للغاز، تعرف باسم طبقة المياه الجوفية المالحة. ثم يترك ثاني أكسيد الكربون هناك بشكل دائم، ولكن تتم مراقبته للتأكد من احتوائه وإحكامه بأمان وعدم تعرضه للتسرب. تتضمن عملية أخرى مختلفة قليلا تعرف باسم التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه (CCUS)، وهي إعادة استخدام ثاني أكسيد الكربون في العمليات الصناعية عن طريق تحويله إلى مواد بلاستيكية أو خرسانية أو وقود حيوي، على سبيل المثال. * لماذا يعتبر احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه مثيرًا للجدل؟ تم انتقاد احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون من قبل نشطاء البيئة، باعتباره خطوة نحو الاستخدام المستمر للوقود الأحفوري الذي يتسبب في مزيد من الكربون بدلاً من التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة. يقول مايك تشايلدز، رئيس السياسة في منظمة أصدقاء الأرض البيئية، إن الحكومة تناصر الوقود الأحفوري الأكثر تكلفة والقذرة، معبرا: "الحديث عن احتجاز الكربون وتخزينه محاولة واضحة لإضفاء لمعان أخضر على إعلان رئيس الوزراء". وفسر تشايلدز نقده للمشروع قائلا: "حتى لو نجح وهو أمر غير مرجح على المدى القريب فإن احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه لن يلتقط كل تلوث المناخ الناجم عن حرق الوقود الأحفوري أو يعالج الانبعاثات الكبيرة التي تنشأ عند استخراج الغاز والنفط". ويخشى بعض الخبراء من أن للتكنولوجيا أيضًا مخاوف تتعلق بالسلامة، بينها تسرب ثاني أكسيد الكربون بعد تخزينه تحت الأرض، بالإضافة لتلويث إمدادات المياه القريبة أو التسبب في حدوث هزات ناتجة عن تراكم الضغط تحت الأرض. كما أن التأثيرات طويلة المدى التي قد يخلفها ثاني أكسيد الكربون وخطوط الأنابيب على البيئة ليست مفهومة تمامًا بعد، وعلاوة على ذلك، يعد فصل ثاني أكسيد الكربون وتخزينه عملية كثيفة الطاقة بحد ذاتها، وبالتالي يمكن أن تقلل من كفاءة محطات الطاقة. * أين يجرى عمل المشروع بالفعل؟ تعمل تقنية احتجاز الكربون وتخزينه منذ عام 1972 في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث التقطت وخزنت العديد من مصانع الغاز الطبيعي في تكساس، أكثر من 200 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض. ووفقًا لتقرير معهد (CCS) العالمي لعام 2022، كان هناك 194 مرفقًا واسع النطاق لاحتجاز وتخزين الكربون على مستوى العالم في نهاية العام، 80 منها في الولاياتالمتحدة. ولا تزال المملكة المتحدة تنتظر أول منشأة لاحتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون، على الرغم من افتتاح مصنع يستخدم ثاني أكسيد الكربون المنبعث بدلاً من تخزينه (CCUS) في شيشاير العام الماضي. في المنشأة يتم التقاط ثاني أكسيد الكربون من مجاري محطة طاقة تعمل بغاز الميثان الموجودة أيضًا في المنشأة قبل تنقيتها وتبريدها وتسييلها. كما تجرى عملية حاصلة على براءة، وهي تحويل ثاني أكسيد الكربون المنقى إلى بيكربونات الصوديوم، وهو مركب يستخدم لصنع مسحوق الخبز والأقراص الصيدلانية.