ألقى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أمس الاثنين، باللوم على جهود الكونجرس الأمريكي للتحقيق في علاقات حملته للانتخابات الرئاسية لعام 2016 بروسيا، معتبرا أن التحقيق كان جزءا من الأسباب التي دفعت روسيا لغزو أوكرانيا، العام الماضي، وربما تدفع العالم لحرب عالمية ثالثة. وقال ترامب، في مقال رأي نشره بمجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن "الهستيريا الجماعية" التي أثارها التحقيق كانت مسئولة جزئيا عن دفع روسيا إلى صراع قد يؤدي الآن إلى الحرب العالمية الثالثة. واتهم ترامب، المرشح الأبرز حظا لنيل بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل، خصومه السياسيين بتدبير مؤامرة لإسقاطه من خلال تحقيق "روسيا جيت"، مستشهدا بتقرير مستشار خاص، تم نشره في مايو الماضي، خلص إلى أن التحقيق ما كان يجب أن يبدأ من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف.بي.آي". وكتب ترامب: "أطلقت عصابة غير منتخبة في المناصب العليا في حكومتنا، بالتنسيق مع مرشحتهم المختارة، هيلاري كلينتون، وحلفائهم في وسائل الإعلام، محاولة الانقلاب المعروفة باسم خدعة روسيا"، على حد قوله. وأضاف ترامب أنه "في لحظة حرجة كان ينبغي أن نخفف فيها التوترات مع روسيا، أثارت خدعة روسيا هستيريا جماعية ساعدت في دفع موسكو مباشرة إلى أحضان بكين". وتابع: "بدلا من إقامة علاقة أفضل مع روسيا - كما عملت على بنائها- لدينا الآن حرب بالوكالة مع روسيا، تغذيها جزئيا أبخرة الهذيان الروسي". وأكمل: "لقد دُمرت أوكرانيا تماما. قُتل أعداد لا حصر لها من الناس. ويمكن أن ينتهي بنا المطاف في الحرب العالمية الثالثة". ووفقا للمجلة الأمريكية، قال ترامب إنه في صيف 2016 تم إطلاع الرئيس الأمريكي في حينها باراك أوباما ونائبه جو بايدن (الرئيس الأمريكي الحالي) - على خطة مزعومة من قبل المرشحة الرئاسية الديمقراطية آنذاك كلينتون "لتشويه سمعتي من خلال إثارة فضيحة تزعم تدخل أجهزة الأمن الروسية (في الانتخابات الأمريكية)"، وهي تفاصيل من الأدلة المذكورة في تقرير المستشار الخاص جون دورهام عن "روسيا جيت". وبعد انتخاب ترامب، واجه الرئيس الأمريكي السابق - الذي كان لشركائه وشركائه التجاريين صلات وثيقة بالكرملين - تدقيقا من قبل أعضاء الكونجرس والصحافة حول ما إذا كان المسئولون الروس قد لعبوا دورًا في فوزه الانتخابي. ودعم ذلك تقرير من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي آنذاك روبرت مولر وتقرير لاحق صادر عن لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ يوضح بالتفصيل الاجتماعات السرية والاتصالات بين مسئولي الكرملين والبيت الأبيض التي تشير إلى معاملة تفضيلية من قبل الإدارة مقابل مساعدة روسيا لتأمين انتخابه. ووفقا لنيوزويك، بينما كان هناك دليل على وجود اتصالات بين حملة ترامب وروسيا طوال فترة حملة ترامب الانتخابية الأولى للرئاسة، فشلت لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ والمحققون في عهد مولر في إثبات أن أي عضو في حملة ترامب "تآمر أو نسق مع الحكومة الروسية في أنشطتها للتدخل في الانتخابات". واعتبر ترامب، في مقاله أن الشعب الأمريكي هو الضحية الحقيقية قائلا: "بقدر ما كانت خدعة روسيا وحشية وقاسية بالنسبة لي ولعائلتي وموظفيني والعديد من الأبرياء، فإن الضحايا الحقيقيين هم الشعب الأمريكي". وأضاف: "الدمار الذي تسببت فيه هذه الخدعة لأمريكا يكاد لا يحصى. لقد قوضت ديمقراطيتنا وهددت أمننا وعرضت حريتنا للخطر". وأكد: "يجب أن يكون هناك حساب. المساءلة الآن في أيدي الناخبين. لقد أوضح تقرير دور هام المخاطر بشكل واضح، والآن الخيار لنا: إما أن تدمر الدولة العميقة أمريكا، أو ندمر الدولة العميقة".