تمكن رجال الحماية المدنية بالجيزة، من استخراج جثماني رجل وابنته من أسفل أنقاض منزل إمبابة المنهار، ليرتفع عدد المتوفين إلى 5، بينما لا يزال البحث عن مفقودين آخرين. وانتقل محرر "الشروق" إلى موقع العقار المنهار، حيث تحولت حارة الهنيدي في منطقة إمبابة إلى سرداق عزاء مفتوح، تجلس السيدات على جانبي الشارع الضيق متشحّات بالرداء الأسود، تتعالى صرخاتهن من حين لآخر حزنًا على الضحايا الذين تم استخراج جثامينهم، مترقبات بأعين تفيض منها الدموع معجزة خروج أحد المفقودين أسفل الركام على قيد الحياة. وبالتوغل داخل الحارة التي لم تتسع سوى لودر "انزلاقي" وسيارة نقل تخرج بعد تحميلها بالأنقاض، ظهر حطام المنزل المنهار يعتليه رجال الحماية المدنية، يكافحون على مدار 36 ساعة متواصلة بأيديهم ومعدات بسيطة "فأس - كوريك"، وبمشاركة من الهلال الأحمر المصري وأهالي المنطقة بحثًا عن باقي قاطني العقار. وتمكن محرر "الشروق" من صعود عقار مجاور للمنزل المنهار، وبتسلق سلم خشبي صعودًا إلى السطح، ظهر العقار المكون من طابق أرضي و4 أدوار عبارة عن كومة من الحطام، يقوم رجال الحماية المدنية بنبشها لاستخراج قاطنيه أحياءً أو أمواتًا، بينما ظهر عقاران ملاصقان للمنزل المنهار بهما انهيارات جزئية، ولم تمر سوى دقائق قليلة وطلب موظف من الحي من مالكة العقار إخراج أثاثها تمهيدًا لإخلاء المنطقة بالكامل. أثناء المغادرة، كان عدد من رجال المنطقة يحتضنون شابًا يتوسطهم يصرخ قائلًا: "كنا على العهد يا بابا ليه سبتني.. ربنا يخرجك من تحت بالسلامة". وعلى رأس الحارة، يقف أشخاص مجهولون بأكياس مملوءة بوجبات لا تحمل شعار مطعم، بل تم تحضيرها في المنزل، يقومون بتوزيعها على شباب وأطفال ونساء المنطقة الذين قضوا ليلتهم في الشارع، بينما يقوم آخرون بتسيير حركة الطريق الرئيسي لمنع تكدس السيارات.