عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لانتقاد منافسته الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة هيلاري كلينتون، متسائلا لماذا لم يتم التحقيق مع كلينتون وأعضاء الحزب الديمقراطي بسبب اتصالاتهم مع الروس، في الوقت الذي يحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي والكونجرس في نفس المزاعم بخصوصه؟ ونقلت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن ترامب الذي قال في تغريدة على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لماذا لا يتم التحقيق في اتصالات عائلة هيلاري كلينتون والديمقراطيين مع الروس، ولكن يتم التحقيق في اتصالاتي المزعومة معهم؟" معقبًا: "هيلاري حطمت هواتف نقالة، ومسحت رسائل بريد إلكتروني، وزوجها التقى المدعي العام قبل أيام من تبرئتها، هل نتحدث هنا عن إعاقة للعدالة؟". ويذكر أن موظفين تابعين لهيلاري كلينتون حطموا هواتف نقالة، وقام الموظف المسؤول عن بريدها الإلكتروني بمسح عشرات الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني، في الوقت الذي لم يحسم مكتب التحقيقات الفيدرالي إذا ما كان الأمر متعمدا أم لا، كما التقى زوج هيلاري الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بالمدعي العام قبل أيام من تبرئة مكتب التحقيقات الفيدرالي ساحة المرشحة الديمقراطية. وجاءت انتقادات ترامب بعد تقارير عن قيام المستشار الخاص روبرت مولر، بالتحقيق في مزاعم إعاقة ترامب للعدالة، الأمر الذي اعتبره الأخير اتهامات كاذبة، تم تلفيقها بعد تبرئة ساحته من تهمة تواطؤ حملته الانتخابية في انتخابات الرئاسة عام 2016 مع الروس. وقال ترامب في تغريدة له "لقد اختلقوا قصة التواطؤ مع الروس ولم يجدوا دليلا واحدا، والآن جاءوا بتهمة إعاقة العدالة في تلك التهمة الملفقة"، وعقب ترامب مهاجمًا القائمين على التحقيق قائلًا: "نحن أمام أكبر محاولة لتلفيق التهم في تاريخ أمريكا السياسي، والتي يقودها أشخاص سيئون ومتناقضون". وأشارت المجلة إلى أن تغريدات ترامب شهدت تغييرا دراميا، فقد غرد ترامب متضامنًا مع نواب الحزب الجمهوري بالكونجرس، الذين أصيبوا في إطلاق نار عليهم في ولاية فيرجينيا، ليظهر ترامب في كلمة متلفزة من البيت الأبيض، معبرًا عن تضامنه مع المصابين. لتنشر بعدها بساعات صحيفة "واشنطن بوست" تقارير عن تكليف المستشار الخاص روبرت مولر، بالتحقيق في ادعاءات إعاقة ترامب العدالة. وأضافت أن تحقيقات مولر لن تتناول الادعاءات بطلب ترامب من جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأسبق بإيقاف التحقيق مع مايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق في إدارة ترامب، ولكن سيتم أيضًا التحقيق بخصوص تواصل ترامب مع مدير الاستخبارات القومية دان كوتس، ومايك بومبيو مدير وكالة المخابرات المركزية، ومدير وكالة الأمن القومي مايك روجرز. وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة "أسوشيتد برس" أن 60% من الأمريكيين، يعتقدون أن ترامب تدخل بشكل أو آخر في إعاقة التحقيقات المتعلقة بالتدخل الروسي في انتخابات الرئاسة بأمريكا في 2016، بينما يري 68% من الأمريكيين أن ترامب أو شخص له علاقة بحملته الانتخابية، قد تواصل مع الكرملين. وأضافت "بوليتيكو" أن في الوقت الذي لم يحدد ترامب من المقصود بوصف "أشخاص سيئين ومتناقضين" في تغريدته، هاجم نيوت جينجريتش رئيس مجلس النواب الأمريكي الأسبق، روبرت مولر، واصفًا إياه ب"المستشار الخاص لمعارضة ترامب"، قائلًا: "إن مولر يعد رأس الحربة للدولة العميقة التي تهدف لتدمير أو على الأقل إعاقة وتقويض حكم ترامب". وأشارت إلى تناقض تصريحات جينجريتش مع رأيه في مولر عند اختياره، حيث وصف جينجريتش المستشار الخاص ب"الاختيار الرائع"، وأن "سمعته لا تشوبها شائبة". وفي السياق ذاته نفى أحد محاميي ترامب الذي يتابع التحقيقات بخصوص روسيا، ما تردد عن نية ترامب لإقالة المستشار الخاص روبرت مولر، مؤكدًا أن له الحق في إقالته إذا اختار ذلك.