أكد إياد السامرائي رئيس البرلمان العراقي أن بلاده يجب أن تسعى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية أخرى تضم كل اللاعبين الكبار على الساحة، مشيرا إلى أن تشكيلها قد يستغرق أكثر من شهرين، لكي تضم رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي الذي يتزعم كتلة العراقية الفائزة بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التي أجريت في مارس الماضي. وقال السامرائي لرويترز في مقابلة أجريت مساء الجمعة إن الحكومة الجديدة يجب أن تكون قائمة على قاعدة عريضة لتعكس إرادة الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات، في الوقت الذي يتعافى فيه العراق من حرب وصراع طائفي، مضيفا أنه يعتقد أن الواقعية تتطلب استمرار حكومة الوحدة الوطنية، وأن التنصل من حكومة الوحدة بذريعة نتائج الانتخابات وحدها سيكون سببا للإبقاء على تهميش أقسام كبيرة داخل المجتمع العراقي. وتابع السامرائي الذي فاز حزبه ب6 مقاعد فقط، أن قائمة العراقية يجب أن تثبت أنها قادرة على تنفيذ ما وعدت به خلال حملتها الانتخابية، مضيفا أنه سيكون متفائلا إذا قال إن تشكيل الحكومة سيستغرق شهرين أو أكثر وقال إن الفراغ التشريعي سيؤدي إلى فوضى. وأشار في حديثه إلى أن الحكومة الجديدة ربما تواجه تفتت التكتلات الانتخابية بمجرد انتهاء الانتخابات وتشكيل الحكومة وأنه لا يعتقد أن هذه التكتلات ستستمر طويلا، حيث قال إنها ليست بنى متجانسة وشبهها بالقوارب التي استخدمت لعبور الانتخابات. وقال إن قائمة جبهة التوافق التي يتزعمها ليس لها موقف محدد من حزب بعينه وإنها لا تسعى إلى أي منصب وإنها تعمل على موضوعات وعدت أنصارها بالعمل عليها، كما عزا انخفاض تمثيل حزبه في البرلمان المقبل إلى اجتذاب علاوي لأصوات السنة الذين دعموه إلى جانب الدعم الشيعي. وحصلت قائمة العراقية التي يتزعمها علاوي _مسلم شيعي علماني_ على 91 مقعدا وحصل ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي، الذي يرأس حكومة وحدة وطنية منذ عام 2006 على 89 مقعدا، بينما يتطلب تشكيل حكومة الاستحواذ على 163 مقعدا. ويجري ائتلاف المالكي حاليا محادثات مع مقتدى الصدر رجل الدين الشيعي المعادي للولايات المتحدة، الذي يتزعم قسما من الائتلاف الوطني العراقي الذي حل في المركز الثالث على منصب رئيس الوزراء، ومن شأن اتفاق من هذا النوع أن يهمش علاوي الذي ينفي أنصاره أن له علاقات مع أعضاء سابقين في حزب البعث المحظور. يذكر أن هذه النتيجة المتقاربة للانتخابات العراقية تنذر بمحادثات مطولة لتشكيل الحكومة الجديدة مما يمكن أن يكون سببا للشقاق، بعد أن كان العراقيون يأملون أن تؤدي الانتخابات إلى تحقيق الاستقرار في العراق بعد سنوات من العنف.