أعلن الزعيم الدرزى اللبنانى وليد جنبلاط أمس انه رسم مع الرئيس السورى بشار الأسد «خطا بيانيا سياسيا» للمستقبل يتضمن ثوابت تبدأ ب«دعم المقاومة»، فى إشارة إلى حزب الله ابرز حلفاء سوريا فى لبنان، مؤكدا بعد خمس سنوات من القطيعة مع دمشق أن «الماضى قد طوى للأبد». يأتى ذلك بينما قالت قوى الأكثرية أو ما يعرف بقوى الرابع عشر من آزار ان «انقلاب» حليف الأمس الزعيم الدرزى وليد جنبلاط واقترابه من دمشق كان لهما تداعيات خطيرة لكنها لم تؤثر على استمرار الحركة المناهضة لسوريا فى لبنان، فيما وصف حزب القوات اللبنانية خروج جنبلاط من التحالف بأنه «نكسة». وقال جنبلاط فى مؤتمر صحفى عقده فى منزله فى كليمنصو فى غرب بيروت وخصصه للحديث عن زيارته القصيرة إلى دمشق، «الماضى قد طوى للأبد.. لقد قررنا وضعه جانبا وتحدثنا عن المستقبل». وأضاف أن «دروس الماضى مهمة للعبرة لكن المستقبل أهم». وتحدث عن «رسم خط بيانى سياسى يبدأ بدعم المقاومة وحماية المقاومة فى الدفاع عن لبنان واستمرار عملية التحرير». وقال جنبلاط ردا على سؤال عما إذا كان سيغير تموضعه السياسى، «الموضوع ليس انتقالا من موضع إلى آخر بل هو تأكيد على الثوابت». والتقى جنبلاط الرئيس السورى أمس الأول بعد سنوات من القطيعة شن خلالها الزعيم الدرزى هجوما عنيفا على القيادة السورية، على خلفية اتهامها باغتيال رئيس الحكومة اللبنانى السابق رفيق الحريرى فى 2005. لكن جنبلاط بدأ منذ الصيف الماضى يتقرب مجددا من سوريا. وانسحب فى أغسطس من قوى 14 آذار الممثلة بالأكثرية النيابية. وأعلن جنبلاط أن لقاءه مع الرئيس السورى «لن يكون اللقاء الأخير». من جانبه، قال فارس سعيد منسق الأمانة العامة لقوى « 14 آزار» فى حديث مع الشروق عبر الهاتف أن زيارة جنبلاط لدمشق «لم تأت بجديد فقد أعلن فى أغسطس 2009 عن رغبته فى الانفصال عن 14 آزار والانفتاح على سوريا.. وبالتالى تأتى الزيارة كأنها تطور طبيعى فى هذا السياق». وأوضح ان التأثير المعنوى لخروج جنبلاط «حدث بالفعل فى العام الماضى وكان له تداعيات سياسية خطيرة لكنها لم تؤثر على استمرار تحالف الأكثرية». وأضاف: «قوى 14 آزار اثبتت أنه رغم انقلاب جنبلاط استمرت الحركة كمجتمع سياسى»، وانها على ذات الخط الذى يحاول الحفاظ على الشراكة الإسلامية المسيحية وتؤكد وجودها ضمن الفريق العربى الذى يدعم المبادرة العربية للسلام وتؤكد على تمسكها بالشرعية الدولية». ومن جانبها قالت انطوانيت جعجع القيادية والمنسقة الإعلامية فى حزب القوات اللبنانية «المسيحى» وهو من اشد المناهضين لسوريا ان « 14 آزار أصابتها نكسة بخروج جنبلاط مثل نكسات أخرى لكن ذلك لا يوقف استمرارها». وأوضحت انطوانيت: «14 آزار ليست ملك أشخاص وانما هى ملك لبنان وبالتالى الحركة مستمرة ولن يؤثر عليها موقف جنبلاط أو أى من السياسيين». لكن السياسية اللبنانية اقرت بوجود ضعف يعترى الحركة مبررة اياه بالقول: «أى حركة باى تقطع مراحل يكون فيها زخم ومراحل أخرى يصبها خفوت أو خيبة امل. لكن الأساس هو النبض المستمر». وتابعت: «لابد ان ننظر إلى الانجازات التى حققتها 14 آزار، فيكفى أنها استطاعت وقف الاغتيالات السياسية وانظر كيف تقدمت المحكمة الدولية حتى وصلت إلى مرحلتها النهائية.. وكيف استطاعتا تنظيم انتخابات رئيس الجمهورية وكيف نظمنا الانتخابات التشريعية»، مشيرة إلى ان الحركة حاليا تترأس الحكومة عبر رئيس الوزراء سعد الحريرى. وأكدت انطوانيت أن حزبها لا يمانع التعامل مع سوريا لكن فى إطار «دولة إمام دولة»، مشيرة فى الوقت ذاته إلى ان «الحذر مطلوب فى هذه العلاقة».