أعلن الدكتور عبدالعزيز طنطاوى، رئيس جامعة الوادى الجديد، اكتشاف أجزاء من بقايا هيكل لزاحف بحري عملاق، وجد بطبقات خام الفوسفات غرب مدينة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، يرجع عمره لأكثر من 65 مليون سنة وتحديدا بمنطقة قرية الهنداو بالداخلة. وأوضح طنطاوي أن الاكتشاف يضاف إلى سلسلة اكتشافات قسم الحفريات الفقارية بالجامعة فى ظل البحث الدائم للتعرف على طبيعة الحياة منذ ملايين السنين، والأسباب والتغيرات المناخية التي أدت لانقراض تلك المخلوقات من على سطح الأرض. وتحدث رئيس الجامعة عن أن الاكتشاف يتمثل في عدد من فقرات زاحف "البليسيوزور" البالغ طوله نحو 10 أمتار تقريبا، وهو نوع من الزواحف البحرية المنقرضة التي عاصرت الديناصورات، وكانت تعيش خلال حقبة الحياة المتوسطة، بداية من العصر الجوراسي، وانقرضت نهاية العصر الطباشيري المتأخر بنحو 65 مليون سنة، والتى يمكن تصنيفها إلى مجموعتين رئيسيتين، وهما البليسيوزوريا "طويلة العنق وصغيرة الرأس"، والبليوسوريا "قصيرة الرقبة وكبيرة الجمجمة". وأردف أن بقايا عظام "البلزيوسوريا" المكتشفة مؤخرا غرب مدينة الداخلة، تقع ضمن المجموعة الأولى طويلة العنق وصغيرة الجمجمة بجانب استدارة أجسامها نسبيا، بالإضافة إلى امتلاك هذه المجموعة من الزواحف على 4 زعانف قوية ورقبة طويلة تمكنها من السباحة، أما الذيل فليس له دور كبير في توجيه جسم الكائن لصغر حجمه، لافتا إلى إجراء بعض الدراسات التشريحية والتى أثبتت أن محاجر العينين كانت كبيرة في "البليسيوزور" لضمان مستوى رؤيته أثناء الصيد، مثمنا جهود اللجنة العلمية للوقوف على ماهية الكائن فى ظل الاكتشافات المتتالية لمركز الحفريات الفقارية بالجامعة. من جهته.. قال الدكتور جبيلي عبدالمقصود مدير مركز الحفريات الفقارية بجامعة الوادى الجديد، إنه على الرغم من ضخامة حجم "البليسيوزور"، يعتقد أنه كان له رئتين صغيرتين نسبيا للغوص فى الماء واصطياد فرائسه، وذلك بالمقارنة مع مثيله في الحجم من ذوى الرئات الضخمة والذي كان يعيش على اليابسة ولا يستطيع السباحة فى الأعماق، موضحا أن أعمال اللجنة أسفرت أيضا عن وجود بعض الحجارة في معدة هذه الزواحف، وتم تفسير ذلك بغرض إضافة وزن ثقيل للكائن لمساعدته على الغوص وتيسير عملية الهضم. وأضاف أن وزن مثل هذه الزواحف البحرية المنقرضة يصل إلى ما يقرب من الطن وطوله أكثر من 10 أمتار في بعض الأنواع، حيث كانت تعيش هذه الكائنات في البحار الضحلة والبحيرات العذبة وكانت لا تميل للغوص في الأعماق وذلك لحاجتها للتنفس كل فترة، مشيرا إلى أنها كانت تتغذى على الأسماك واللافقاريات وبعض الزواحف المائية في الماء، بجانب ندرة وجود حفائر لمثل هذه الزواحف البحرية بشكل كبير على مستوى القارة الأفريقية، مما يعطي أهمية كبيرة لاكتشاف أية بقايا عظام أو حفريات خاصة بها. وأشار إلى أن العينات التي تم اكتشافها ودراستها تتمثل في أجزاء من الجزء السفلي لمعدة الكائن وفقرات عظمية صغيرة وأجزاء من باقي الجسم، والتي تم اكتشافها من نفس الطبقة لنوع وجنس الزاحف البحرى "البليسيوزور"، لافتا إلى ما تتمتع به الصحراء الغربية من مقومات طبيعية وبخاصة فى منطقة الداخلة واحتواء المنطقة على عدة طبقات متتالية تزخر بعديد من بقايا الزواحف البرية والبحرية، مثل الديناصورات والزواحف البحرية الأخرى، والتي تجمعت على اليابسة وداخل المياه الضحلة بالبحر التيثي القديم، حيث جذبت تلك الأحياء إلى جنوب مصر، حيث المياه الضحلة الهادئة والغذاء الوفير. من جهته.. وأكد الدكتور محمد كامل جيولوجي متخصص بقسم الحفريات فى جامعة الوادى الجديد، أهمية اكتشاف مثل هذه الحفرية "البليسيوزوريا"، لكونها أول حفرية بحرية تكتشف في مصر وإفريقيا، مشيرا إلى أن تلك الكائنات كانت موجودة حتى نهاية العصر الطباشيري، ثم انقرضت بشكل مفاجئ، هي وحوالي 95% من الكائنات التي كانت موجودة على سطح الأرض. وأشار إلى أهمية البحث عن الاكتشافات، حيث توفر الجامعة جميع سبل الدعم والإمكانيات لتوثيق حياة تلك الكائنات المنقرضة منذ ملايين السنين.