لجنة تحكيم الجائزة: «الفائزان بالجائزة يقدمان مثالًا حيًّا على استهداف الثقافة وحرية التعبير من قِبَل الأنظمة القمعية» لطيف على كان يبيع الكتب فى شارع «المتنبى» وتم اختطافه تحت تهديد السلاح منذ 3 أعوام.. وفاكولينكو كان ثوريًا وعُثر عليه مقتولًا فى إحدى المقابر الجماعية وقع اختيار لجنة حرية النشر بالاتحاد الدولى للناشرين على الناشر العراقى مازن لطيف على الذى تم اختطافه شهر يناير عام 2020 لتسلم جائزة «فولتير» لعام 2023 وذلك خلال حفل توزيع الجوائز فى منتدى حرية التعبير العالمى فى مدينة ليلهامر بالنرويج، كما أعلن الاتحاد عن جائزة «فولتير» إضافية خاصة للشاعر ومؤلف كتب الأطفال الأوكرانى الراحل فولوديمير فاكولينكو. وجاء اختيار اللجنة لهذا العام للناشر العراقى الذى لم يزل فى عداد المفقودين حتى الآن من بين قائمة مختصرة ضمت خمسة مرشحين آخرين، وقد اعتاد «لطيف» إبان دراسته فى بغداد شراء الكتب وبيعها فى شارع المتنبى الشهير بالعراق، وكان قد أسس دار «ما بين النهرين» للطباعة والنشر والتوزيع عام 2007، واكتسب سمعة طيبة باعتباره عضوًا متميزًا فى المجتمع الثقافى العراقى. كما نشر «لطيف» مجموعة متنوعة من الكتب؛ بما فى ذلك العديد من الكتب التى يرتكز موضوعها حول الجاليات واليهود فى العراق وذلك حتى اختطافه فى 31 يناير 2020 تحت تهديد السلاح، وقالت لجنة الجائزة إنه يعد مثالًا حيًّا على استهداف الثقافة وحرية التعبير من قِبَل الأنظمة القمعية. وفاز بالجائزة المميزة هذا العام الكاتب الأوكرانى الراحل فولوديمير فاكولينكو الذى بلغت حصيلة أعماله 13 كتابًا تمحورت فى معظمها حول الإرث الثقافى لوطنه الأم بالإضافة إلى المجموعات الشعرية وبعض كتب الأطفال، وقد حصل فى حياته على العديد من الجوائز الأدبية الأوكرانية والدولية، وكان معروفًا عنه حسه الوطنى القوى، وعشقه لبلده، ودعمه لثورة الكرامة لعام 2014 التى وقعت فى أوكرانيا وانتهت بطرد الرئيس الأوكرانى المُنتخب فيكتور يانوكوفيتش وإسقاط النظام الأوكرانى، بالإضافة لدعمه الجيش الأوكرانى فى منطقة «خاركيف» منذ بداية الغزو الروسى، وقد تم اعتقاله مرتين بعد الغزو الروسى لأوكرانيا بيد أن فى المرة الثانية تم العثور على جثته فى إحدى المقابر الجماعية فى منطقة «إيزيوم» بعد أن تمت تصفيته على يد الغزاة الروس. وقالت رئيسة لجنة حرية النشر التابعة للاتحاد الدولى للناشرين، كريستين أينارسون، إن إخلاص مازن لطيف للمجتمع الأدبى بصورة خاصة وحرية التعبير فى العراق بصورة عامة يجب أن يكون مصدر إلهام لنا جميعًا، ووجّهت التماسًا لخاطفيه بإعادته سالمًا، وأضافت أن اغتيال فولوديمير فاكولينكو يعد رمزًا للتدمير الثقافى المروع الذى ارتكبه الجيش الروسى فى حق أوكرانيا، كما ناشدت الجمهور بأهمية الاحتفاء بإرثه الأدبى من القصص والقصائد وضرورة تخليد ذكراه للأبد. وقالت نائبة رئيس اتحاد الناشرين الدوليين، جفانتسا جوبافا، إن محاولات قمع حرية التعبير على الصعيد الثقافى إنما هى فى حقيقتها إحدى أدوات الأنظمة القمعية، وأضافت أنه يتعين على مجتمع المثقفين والمفكرين مقاومة ذلك النمط من الإرهاب الثقافى والفكرى، وشددت على ضرورة الاحتفاء بالمؤلفين والناشرين الشجعان الذين يعكسون تنوع الثقافات، ووصفت كلا من مازن لطيف على وفولوديمر فاكولينكو ب «الأبطال». وتسلم عبدالمهيمن مازن لطيف الجائزة نيابة عن والده، وقال فى تصريح له تم بثه عن طريق الفيديو: «لم أتخيل قط أننى سأقف يومًا ما فى مثل هذا المكان المميز لأتحدث عن والدى الذى تعرض للخطف والذى كان دائم الحديث حول الثقافة والفكر»، وأضاف: «للأسف تم إسكات صوت والدى بالقوة وكان جل خطيئته أنه كان شغوفًا بحرية الفكر وسعى من خلال دار النشر الخاصة به إلى تثقيف القراء حول كل ما يتعلق بالأسس الثقافية للعراق». كما توجه بالشكر للجنة الجائزة والجمهور على تقديرهم الشخصى واحتفائهم بوالده مازن لطيف، وقال إنه يشعر أن روح والده حاضرة معهم خلال الحفل الذى حضرته أيضًا اللبنانية الفائزة بجائزة «فولتير» العام الماضى، رشا الأمير، مؤسسة دار النشر اللبنانية «دار الجديد»، وأكد بأنه يشعر بتوق روح والده لعائلته إيجاد السلام والراحة من خلال معرفة مصيره، وأوضح أنه فى حال وفاته يجب أن يتم إخبارهم لأنه ليس من الإنسانية أن تُحرم أسرة من زيارة قبر أبيها. وتسلمت جائزة «فولتير» الخاصة نيابة عن الأوكرانى الراحل، فولوديمير فاكولينكو، الكاتبة والباحثة الأوكرانية فى جرائم الحرب، فيكتوريا أميلينا، وقالت خلال الحفل الذى تسلمت خلاله الجائزة: «أشعر بالامتنان العظيم وأنا أتسلم الجائزة نيابة عن زميلى فولوديمير فاكولينكو الذى لم ينج للأسف من محاولات الإمبراطورية الروسية الحثيثة لمحو الهوية الأوكرانية». وأضافت أن المجتمع الأدبى الأوكرانى بأكمله يشعر بالفخر لحصول أحد أفراده على هذه الجائزة المرموقة، وقالت إن هذه الجائزة تحمل معنى خاصا للشعب الأوكرانى بسبب عدم حصول مئات الكتاب الأوكرانيين الآخرين الذين قُتلوا على مر التاريخ الأوكرانى على مثل هذه الجائزة الدولية رفيعة المستوى حتى تمكن «فاكولينكو» من اقتناصها هذا العام برغم رحيله، وأعربت عن ثقتها فى أن الراحل فولوديمير فاكولينكو يود تكريس هذه الجائزة لهم أيضًا. وتبلغ قيمة جائزة «فولتير» 10 آلاف فرنك سويسرى، ويتم منحها كل عام لأحد الناشرين سواء كان فردًا أو مجموعة أو منظمة ممن قاموا بنشر أعمال مثيرة للجدل فى مجتمعهم، وتعرضوا بسببها للضغوطات والتهديدات والمضايقات ومحاولات الترهيب سواء كانت من الحكومات أو السلطات الأخرى أو الجهات ذات المصالح الخاصة أو الناشرين الذين يتمتعون بسجل مشرف فى التمسك بقيم حرية النشر وحرية التعبير. وقد تم الإعلان عن القائمة المختصرة للجائزة فى معرض لندن للكتاب فى 20 أبريل 2023 وضمت: الناشر العراقى المُختطف مازن لطيف على، والمصرى نائب البرلمان السابق أحمد محمود محمد إبراهيم والذى وافته المنية داخل سجن وادى النطرون بعد اعتقاله عام 2015، ودار النشر التركية «جونيسوج كتابليج»، والصحفية الباكستانية مهر حسين مؤسسة دار نشر «زوكا» التى أسستها فى أعقاب حظر الحكومة الباكستانية للكتب الهندية، ودار نشر «ميرسير برس» الأيرلندية. وتشمل قائمة رعاة الجائزة عدة دور نشر مرموقة، على غرار: «ألبرت بونيرز» السويدية و«بونير ميديا دويتشلاند» الألمانية و«ساملاجيت» النرويجية و«بنجوين راندوم هاوس».