عقد اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، اجتماعا مع الدكتورة هان واجين، وزيرة البيئة بالجمهورية الكورية، بمشاركة وفد رفيع المستوى من وزارة البيئة الكورية ونائب رئيس المعهد الكوري للتكنولوجيا والصناعة البيئية (KEITI)، وقيادات وزارة التنمية المحلية. وفى بداية اللقاء، أعرب وزير التنمية المحلية عن تقديره باهتمام الجانب الكوري بإيفاء الوفد رفيع المستوي والذى ترأسه وزيرة البيئة الكورية للتباحث حول أحد أهم ملفات التعاون بين الجانبين وهو ملف البيئة بكل أبعاده ومشتملاته، مؤكدا أن الزيارة ستساهم في وضع إطار وثيق للتعاون بين الجانبين، خاصة بعد توقيع مذكرة التفاهم في مجال التنمية المحلية بين مصر وكوريا الجنوبية في شهر أكتوبر الماضى، والتي تضمنت بند هام حول تطوير منظومة المخلفات الصلبة. وأوضح أن العلاقات القوية التي تربط بين البلدين في ظل العلاقات الجيدة بين قيادتي مصر وكوريا الجنوبية، مشيرا إلى وجود عديد من فرص التعاون المتاحة في مجالات عمل وزارتي التنمية المحلية والبيئة الكورية، لافتا إلى رغبة مصر للاستفادة من التجربة الكورية في مجال المخلفات واستخدام أحدث التكنولوجيا الكورية في هذا المجال المهم. وأردف أن الدولة المصرية تقدم كل التسهيلات اللازمة لتعزيز وجذب الاستثمارات من مختلف دول العالم وعلى رأسها الاستثمارات الكورية، ورحب الوزير بوجود رجال الأعمال والمستثمرين من دولة كوريا الجنوبية للاستثمار في مصر. وأشار الوزير إلى القرارات التاريخية والمهمة التي أصدرها الرئيس السيسي في اجتماع المجلس الأعلى للاستثمار والتي ستساهم في تحقيق نقلة نوعية في عملية جذب وتشجيع وتعزيز الاستثمار، المحلي والأجنبي، وتذليل مختلف التحديات التي تواجه زيادة استثمارات القطاع الخاص وستعطي دفعة قوية لمجال الاستثمار. ونوه إلى أن كلا البلدين لديهما تشابه في بعض قطاعات التنمية حاليا بعد إطلاق المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتنمية وتطوير الريف المصري، كما توجد تجربة مشابهة في كوريا لتنمية القطاعات الريفية. وأشاد اللواء هشام آمنة، بالمشاركة الكورية رفيعة المستوى للوفد الكوري في قمة المناخ COP27 والذي استضافته مدينة شرم الشيخ نوفمبر الماضى، مؤكدا أهمية العمل على تنفيذ بنود مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين والتي تستهدف فتح آفاق واسعة لدعم التعاون المشترك، لا سيما ما يتعلق بالتعاون في قطاعات التنمية الريفية والتنمية الحضرية وإنشاء مجمع محاكيات لتدريب وتأهيل الكوادر البشرية العاملة في منظومة المخلفات الصلبة، ولتعزيز القدرات المعرفية، وتأهيل الكوادر العاملة في هذا المجال، ودعم آفاق التعاون ضمن الاستراتيجية الوطنية للمخلفات الصلبة بالتعاون مع المعهد الكوري للتكنولوجيا والصناعة البيئية KEITI، والبنك الكوري للاستيراد والتصدير، والتي تستهدف تطوير خدمات البنية الأساسية اللازمة لمنظومة المخلفات الصلبة في الحضر والريف ، بالإضافة إلى بحث سبل التعاون مع المعهد الكوري للتكنولوجيا والصناعة البيئية في إعداد دراسة جدوى لإدارة وتطوير منظومة المخلفات الصلبة. وأكد الاهتمام الذى توليه الوزارة بملف المخلفات الصلبة، بجميع مراحله وتدوير المخلفات والتخلص منها بطريقة صحية وسليمة، وذلك من خلال إنشاء مصانع لإعادة تدوير المخلفات باستخدام التقنيات الحديثة في هذا المجال، بالإضافة إلى المعدات المستخدمة سواء من وسائل نقل المخلفات الصلبة، وإنشاء مدافن صحية. وتحدث آمنة عن أهمية التعاون المشترك في إطار منظومة جديدة للمخلفات والمشروعات والمجالات التي شملت التحول الأخضر والحياد الكربوني والمخلفات الصلبة، وخفض الانبعاثات والاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة. كما أشاد وزير التنمية المحلية بالتجربة الكورية في إنشاء المصانع في مجال تطوير المخلفات الصلبة في بعض المحافظات وبحث سبل التوسع في تعميمها على المحافظات الأخرى من خلال تطوير ودعم المنظومة وتدارس إمكانية إعداد دراسة جدوي لمناطق آخرى لتطويرها ضمن خطة منظومة المخلفات الصلبة. ولفت إلى وجود عديد من الفرص الاستثمارية في مصر خلال الفترة الحالية في عدد من المجالات، وعلى رأسها الطاقة، والزراعة، والهيدروجين الأخضر، وبعض قطاعات الصناعة، حيث إن مصر سوق كبير لأي مستثمر بطاقة بشرية حوالي 1.5 ملايين مواطن، فضلا عن وجود عديد من الاتفاقيات الخاصة بالتجارة بين مصر والتجمعات الأفريقية والدول العربية. ومن جانبها قدمت الدكتورة هان واجين وزيرة البيئة بجمهورية كوريا الجنوبية، الشكر لوزير التنمية المحلية، على عقد هذا اللقاء، معربة عن سعادتها بزيارة مصر للمرة الثانية والتي تعد ملتقى حضارات العالم القديم، موضحة أن العلاقات المصرية الكورية شهدت دفعة كبيرة وتزداد قوة خلال الفترة الماضية بفضل العلاقات الجيدة بين قياداتي البلدين. وأشارت وزيرة البيئة الكورية إلى أن هناك علاقات جيدة تربط بين الشعبين المصري والكوري ويوجد فرص للتعاون بين الجانبين في المستقبل القريب، منوهة إلى هناك مجالات للتعاون بين البلدين بخلاف ملف معالجة المخلفات وعلى رأسها الهيدروجين والاقتصاد الأخضر، معربة عن استعداد بلادها للتعاون مع الحكومة المصرية في تلك المجالات. وأوضحت أن كوريا لديها بعض الخبرات في مجالات إعادة استخدام المخلفات وإعادة التدوير وتحقيق نتائج جيدة في هذا المجال وفيما يخص البلاستيك لا يمكن إعادة تدويره ولكن يمكن إعادة استخدامه لاستخراج مواد بترولية كما يمكن تحويل المخلفات العضوية لطاقة. وطلبت وزيرة البيئة تحديد المجالات والقطاعات التي يمكن لرجال الأعمال والمستثمرين الكوريين الاستثمار فيها ونقلها إليهم عقب عودتها إلى كوريا. وقالت الوزيرة الكورية: "نتمني التعاون الجيد مع مصر ليكون ذلك مثالاً يحتذي به في منطقة الشرق الأوسط". وتطرق اللقاء إلى بحث آليات إعداد وانشاء منظومة محاكاة متكاملة لتطوير منظومة المخلفات الصلبة بمراحلها المختلفة، على أسس علمية متطورة مستندة على التجربة الكورية الرائدة في هذا المجال، مما يؤدي إلى تنفيذ أحد بنود مذكرة التفاهم الموقعة والتي تضمنت هذا البند ومدى ارتباطها بالخطة الاستراتيجية للدولة للتعامل مع المخلفات الصلبة.