لم يهنأ جمهور الكرة الإيفواري بالفوز الساحق الذي حققه بخماسية نظيفة على مالاوي في بداية مشواره في تصفيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، حيث شهد استاد هوفويه بوانييه بمدينة أبيدجان الإيفوارية مأساة كروية جديدة تضاف إلى مآسي سوء التنظيم والفوضى في الملاعب الأفريقية ، عندما لقي 22 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب نحو 130 آخرين في حادث تدافع وقع قبل انطلاق المباراة. وأفادت الأنباء الواردة من أبيدجان أن واقعة التدافع بدأت أثناء المباراة ، وذلك إثر إصابة الجماهير بحالة من الرعب عندما شاهدوا بأعينهم انهيار أحد جدران الاستاد المزدحم بالجماهير ، التي بلغ عددها أكثر من 36 ألف مشاهد. وذكر مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي." في موقع الحادث أن الاستاد كان ممتلئا عن آخره بالجماهير التي جاءت لمشاهدة نجمها المفضل دروجبا بعد أن أكدت الصحف نبأ مشاركته في اللقاء للمرة الأولى مع منتخب بلاده بعد غياب ، وأضاف أن سيارة دورية تابعة للشرطة حاولت الطواف بالاستاد من أجل توجيه الجمهور ومطالبة المشجعين بعدم التدافع والبقاء في أماكنهم ، بل واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لمنع الجماهير من التدافع بالقوة. ومن جانبها ، أرجعت وزارة الرياضة والاتحاد الإيفواري لكرة القدم سبب انهيار الجدار إلى ضغط الكتل البشرية عليه ، وهو ما دفع الجماهير المذعورة إلى محاولة الخروج من المدرجات ظنا منهم أنهم في خطر. ووقع التدافع قبل انطلاق المباراة بقليل ، ولكن السلطات قررت المضي قدما في إقامتها في موعدها. وبالعودة إلى المباراة نفسها ، فقد وجه منتخب كوت ديفوار بهذا الفوز الساحق إنذارا شديد اللهجة إلى جميع منافسيه في المجموعة الخامسة للدور النهائي من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 لكرة القدم بجنوب أفريقيا ، كما تصدر الفريق المجموعة برصيد ثلاث نقاط وبفارق الأهداف فقط أمام بوركينا فاسو التي تغلبت على غينيا يوم السبت الماضي بأربعة أهداف لهدفين. وبعد ثوان معدودة من بداية المباراة ، أعلنت كوت ديفوار عن نفسها بقوة بتسجيل هدف مبكر حمل توقيع روماريك ، وفي الدقيقة السابعة أضاف ديدييه دروجبا نجم تشيلسي الإنجليزي الهدف الثاني للمنتخب الإيفواري من ضربة جزاء ، قبل أن يضيف الهدف الثاني له والثالث لمنتخب بلاده في الدقيقة 28. وفي الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع في الشوط الأول ، ألغى الحكم الجزائري جمال حيمودي هدفا سجله بكاري كوني بداعي التسلل ، وفي الشوط الثاني أضاف سالومون كالو الهدف الرابع ل"الأفيال" الهدف الرابع في الدقيقة 60 من ضربة رأس شتتها مدافع مالاوي بعد أن تجاوزت خط المرمى. وأكمل باكاري كوني خماسية الفريق الإيفواري في الدقيقة 71 بعد مجهود فردي انفرد بأثره بمرمى الفريق المالاوي قبل أن يسدد الكرة من فوق الحارس سواديك سانودي. في الوقت نفسه ، تصدر منتخب غانا المجموعة الرابعة للتصفيات بعد أن تغلب على ضيفه منتخب بنين بهدف أحرزه برينس تاجو بعد دقيقة واحدة من بداية المباراة. وحصل المنتخب الغاني بذلك على أول ثلاث نقاط يتصدر بها المجموعة بفارق نقطتين عن السودان ومالي اللتين تعادلتا يوم السبت الماضي بهدف لهدف في أم درمان. أما المنتخب النيجيري فقد انتزع نقطة تعادل غير مستحقة خارج ملعبه أمام موزمبيق الأفضل في المباراة التي جرت بينهما في العاصمة الموزمبيقية مابوتو ، وذلك في إطار المجموعة الثانية من البطولة ، التي تتصدرها تونس حاليا برصيد ثلاث نقاط بعد فوزها خارج ملعبها على كينيا السبت الماضي. وكان الفريق الموزمبيقي هو الأقرب للفوز ، وكان الطرف الأفضل طوال شوطي المباراة ، ولكن الدفاع الصلب للفريق النيجيري ومن ورائهم الحارس فينسنت إنياما نجح في انتزاع نقطة ثمينة للفريق الضيف ، علما بأن حكم المباراة إيمانويل إيوب ألغى هدفين للاعب خط الوسط الموزمبيقي داريو في الدقيقتين 13 و26 من المباراة بداعي التسلل ، كما ظلم الحكم الفريق الموزمبيقي بعدم طرد المدافع النيجيري أوبينا نوانيري في الدقيقة 36 من المباراة لعرقلته مهاجما موزمبيقيا من الخلف بعد أن كان قد حصل على إنذار قبلها.