5 دول لن تشهد انتخابات مجلس الشيوخ.. سوريا والسودان وإسرائيل أبرزهم    محافظ القليوبية يتابع أعمال النظافة ورفع الإشغالات بالخصوص    الرئيس الإيراني يبدأ زيارة رسمية إلى باكستان السبت لتعزيز التعاون الثنائي    ملك المغرب يعطي تعليماته من أجل إرسال مساعدة إنسانية عاجلة لفائدة الشعب الفلسطيني    الرئاسة الفلسطينية: مصر لم تقصر في دعم شعبنا.. والرئيس السيسي لم يتوان لحظة عن أي موقف نطلبه    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    القوات الأوكرانية خسرت 7.5 آلاف عسكري في تشاسوف يار    البرلمان اللبناني يصادق على قانوني إصلاح المصارف واستقلالية القضاء    تقرير: مانشستر يونايتد مهتم بضم دوناروما حارس مرمى باريس سان جيرمان    عدي الدباغ معروض على الزمالك.. وإدارة الكرة تدرس الموقف    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    أبرزهم آرنولد.. ريال مدريد يعزز صفوفه بعدة صفقات جديدة في صيف 2025    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    جنوب سيناء تكرم 107 متفوقين في التعليم والرياضة وتؤكد دعمها للنوابغ والمنح الجامعية    تحقيقات موسعة مع متهم طعن زوجته داخل محكمة الدخيلة بسبب قضية خلع والنيابة تطلب التحريات    محافظ القاهرة يقود حملة لرفع الإشغالات بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة    نيابة البحيرة تقرر عرض جثة طفلة توفيت فى عملية جراحية برشيد على الطب الشرعى    مراسل "الحياة اليوم": استمرار الاستعدادات الخاصة بحفل الهضبة عمرو دياب بالعلمين    مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي في دورته 22 الخميس المقبل    ضياء رشوان: تظاهرات "الحركة الإسلامية" بتل أبيب ضد مصر كشفت نواياهم    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    أسامة كمال عن المظاهرات ضد مصر فى تل أبيب: يُطلق عليهم "متآمر واهبل"    نائب محافظ سوهاج يُكرم حفظة القرآن من ذوي الهمم برحلات عمرة    أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا الصلاة.. فيديو    ما كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر؟ أمين الفتوى يجيب    القولون العصبي- إليك مهدئاته الطبيعية    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    لتسهيل نقل الخبرات والمهارات بين العاملين.. جامعة بنها تفتتح فعاليات دورة إعداد المدربين    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    هيئة الدواء المصرية توقّع مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للمراقبة الصحية البرازيلية    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    ليستوعب 190 سيارة سيرفيس.. الانتهاء من إنشاء مجمع مواقف كوم أمبو في أسوان    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    ضبط طفل قاد سيارة ميكروباص بالشرقية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عايدة الكاشف قرينة البرادعى : محمد هادئ ولكنه يصبح شخصية أخرى عندما يدافع عن المبادئ
نشر في الشروق الجديد يوم 26 - 03 - 2010

جلست مع عايدة الكاشف، زوجة محمد البرادعى على مدى ساعتين قبل إجراء «الشروق» لحوارها مع د.البرادعى فى ديسمبر الماضى. تحدثت الكاشف بكل طلاقة عن مشاعرها، ومخاوفها، ومساندتها لزوجها فى كل خطوة يخطوها. مشاعر مختلطة، ومتناقضة بين الخوف والفخر. مشاعر لشريكة حياة بمعنى الكلمة.
شريكة حياة تحب زوجها وتؤازره فى كل خطوة من مشوار حياته، فى طريقه الذى اختار أن يسلكه، برغم كل ما قد يتسبب فيه اختيار هذا الطريق من قلق وعدم استقرار، لسنوات طويلة، حتى أنهى البرادعى مهام وظيفته رسميا كرئيس لهيئة الطاقة الدولية.
هذه الكلمات ترسم صورة لطبيعة الزوجة، التى اختارها البرادعى عن حب لتكون رفيقة عمره وكفاحه. زوجة اكتفت أن يكون الدور الأكبر لها، فى ظل زوجها. فقد طلبت من «الشروق»، بعد إجراء الحوار معها، عدم نشره فى الوقت الحالى، لعدم خطف الأضواء من زوجها، ولعدم صرف الأنظار عن مهمته الصعبة، التى قرر أن يسلكها.
«لنترك له الساحة ولنفسح له كل المجال كى يعبر ويرسم الخطوط العريضة لمهمته السياسية. لا أريد أن أشغله عن أهدافه بأى تصورات. ولا أريد أن أظهر فى الصورة حاليا. فدورى الأكبر والأهم هو مساندته ومساعدته، كزوجة وصديقة، وشريكة كفاح، وليس الظهور فى الجرائد. هذا ليس الوقت المناسب»، هذا ما قالته زوجة البرادعى ل«الشروق»، طالبة تأجيل نشر الحوار، لحين بلورة وجهة نظر البرادعى وعرضها على الشعب المصرى بأكمله، خاصة أن الحوار الذى انفردت به «الشروق» معه فى ديسمبر، كان بطاقة التعارف الأولى بينه وبين الشعب المصرى.
تلعب عايدة الكاشف دورا كبيرا فى حياة زوجها، دور الصديقة، والمستشارة، والزوجة، وأم الأولاد، بالإضافة إلى كونها شريكته فى جميع محطات حياته المتعددة والصعبة. «علاقتنا قريبة جدا، نحن أصحاب، ودائما هناك تواصل بنا، ودائما نتكلم، وهذا هو الدور الأساسى للزوجة».
حين تتحدث معها، تلاحظ على الفور مدى إيمانها بأفكار الرجل ومبادئه، لدرجة تجعلها تضع جانبا المخاوف المشروعة لأى امرأة.
«هاجمته أمريكا عند ترشحه للدورة الثالثة لرئاسة الوكالة، فشعرت بالخوف فى البداية، ولكن ثانى يوم، قلت له: محمد، رشح نفسك، لماذا تملى علينا أمريكا شروطها؟.
نفس الأمر بالنسبة للرئاسة، شعرت بالخوف ورغبت أن نرتاح فى بادئ الأمر، ولكن هذا واجب وطنى».
هكذا تتحدث السيدة عايدة الكاشف، خريجة العلوم السياسية والتى تشارك زوجها كل اهتماماته السياسية.
من بيت الحقوق
نشأت عايدة الكاشف فى بيت يدافع عن حقوق الإنسان، فهى ابنة لنقيب محامين، تعلمت فى مدرسة الجزيرة التجريبية، ومدرسة بورسعيد، ثم تخرجت فى الجامعة الأمريكية، علوم سياسية، ومن ثم يبدو طبيعيا، أن تقف إلى جوار زوجها وتسانده.
قابلت الكاشف زوجها بالمصادفة، فى فرح محمد رياض. كان رياض موظفا فى وزارة الخارجية، وصديقا للبرادعى. كانت أيضا ابنة رياض من زوجته الأولى، أقرب صديقة لها.
«فقد قابلت محمد فى حفل الاستقبال فى النادى الدبلوماسى، لنتشارك من أول لقاء فى الأفكار والاهتمامات الخاصة»، كما جاء على لسان الكاشف مشيرة إلى أنه لم يمض عام واحد، حتى تزوجا لتبدأ مشوار حياتها مع محمد وتشاركه فى المحطات المختلفة له.
تزوج البرادعى من عايدة الكاشف عام 1975، لترحل معه إلى جنيف بحكم وظيفته بعد عامين ونصف العام فقط من زواجهما. تركت عالمها، وبلدها، وعملها دون أن تشعر بأى ندم، رغم صعوبة الاختيار، «الأمر لم يكن سهلا، ولكن فرحة الزواج، والحياة الجديدة التى عشتها، فتحت عينى على نوعية معيشة مختلفة وجديدة. فهذه أول مرة أتعرض فيها للحياة الدبلوماسية، وأول مرة أعيش فى الخارج، بالإضافة إلى أننى كنت صغيرة جدا، فكان السفر بالنسبة لى تجربة تعليمية مختلفة»، بحسب قولها.
مرت الكاشف بمحطات متعددة مع البرادعى، جنيف وأمريكا وفيينا لتقضى حياتها كلها «متغربة» عن مصر، لكنها الغربة التى تهون مع رفيق الدرب، والطفلين اللذين منحا المنزل حيوية العائلة، ودفء المحبة.
«كان للسفر صعوبات خاصة مع الأولاد، ولكننا استطعنا أن نمزج بين مزايا السفر، وتقاليدنا الشرقية، لنجعل منافع الغربة أكثر من أضرارها».
تشير زوجة البرادعى إلى أن علاقتهم بمصر لم تنقطع أبدا، فكل عام «نحن نزورها، كما أننا نتحدث العربية دائما، ونطبخ الأكلات المصرية، ونسمع أم كلثوم، فمحمد عاشق أصيل للملوخية».
المبادئ سر نجاحه
محطات السيدة عايدة الكاشف مع زوجها متعددة.
المحطة الأولى حين رشحت الخارجية المصرية اسما آخر بدلا منه لمنصب رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الثانية حين هاجمته الولايات المتحدة حين أراد أن يرشح نفسه للمرة الثالثة.
المحطة الثالثة حين لم يشاركه وطنه احتفالا يليق به حين حصل على جائزة نوبل.
أما المحطة الأخيرة، فحين قرر إرسال بيان يعلن فيه استعداده لترشح نفسه رئيسا للجمهورية إذا ضمن حدوث انتخابات عادلة.
«هذه المحطات كلها صعبة، ولكل محطة صعوبة خاصة بها، وطعم مختلف، ولكننا استطعنا أن نتخطى كل هذه العقبات معا وكانت كلمة السر دائما: المبادئ».
وتستطرد الكاشف «إذا كان الإحساس الأول الذى يرد إلى قلبى فور اتخاذ محمد أى قرار شجاع، هو الخوف، ولكننى سرعان ما أتخلص من هذا الشعور، لأننى أعلم جيدا أنه إذا تمكن منا الخوف لن نتقدم، فكل شخص له تجاه وطنه مسئولية وطنية»، بحسب تعبيرها.
وتتذكر عايدة قائلة «إذا استسلمت لمشاعر الرهبة الأمر لن يكون سهلا أبدا، فتخيلى حين تجدين نفسك أمام أمريكا بحالها تعارضينها، أول رد فعل لازم يكون يعملوا فينا إيه، ولكننا حين تمسكنا بمبادئنا انتصرنا».
الإنسان المصرى جدير بتوفير أساسياته مثل العلاج والتعليم، ولا نطلب أن يكون عنده حمام سباحة وفيللا.
مدرسة الأمم المتحدة
عملت عايدة الكاشف مدرسة حضانة لمدة 11 عاما فى المدرسة الدولية فى فيينا، لتتعامل مع أطفال يتراوح عمرهم ما بين الثلاث والست سنوات، قادمين من أكثر من 80 دولة مختلفة، كأننا فى «أمم متحدة صغيرة»، بحسب تعبيرها قائلة «كنت استمتع جدا بالتعامل مع الأولاد، فهم على سجيتهم، وما فى قلبهم على لسانهم، وبرغم اختلاف جنسيتهم، فكانوا فى نهاية المطاف أسرة إنسانية واحدة، يا ليتنا نستطيع أن نحقق فى العالم ما نستطيع أن نحققه فى الأطفال»، تقول الكاشف.
هذا الأمل الذى راود الكاشف ورأت إمكانية تحقيقه من خلال عالمها الصغير فى المدرسة، جعلها تتماسك، وتضع خوفها جانبا وتؤازر زوجها فى مشوار حياته، وبصفة خاصة فى قراره الأخير، «فهذه مصر، بلدنا، وغيرتنا عليه اكبر من أى شىء فى الدنيا»، تقول الكاشف.
«الهدف ليس المنصب، فمحمد عنده رسالة أكبر، ولو كان بيفكر من منظور شخصى لم يكن ليقدم على هذه الخطوة أبدا، ولكن محمد يهمه المصلحة العامة، وهو يحزن حين يرى حال الشعب المصرى»، تقول الكاشف، التى أطلقت العنان لتربيتها ولآرائها السياسية «المحدودة»، وفقا لها، أن تظهر.
هموم كل مصرى
زار البرادعى، أكثر من 100 دولة، بسبب مهام وظيفته، كما تروى زوجته، وهذه الزيارات المتعددة، وإن كانت لمهام وظيفية من الدرجة الأولى، إلا أنها لم تنجح فى صرفه عن مصر، «فكل مرة كان يزور بلدا متقدما أو ناميا، ويتابع نجاحا اقتصاديا أو سياسيا، كان يشعر بنوع من الغيرة والوجع على مصر، ويحزن لحالها متسائلا لماذا هم فقط؟، نحن نستطيع أن نكون أفضل منهم بكثير»، تتذكر الكاشف.
تضيف: إحنا مش محتاجين إلى آينشتين لنتعرف على مشكلات الشعب المصرى، أى شخص ينزل إلى الشارع المصرى يدرك الظلم الذى يتعرض له هذا الشعب.
يعانى الشعب المصرى من معدلات فقر كبيرة، ووفقا لآخر إحصائيات البنك الدولى، يعيش أكثر من 40% فيما وراء خط الفقر، وهذا ليس وحده ما يقلق الكاشف، وإنما «استسلام الشعب للواقع هو الذى يفزعنى»، بحسب قولها «فالناس تقبلت أن هذا هو نصيبها، ولا يجب أن يكون ذلك هو الوضع».
تتساءل عايدة الكاشف: ما جوهر الدستور؟ أليس أن يعيش الإنسان المصرى حياة كريمة، يطمئن فيها على نفسه وعلى أولاده؟ هل الدستور الحالى يحقق ذلك؟ أنا لا افهم فى السياسة، ولكننى متأكدة أن الدساتير غايتها الأولى هى الإنسان، وتوفير أساسياته مثل العلاج والتعليم، ولا نطلب أن يكون عنده حمام سباحة وفيللا. فالمصرى جدير بذلك»، تقول الكاشف موضحة أن هذا المنطلق الذى جعل زوجها يختار الطريق الأصعب، بدلا من «الراحة التى طالما انتظرناها كأسرة».
لا يبحث عن منصب
«حكاية الترشح كلها عجيبة، وجاءت بالمصادفة البحتة، ولم يسع محمد إليها»، هذا ما قالته الكاشف فيما يتعلق بترشح زوجها للرئاسة.
لم تطرأ هذه الفكرة، ولم يفكر بها البرادعى، وفقا للكاشف، إلا بعد إجرائه حوارا تليفزيونيا فى الولايات المتحدة منذ ثلاثة أشهر من ديسمبر تاريخ اللقاء، وسألته المذيعة: هناك شائعات تقول إن هناك من يرغب أن يتولى البرادعى رئاسة مصر. فكان رده حينئذ، هذه شائعات، ولكن بالتأكيد لو طلب منى أن أقوم بأى عمل لمصلحة بلدى فلن أتأخر، ولكننى لن أقدم على هذه الخطوة إلا إذا كانت هناك انتخابات حرة ونظيفة.
«لم نفكر أبدا فى هذا الأمر قبل هذا الحوار، والدليل على ذلك ما لدى زوجى من ارتباطات على مدار عام 2010 خارج البلد، ولكن رده هذا أشعل النار فى الهشيم، وانهالت الشائعات والهجوم ضده»، كما جاء على لسانها مشيرة إلا أنه ردا على ذلك قرر إرسال البيان ليوضح فيه موقفه.
وبرغم مخاوفها من التضحية بالراحة والاستقرار الأسرى التى طالما حلمت بهما، تقول عايدة، «حين سألنى رأيى عند كتابة البيان، لم أتردد أن أشجعه على إرساله، فهذا هو حق بلدنا علينا، وهذا هو الهدف من كل ذلك، وليس المنصب. محمد لا يبحث عن المنصب بل التغيير».
هنا تؤكد السيدة عايدة أنها لم تندم على ذلك التشجيع، «وإذا رجع الزمن سيكون موقفى واضحا وسأشجعه وأوافقه على سلوك الطريق الصعب».
ابنة نقيب المحامين تعتبر أن «القضية ليست الترشح أو من سيأتى رئيسا، القضية هى أن الوضع الحالى لابد أن يتغير. ولكن يجب على الشعب أن يدرك أن محمد لن يكون فارسا على حصان أبيض ينقذ البلد لوحده. الناس يجب أن تساعده، ويجب أن تستيقظ من ثباتها، «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، تقول الكاشف مشيرة إلى أن الكرة بالفعل أصبحت فى ملعب الشعب.
وتستطرد زوجة البرادعى «مش المهم محمد أو غيره، المهم توصيل الرسالة على الأقل. الجميع أدرك الآن أنه لابد من ضمان نزاهة الانتخابات، الخطوة الأولى تمت بنجاح، وهذا على الأقل يشجعنا على الاستمرار، ليكون لنا على الأقل شرف المحاولة». 

عاشق العمل
منذ بدأ الدكتور محمد التفكير فى الترشح للرئاسة، لم تتردد «السيدة» فى مساندة زوجها. لكنها لا تنكر أن موقفها يتطور مع تطور الأحداث، «موقفى الأول كان مختلفا. قلت له فى الأول، «أنا خايفة عليك تشتغل 12 سنة فى وظيفة فيها ضغوط فظيعة، فقد حان الوقت لكى تعمل الأشياء التى تحبها من غير ضغوط»، ولكنى سرعان ما تراجعت عن موقفى».
تراجع «عايدة» عن موقفها كان بسبب معرفتها الوثيقة بصاحب جائزة نوبل، «عارفة إنه عنده حب للعمل العام، وإذا كانت لديه القدرة أن يساعد فى أى شىء لن يتأخر، ولا يخاف، خاصة أنه مؤمن بالمبدأ، وأنا أيضا مؤمنة بنفس المبدأ. ولذلك تغلبت على خوفى كامرأة عادية، وانتصرت نزعة زوجة المواطن المصرى».
أسرة البرادعى لم تكن فى حاجة إلى شهرة أو مادة أو مزيد من الأعباء، كما تؤكد عايدة الكاشف، «فمحمد لديه عروض متنوعة للعمل من إلقاء محاضرات، وتقديم استشارات قانونية، واستشارات فى الطاقة النووية، فهم يقولون «إنه طلع على المعاش، هذه ليست إلا أكذوبة».
تكريم رجل نوبل
حصل البرادعى على جائزة نوبل للسلام 2005، ليكون ثانى مصرى يحصل عليها فى هذا المجال، ولكن التكريم لم يتعد حفل استقبال رسميا من الرئيس، وكلمة تقدير «ممتازة»، بحسب وصف زوجته من رئيس الجمهورية.
ولكن «تكريم العالم له كان حاجة غير طبيعية، حفلات ومراسم، وشكر وعرض لتاريخه، احتفالات متتالية، وتعريف بتاريخ رجل يستحق ذلك، ولكن للأسف هذا لم يحدث فى مصر. فلم نر صورة، ولم نجد معلومات عنه، ولم نصفق له، أو نهاجمه حتى، مثلما حدث الآن حين طالب بترشح نفسه للرئاسة، وما هو السبب، لا أحد يعلم. «التغطية الإعلامية كانت ضعيفة جدا، فلم يفكر حتى التليفزيون المصرى فى إذاعة أى احتفالية عالمية له بينما تمت إذاعتها فى أكثر من 100 دولة، ولتسألوا الإعلاميين عن السبب، فأكيد عندهم الأسباب والتفسيرات»، تقول الكاشف.
وهذا بجد شىء مؤسف، تقول الكاشف، موضحة «ليس لأن التليفزيون لم يبث احتفالياته حتى لا يتيح للشعب المصرى أن يشاركه فرحته».
تفاصيل
ذهب البرادعى فى رحلة إلى اليابان لإلقاء محاضرة، ولم تصل حقيبته، واضطر إلى أن يستعير بدلة من أحد زملائه الألمان ليلقى بها المحاضرة.

فقدت حقيبة البرادعى فى رحلته إلى كوريا الجنوبية، للقاء رئيسها. هبط الرجل فى مطار سول، واستطاع من خلال مكتبه فى فيينا تدبير ترزى كورى على وجه السرعة، نجح فى تفصيل بدلة وانتظره بها فى المطار، ارتداها على وجه السرعة، وذهب للقاء الرئيس.
منذ 2002، لم ينجح البرادعى فى الحصول على إجازة كاملة، حيث إنه منذ قضية العراق زادت همومه الوظيفية، واضطر إلى أن يكون على اتصال دائم بالمكتب وكان يمضى ما يقرب من نصف إجازاته فى كتابة التقارير.
برغم عدم وجوده الكثير مع الأسرة والعائلة نتيجة لسفره المتكرر. إلا أن الولد والبنت ظلا أولوية مطلقة فى حياته، وعليهما الاتصال أو إرسال رسالة لطمأنته فور وصولهما من السفر.
ظل حتى السادسة صباحا مستيقظا فى انتظار مكالمة تطمئنه على حفيدته، لعدم تمكنه من السفر مع ابنه لحضور الولادة فى لندن، لارتباطه بإلقاء محاضرة فى فيينا. جاءت المكالمة، واطمأن الرجل، وبعدها بساعتين كان يقف أمام جمهوره يلقى محاضرته دون نوم.
كان ضيفا على المستشار الألمانى فى الأوبرا، ويرتدى بدلة جديدة (الفريك) تضم زرائر حديدية. لم يكن د. محمد يعرف كيفية ربطها، وظل تفك واحد تلو الآخر، فاضطر إلى النزول إلى غرفة الملابس فى الأوبرا ليربطها، ويعود ليستأنف عشاءه مرة ثانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.