«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عايدة الكاشف قرينة البرادعى : محمد هادئ ولكنه يصبح شخصية أخرى عندما يدافع عن المبادئ
نشر في الشروق الجديد يوم 26 - 03 - 2010

جلست مع عايدة الكاشف، زوجة محمد البرادعى على مدى ساعتين قبل إجراء «الشروق» لحوارها مع د.البرادعى فى ديسمبر الماضى. تحدثت الكاشف بكل طلاقة عن مشاعرها، ومخاوفها، ومساندتها لزوجها فى كل خطوة يخطوها. مشاعر مختلطة، ومتناقضة بين الخوف والفخر. مشاعر لشريكة حياة بمعنى الكلمة.
شريكة حياة تحب زوجها وتؤازره فى كل خطوة من مشوار حياته، فى طريقه الذى اختار أن يسلكه، برغم كل ما قد يتسبب فيه اختيار هذا الطريق من قلق وعدم استقرار، لسنوات طويلة، حتى أنهى البرادعى مهام وظيفته رسميا كرئيس لهيئة الطاقة الدولية.
هذه الكلمات ترسم صورة لطبيعة الزوجة، التى اختارها البرادعى عن حب لتكون رفيقة عمره وكفاحه. زوجة اكتفت أن يكون الدور الأكبر لها، فى ظل زوجها. فقد طلبت من «الشروق»، بعد إجراء الحوار معها، عدم نشره فى الوقت الحالى، لعدم خطف الأضواء من زوجها، ولعدم صرف الأنظار عن مهمته الصعبة، التى قرر أن يسلكها.
«لنترك له الساحة ولنفسح له كل المجال كى يعبر ويرسم الخطوط العريضة لمهمته السياسية. لا أريد أن أشغله عن أهدافه بأى تصورات. ولا أريد أن أظهر فى الصورة حاليا. فدورى الأكبر والأهم هو مساندته ومساعدته، كزوجة وصديقة، وشريكة كفاح، وليس الظهور فى الجرائد. هذا ليس الوقت المناسب»، هذا ما قالته زوجة البرادعى ل«الشروق»، طالبة تأجيل نشر الحوار، لحين بلورة وجهة نظر البرادعى وعرضها على الشعب المصرى بأكمله، خاصة أن الحوار الذى انفردت به «الشروق» معه فى ديسمبر، كان بطاقة التعارف الأولى بينه وبين الشعب المصرى.
تلعب عايدة الكاشف دورا كبيرا فى حياة زوجها، دور الصديقة، والمستشارة، والزوجة، وأم الأولاد، بالإضافة إلى كونها شريكته فى جميع محطات حياته المتعددة والصعبة. «علاقتنا قريبة جدا، نحن أصحاب، ودائما هناك تواصل بنا، ودائما نتكلم، وهذا هو الدور الأساسى للزوجة».
حين تتحدث معها، تلاحظ على الفور مدى إيمانها بأفكار الرجل ومبادئه، لدرجة تجعلها تضع جانبا المخاوف المشروعة لأى امرأة.
«هاجمته أمريكا عند ترشحه للدورة الثالثة لرئاسة الوكالة، فشعرت بالخوف فى البداية، ولكن ثانى يوم، قلت له: محمد، رشح نفسك، لماذا تملى علينا أمريكا شروطها؟.
نفس الأمر بالنسبة للرئاسة، شعرت بالخوف ورغبت أن نرتاح فى بادئ الأمر، ولكن هذا واجب وطنى».
هكذا تتحدث السيدة عايدة الكاشف، خريجة العلوم السياسية والتى تشارك زوجها كل اهتماماته السياسية.
من بيت الحقوق
نشأت عايدة الكاشف فى بيت يدافع عن حقوق الإنسان، فهى ابنة لنقيب محامين، تعلمت فى مدرسة الجزيرة التجريبية، ومدرسة بورسعيد، ثم تخرجت فى الجامعة الأمريكية، علوم سياسية، ومن ثم يبدو طبيعيا، أن تقف إلى جوار زوجها وتسانده.
قابلت الكاشف زوجها بالمصادفة، فى فرح محمد رياض. كان رياض موظفا فى وزارة الخارجية، وصديقا للبرادعى. كانت أيضا ابنة رياض من زوجته الأولى، أقرب صديقة لها.
«فقد قابلت محمد فى حفل الاستقبال فى النادى الدبلوماسى، لنتشارك من أول لقاء فى الأفكار والاهتمامات الخاصة»، كما جاء على لسان الكاشف مشيرة إلى أنه لم يمض عام واحد، حتى تزوجا لتبدأ مشوار حياتها مع محمد وتشاركه فى المحطات المختلفة له.
تزوج البرادعى من عايدة الكاشف عام 1975، لترحل معه إلى جنيف بحكم وظيفته بعد عامين ونصف العام فقط من زواجهما. تركت عالمها، وبلدها، وعملها دون أن تشعر بأى ندم، رغم صعوبة الاختيار، «الأمر لم يكن سهلا، ولكن فرحة الزواج، والحياة الجديدة التى عشتها، فتحت عينى على نوعية معيشة مختلفة وجديدة. فهذه أول مرة أتعرض فيها للحياة الدبلوماسية، وأول مرة أعيش فى الخارج، بالإضافة إلى أننى كنت صغيرة جدا، فكان السفر بالنسبة لى تجربة تعليمية مختلفة»، بحسب قولها.
مرت الكاشف بمحطات متعددة مع البرادعى، جنيف وأمريكا وفيينا لتقضى حياتها كلها «متغربة» عن مصر، لكنها الغربة التى تهون مع رفيق الدرب، والطفلين اللذين منحا المنزل حيوية العائلة، ودفء المحبة.
«كان للسفر صعوبات خاصة مع الأولاد، ولكننا استطعنا أن نمزج بين مزايا السفر، وتقاليدنا الشرقية، لنجعل منافع الغربة أكثر من أضرارها».
تشير زوجة البرادعى إلى أن علاقتهم بمصر لم تنقطع أبدا، فكل عام «نحن نزورها، كما أننا نتحدث العربية دائما، ونطبخ الأكلات المصرية، ونسمع أم كلثوم، فمحمد عاشق أصيل للملوخية».
المبادئ سر نجاحه
محطات السيدة عايدة الكاشف مع زوجها متعددة.
المحطة الأولى حين رشحت الخارجية المصرية اسما آخر بدلا منه لمنصب رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الثانية حين هاجمته الولايات المتحدة حين أراد أن يرشح نفسه للمرة الثالثة.
المحطة الثالثة حين لم يشاركه وطنه احتفالا يليق به حين حصل على جائزة نوبل.
أما المحطة الأخيرة، فحين قرر إرسال بيان يعلن فيه استعداده لترشح نفسه رئيسا للجمهورية إذا ضمن حدوث انتخابات عادلة.
«هذه المحطات كلها صعبة، ولكل محطة صعوبة خاصة بها، وطعم مختلف، ولكننا استطعنا أن نتخطى كل هذه العقبات معا وكانت كلمة السر دائما: المبادئ».
وتستطرد الكاشف «إذا كان الإحساس الأول الذى يرد إلى قلبى فور اتخاذ محمد أى قرار شجاع، هو الخوف، ولكننى سرعان ما أتخلص من هذا الشعور، لأننى أعلم جيدا أنه إذا تمكن منا الخوف لن نتقدم، فكل شخص له تجاه وطنه مسئولية وطنية»، بحسب تعبيرها.
وتتذكر عايدة قائلة «إذا استسلمت لمشاعر الرهبة الأمر لن يكون سهلا أبدا، فتخيلى حين تجدين نفسك أمام أمريكا بحالها تعارضينها، أول رد فعل لازم يكون يعملوا فينا إيه، ولكننا حين تمسكنا بمبادئنا انتصرنا».
الإنسان المصرى جدير بتوفير أساسياته مثل العلاج والتعليم، ولا نطلب أن يكون عنده حمام سباحة وفيللا.
مدرسة الأمم المتحدة
عملت عايدة الكاشف مدرسة حضانة لمدة 11 عاما فى المدرسة الدولية فى فيينا، لتتعامل مع أطفال يتراوح عمرهم ما بين الثلاث والست سنوات، قادمين من أكثر من 80 دولة مختلفة، كأننا فى «أمم متحدة صغيرة»، بحسب تعبيرها قائلة «كنت استمتع جدا بالتعامل مع الأولاد، فهم على سجيتهم، وما فى قلبهم على لسانهم، وبرغم اختلاف جنسيتهم، فكانوا فى نهاية المطاف أسرة إنسانية واحدة، يا ليتنا نستطيع أن نحقق فى العالم ما نستطيع أن نحققه فى الأطفال»، تقول الكاشف.
هذا الأمل الذى راود الكاشف ورأت إمكانية تحقيقه من خلال عالمها الصغير فى المدرسة، جعلها تتماسك، وتضع خوفها جانبا وتؤازر زوجها فى مشوار حياته، وبصفة خاصة فى قراره الأخير، «فهذه مصر، بلدنا، وغيرتنا عليه اكبر من أى شىء فى الدنيا»، تقول الكاشف.
«الهدف ليس المنصب، فمحمد عنده رسالة أكبر، ولو كان بيفكر من منظور شخصى لم يكن ليقدم على هذه الخطوة أبدا، ولكن محمد يهمه المصلحة العامة، وهو يحزن حين يرى حال الشعب المصرى»، تقول الكاشف، التى أطلقت العنان لتربيتها ولآرائها السياسية «المحدودة»، وفقا لها، أن تظهر.
هموم كل مصرى
زار البرادعى، أكثر من 100 دولة، بسبب مهام وظيفته، كما تروى زوجته، وهذه الزيارات المتعددة، وإن كانت لمهام وظيفية من الدرجة الأولى، إلا أنها لم تنجح فى صرفه عن مصر، «فكل مرة كان يزور بلدا متقدما أو ناميا، ويتابع نجاحا اقتصاديا أو سياسيا، كان يشعر بنوع من الغيرة والوجع على مصر، ويحزن لحالها متسائلا لماذا هم فقط؟، نحن نستطيع أن نكون أفضل منهم بكثير»، تتذكر الكاشف.
تضيف: إحنا مش محتاجين إلى آينشتين لنتعرف على مشكلات الشعب المصرى، أى شخص ينزل إلى الشارع المصرى يدرك الظلم الذى يتعرض له هذا الشعب.
يعانى الشعب المصرى من معدلات فقر كبيرة، ووفقا لآخر إحصائيات البنك الدولى، يعيش أكثر من 40% فيما وراء خط الفقر، وهذا ليس وحده ما يقلق الكاشف، وإنما «استسلام الشعب للواقع هو الذى يفزعنى»، بحسب قولها «فالناس تقبلت أن هذا هو نصيبها، ولا يجب أن يكون ذلك هو الوضع».
تتساءل عايدة الكاشف: ما جوهر الدستور؟ أليس أن يعيش الإنسان المصرى حياة كريمة، يطمئن فيها على نفسه وعلى أولاده؟ هل الدستور الحالى يحقق ذلك؟ أنا لا افهم فى السياسة، ولكننى متأكدة أن الدساتير غايتها الأولى هى الإنسان، وتوفير أساسياته مثل العلاج والتعليم، ولا نطلب أن يكون عنده حمام سباحة وفيللا. فالمصرى جدير بذلك»، تقول الكاشف موضحة أن هذا المنطلق الذى جعل زوجها يختار الطريق الأصعب، بدلا من «الراحة التى طالما انتظرناها كأسرة».
لا يبحث عن منصب
«حكاية الترشح كلها عجيبة، وجاءت بالمصادفة البحتة، ولم يسع محمد إليها»، هذا ما قالته الكاشف فيما يتعلق بترشح زوجها للرئاسة.
لم تطرأ هذه الفكرة، ولم يفكر بها البرادعى، وفقا للكاشف، إلا بعد إجرائه حوارا تليفزيونيا فى الولايات المتحدة منذ ثلاثة أشهر من ديسمبر تاريخ اللقاء، وسألته المذيعة: هناك شائعات تقول إن هناك من يرغب أن يتولى البرادعى رئاسة مصر. فكان رده حينئذ، هذه شائعات، ولكن بالتأكيد لو طلب منى أن أقوم بأى عمل لمصلحة بلدى فلن أتأخر، ولكننى لن أقدم على هذه الخطوة إلا إذا كانت هناك انتخابات حرة ونظيفة.
«لم نفكر أبدا فى هذا الأمر قبل هذا الحوار، والدليل على ذلك ما لدى زوجى من ارتباطات على مدار عام 2010 خارج البلد، ولكن رده هذا أشعل النار فى الهشيم، وانهالت الشائعات والهجوم ضده»، كما جاء على لسانها مشيرة إلا أنه ردا على ذلك قرر إرسال البيان ليوضح فيه موقفه.
وبرغم مخاوفها من التضحية بالراحة والاستقرار الأسرى التى طالما حلمت بهما، تقول عايدة، «حين سألنى رأيى عند كتابة البيان، لم أتردد أن أشجعه على إرساله، فهذا هو حق بلدنا علينا، وهذا هو الهدف من كل ذلك، وليس المنصب. محمد لا يبحث عن المنصب بل التغيير».
هنا تؤكد السيدة عايدة أنها لم تندم على ذلك التشجيع، «وإذا رجع الزمن سيكون موقفى واضحا وسأشجعه وأوافقه على سلوك الطريق الصعب».
ابنة نقيب المحامين تعتبر أن «القضية ليست الترشح أو من سيأتى رئيسا، القضية هى أن الوضع الحالى لابد أن يتغير. ولكن يجب على الشعب أن يدرك أن محمد لن يكون فارسا على حصان أبيض ينقذ البلد لوحده. الناس يجب أن تساعده، ويجب أن تستيقظ من ثباتها، «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، تقول الكاشف مشيرة إلى أن الكرة بالفعل أصبحت فى ملعب الشعب.
وتستطرد زوجة البرادعى «مش المهم محمد أو غيره، المهم توصيل الرسالة على الأقل. الجميع أدرك الآن أنه لابد من ضمان نزاهة الانتخابات، الخطوة الأولى تمت بنجاح، وهذا على الأقل يشجعنا على الاستمرار، ليكون لنا على الأقل شرف المحاولة». 

عاشق العمل
منذ بدأ الدكتور محمد التفكير فى الترشح للرئاسة، لم تتردد «السيدة» فى مساندة زوجها. لكنها لا تنكر أن موقفها يتطور مع تطور الأحداث، «موقفى الأول كان مختلفا. قلت له فى الأول، «أنا خايفة عليك تشتغل 12 سنة فى وظيفة فيها ضغوط فظيعة، فقد حان الوقت لكى تعمل الأشياء التى تحبها من غير ضغوط»، ولكنى سرعان ما تراجعت عن موقفى».
تراجع «عايدة» عن موقفها كان بسبب معرفتها الوثيقة بصاحب جائزة نوبل، «عارفة إنه عنده حب للعمل العام، وإذا كانت لديه القدرة أن يساعد فى أى شىء لن يتأخر، ولا يخاف، خاصة أنه مؤمن بالمبدأ، وأنا أيضا مؤمنة بنفس المبدأ. ولذلك تغلبت على خوفى كامرأة عادية، وانتصرت نزعة زوجة المواطن المصرى».
أسرة البرادعى لم تكن فى حاجة إلى شهرة أو مادة أو مزيد من الأعباء، كما تؤكد عايدة الكاشف، «فمحمد لديه عروض متنوعة للعمل من إلقاء محاضرات، وتقديم استشارات قانونية، واستشارات فى الطاقة النووية، فهم يقولون «إنه طلع على المعاش، هذه ليست إلا أكذوبة».
تكريم رجل نوبل
حصل البرادعى على جائزة نوبل للسلام 2005، ليكون ثانى مصرى يحصل عليها فى هذا المجال، ولكن التكريم لم يتعد حفل استقبال رسميا من الرئيس، وكلمة تقدير «ممتازة»، بحسب وصف زوجته من رئيس الجمهورية.
ولكن «تكريم العالم له كان حاجة غير طبيعية، حفلات ومراسم، وشكر وعرض لتاريخه، احتفالات متتالية، وتعريف بتاريخ رجل يستحق ذلك، ولكن للأسف هذا لم يحدث فى مصر. فلم نر صورة، ولم نجد معلومات عنه، ولم نصفق له، أو نهاجمه حتى، مثلما حدث الآن حين طالب بترشح نفسه للرئاسة، وما هو السبب، لا أحد يعلم. «التغطية الإعلامية كانت ضعيفة جدا، فلم يفكر حتى التليفزيون المصرى فى إذاعة أى احتفالية عالمية له بينما تمت إذاعتها فى أكثر من 100 دولة، ولتسألوا الإعلاميين عن السبب، فأكيد عندهم الأسباب والتفسيرات»، تقول الكاشف.
وهذا بجد شىء مؤسف، تقول الكاشف، موضحة «ليس لأن التليفزيون لم يبث احتفالياته حتى لا يتيح للشعب المصرى أن يشاركه فرحته».
تفاصيل
ذهب البرادعى فى رحلة إلى اليابان لإلقاء محاضرة، ولم تصل حقيبته، واضطر إلى أن يستعير بدلة من أحد زملائه الألمان ليلقى بها المحاضرة.

فقدت حقيبة البرادعى فى رحلته إلى كوريا الجنوبية، للقاء رئيسها. هبط الرجل فى مطار سول، واستطاع من خلال مكتبه فى فيينا تدبير ترزى كورى على وجه السرعة، نجح فى تفصيل بدلة وانتظره بها فى المطار، ارتداها على وجه السرعة، وذهب للقاء الرئيس.
منذ 2002، لم ينجح البرادعى فى الحصول على إجازة كاملة، حيث إنه منذ قضية العراق زادت همومه الوظيفية، واضطر إلى أن يكون على اتصال دائم بالمكتب وكان يمضى ما يقرب من نصف إجازاته فى كتابة التقارير.
برغم عدم وجوده الكثير مع الأسرة والعائلة نتيجة لسفره المتكرر. إلا أن الولد والبنت ظلا أولوية مطلقة فى حياته، وعليهما الاتصال أو إرسال رسالة لطمأنته فور وصولهما من السفر.
ظل حتى السادسة صباحا مستيقظا فى انتظار مكالمة تطمئنه على حفيدته، لعدم تمكنه من السفر مع ابنه لحضور الولادة فى لندن، لارتباطه بإلقاء محاضرة فى فيينا. جاءت المكالمة، واطمأن الرجل، وبعدها بساعتين كان يقف أمام جمهوره يلقى محاضرته دون نوم.
كان ضيفا على المستشار الألمانى فى الأوبرا، ويرتدى بدلة جديدة (الفريك) تضم زرائر حديدية. لم يكن د. محمد يعرف كيفية ربطها، وظل تفك واحد تلو الآخر، فاضطر إلى النزول إلى غرفة الملابس فى الأوبرا ليربطها، ويعود ليستأنف عشاءه مرة ثانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.