محافظ الإسكندرية: جاهزون لانتخابات النواب بتنسيق كامل بين الجهات التنفيذية    افتتاح أسواق اليوم الواحد فى كفر شكر والقناطر الخيرية    مختار غباشي: الانتخابات العراقية تمثل محطة اختبار مهمة في المنافسة السياسية    هشام الحلبي: زيارة الشرع لأمريكا متوقعة.. دول كبرى تتنافس على سوريا    البيت الأبيض يحذر من تقلص الناتج المحلي الأمريكي بسبب الإغلاق الحكومي    زيزو برفقة كأس السوبر: عاش الأهلى.. صورة    قرار صادم من يايسله تجاه نجم الأهلي السعودي    بجلباب «جعفر العمدة».. شبيه محمد رمضان يثير الجدل في عزاء والده    دايت من غير حرمان.. سر غير متوقع لخسارة الوزن بطريقة طبيعية    «قومي المرأة» يكرم فريق رصد دراما رمضان 2025    المدير الإقليمي لليونسكو بالقاهرة: تعمل على إصدار توصيات بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي    أب يكتشف وفاة طفليه أثناء إيقاظهما من النوم في الصف    خيانة تنتهي بجريمة.. 3 قصص دامية تكشف الوجه المظلم للعلاقات المحرمة    حبس المتهمين في مشاجرة بالسلاح الناري في أسيوط    «المرشدين السياحيين»: المتحف المصرى الكبير سيحدث دفعة قوية للسياحة    محمود مسلم ل كلمة أخيرة: منافسة قوية على المقاعد الفردية بانتخابات النواب 2025    الاتحاد الأوروبي يرفض استخدام واشنطن القوة ضد قوارب في الكاريبي    محافظ الغربية يتفقد مستشفى قطور المركزي وعيادة التأمين الصحي    استشاري: العصائر بأنواعها ممنوعة وسكر الفاكهة تأثيره مثل الكحول على الكبد    برنامج مطروح للنقاش يستعرض الانتخابات العراقية وسط أزمات الشرق الأوسط    بث مباشر.. البابا تواضروس يشارك في احتفالية مرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقية    أهالي «علم الروم»: لا نرفض مخطط التطوير شرط التعويض العادل    شبيه شخصية جعفر العمدة يقدم واجب العزاء فى وفاة والد محمد رمضان    قراءة صورة    «ما تجاملش حد على حساب مصر».. تصريحات ياسر جلال عن «إنزال صاعقة جزائريين في ميدان التحرير» تثير جدلًا    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    «فريق المليار يستحق اللقب».. تعليق مثير من خالد الغندور بعد فوز الأهلي على الزمالك    أوقاف شمال سيناء تناقش "خطر أكل الحرام.. الرشوة نموذجًا"    الخارجية الباكستانية تتهم أفغانستان بالفشل في اتخاذ إجراءات ضد الإرهاب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    قتل وهو ساجد.. التصريح بدفن جثة معلم أزهرى قتله شخص داخل مسجد بقنا    غدًا.. وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة فى لقاء خاص على القاهرة الإخبارية    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    استعدادات أمنية مكثفة لتأمين انتخابات مجلس النواب 2025    بيحبوا يثيروا الجدل.. 4 أبراج جريئة بطبعها    حزب السادات: مشهد المصريين بالخارج في الانتخابات ملحمة وطنية تؤكد وحدة الصف    توقيع مذكرة تفاهم لدمج مستشفى «شفاء الأورمان» بالأقصر ضمن منظومة المستشفيات الجامعية    أخبار السعودية اليوم.. إعدام مواطنين لانضمامهما إلى جماعة إرهابية    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    محافظ بني سويف ورئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة يفتتحان فرع المجلس بديوان عام المحافظة    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    محافظ قنا يترأس اجتماع لجنة استرداد أراضي الدولة لمتابعة جهود التقنين وتوحيد الإجراءات    الصدفة تكتب تاريخ جديد لمنتخب مصر لكرة القدم النسائية ويتأهل لأمم إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه    علاج مجانى ل1382 مواطنا من أبناء مدينة أبو سمبل السياحية    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رئيس البورصة: 5 شركات جديدة تستعد للقيد خلال 2026    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    زيادة فى الهجمات ضد مساجد بريطانيا.. تقرير: استهداف 25 مسجدا فى 4 أشهر    «زي كولر».. شوبير يعلق على أسلوب توروب مع الأهلي قبل قمة الزمالك    انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    نهائي السوبر.. الأهلي والزمالك على موعد مع اللقب 23    تشكيل الزمالك المتوقع ضد الأهلي في نهائي السوبر المصري    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عايدة الكاشف قرينة البرادعى : محمد هادئ ولكنه يصبح شخصية أخرى عندما يدافع عن المبادئ
نشر في الشروق الجديد يوم 26 - 03 - 2010

جلست مع عايدة الكاشف، زوجة محمد البرادعى على مدى ساعتين قبل إجراء «الشروق» لحوارها مع د.البرادعى فى ديسمبر الماضى. تحدثت الكاشف بكل طلاقة عن مشاعرها، ومخاوفها، ومساندتها لزوجها فى كل خطوة يخطوها. مشاعر مختلطة، ومتناقضة بين الخوف والفخر. مشاعر لشريكة حياة بمعنى الكلمة.
شريكة حياة تحب زوجها وتؤازره فى كل خطوة من مشوار حياته، فى طريقه الذى اختار أن يسلكه، برغم كل ما قد يتسبب فيه اختيار هذا الطريق من قلق وعدم استقرار، لسنوات طويلة، حتى أنهى البرادعى مهام وظيفته رسميا كرئيس لهيئة الطاقة الدولية.
هذه الكلمات ترسم صورة لطبيعة الزوجة، التى اختارها البرادعى عن حب لتكون رفيقة عمره وكفاحه. زوجة اكتفت أن يكون الدور الأكبر لها، فى ظل زوجها. فقد طلبت من «الشروق»، بعد إجراء الحوار معها، عدم نشره فى الوقت الحالى، لعدم خطف الأضواء من زوجها، ولعدم صرف الأنظار عن مهمته الصعبة، التى قرر أن يسلكها.
«لنترك له الساحة ولنفسح له كل المجال كى يعبر ويرسم الخطوط العريضة لمهمته السياسية. لا أريد أن أشغله عن أهدافه بأى تصورات. ولا أريد أن أظهر فى الصورة حاليا. فدورى الأكبر والأهم هو مساندته ومساعدته، كزوجة وصديقة، وشريكة كفاح، وليس الظهور فى الجرائد. هذا ليس الوقت المناسب»، هذا ما قالته زوجة البرادعى ل«الشروق»، طالبة تأجيل نشر الحوار، لحين بلورة وجهة نظر البرادعى وعرضها على الشعب المصرى بأكمله، خاصة أن الحوار الذى انفردت به «الشروق» معه فى ديسمبر، كان بطاقة التعارف الأولى بينه وبين الشعب المصرى.
تلعب عايدة الكاشف دورا كبيرا فى حياة زوجها، دور الصديقة، والمستشارة، والزوجة، وأم الأولاد، بالإضافة إلى كونها شريكته فى جميع محطات حياته المتعددة والصعبة. «علاقتنا قريبة جدا، نحن أصحاب، ودائما هناك تواصل بنا، ودائما نتكلم، وهذا هو الدور الأساسى للزوجة».
حين تتحدث معها، تلاحظ على الفور مدى إيمانها بأفكار الرجل ومبادئه، لدرجة تجعلها تضع جانبا المخاوف المشروعة لأى امرأة.
«هاجمته أمريكا عند ترشحه للدورة الثالثة لرئاسة الوكالة، فشعرت بالخوف فى البداية، ولكن ثانى يوم، قلت له: محمد، رشح نفسك، لماذا تملى علينا أمريكا شروطها؟.
نفس الأمر بالنسبة للرئاسة، شعرت بالخوف ورغبت أن نرتاح فى بادئ الأمر، ولكن هذا واجب وطنى».
هكذا تتحدث السيدة عايدة الكاشف، خريجة العلوم السياسية والتى تشارك زوجها كل اهتماماته السياسية.
من بيت الحقوق
نشأت عايدة الكاشف فى بيت يدافع عن حقوق الإنسان، فهى ابنة لنقيب محامين، تعلمت فى مدرسة الجزيرة التجريبية، ومدرسة بورسعيد، ثم تخرجت فى الجامعة الأمريكية، علوم سياسية، ومن ثم يبدو طبيعيا، أن تقف إلى جوار زوجها وتسانده.
قابلت الكاشف زوجها بالمصادفة، فى فرح محمد رياض. كان رياض موظفا فى وزارة الخارجية، وصديقا للبرادعى. كانت أيضا ابنة رياض من زوجته الأولى، أقرب صديقة لها.
«فقد قابلت محمد فى حفل الاستقبال فى النادى الدبلوماسى، لنتشارك من أول لقاء فى الأفكار والاهتمامات الخاصة»، كما جاء على لسان الكاشف مشيرة إلى أنه لم يمض عام واحد، حتى تزوجا لتبدأ مشوار حياتها مع محمد وتشاركه فى المحطات المختلفة له.
تزوج البرادعى من عايدة الكاشف عام 1975، لترحل معه إلى جنيف بحكم وظيفته بعد عامين ونصف العام فقط من زواجهما. تركت عالمها، وبلدها، وعملها دون أن تشعر بأى ندم، رغم صعوبة الاختيار، «الأمر لم يكن سهلا، ولكن فرحة الزواج، والحياة الجديدة التى عشتها، فتحت عينى على نوعية معيشة مختلفة وجديدة. فهذه أول مرة أتعرض فيها للحياة الدبلوماسية، وأول مرة أعيش فى الخارج، بالإضافة إلى أننى كنت صغيرة جدا، فكان السفر بالنسبة لى تجربة تعليمية مختلفة»، بحسب قولها.
مرت الكاشف بمحطات متعددة مع البرادعى، جنيف وأمريكا وفيينا لتقضى حياتها كلها «متغربة» عن مصر، لكنها الغربة التى تهون مع رفيق الدرب، والطفلين اللذين منحا المنزل حيوية العائلة، ودفء المحبة.
«كان للسفر صعوبات خاصة مع الأولاد، ولكننا استطعنا أن نمزج بين مزايا السفر، وتقاليدنا الشرقية، لنجعل منافع الغربة أكثر من أضرارها».
تشير زوجة البرادعى إلى أن علاقتهم بمصر لم تنقطع أبدا، فكل عام «نحن نزورها، كما أننا نتحدث العربية دائما، ونطبخ الأكلات المصرية، ونسمع أم كلثوم، فمحمد عاشق أصيل للملوخية».
المبادئ سر نجاحه
محطات السيدة عايدة الكاشف مع زوجها متعددة.
المحطة الأولى حين رشحت الخارجية المصرية اسما آخر بدلا منه لمنصب رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الثانية حين هاجمته الولايات المتحدة حين أراد أن يرشح نفسه للمرة الثالثة.
المحطة الثالثة حين لم يشاركه وطنه احتفالا يليق به حين حصل على جائزة نوبل.
أما المحطة الأخيرة، فحين قرر إرسال بيان يعلن فيه استعداده لترشح نفسه رئيسا للجمهورية إذا ضمن حدوث انتخابات عادلة.
«هذه المحطات كلها صعبة، ولكل محطة صعوبة خاصة بها، وطعم مختلف، ولكننا استطعنا أن نتخطى كل هذه العقبات معا وكانت كلمة السر دائما: المبادئ».
وتستطرد الكاشف «إذا كان الإحساس الأول الذى يرد إلى قلبى فور اتخاذ محمد أى قرار شجاع، هو الخوف، ولكننى سرعان ما أتخلص من هذا الشعور، لأننى أعلم جيدا أنه إذا تمكن منا الخوف لن نتقدم، فكل شخص له تجاه وطنه مسئولية وطنية»، بحسب تعبيرها.
وتتذكر عايدة قائلة «إذا استسلمت لمشاعر الرهبة الأمر لن يكون سهلا أبدا، فتخيلى حين تجدين نفسك أمام أمريكا بحالها تعارضينها، أول رد فعل لازم يكون يعملوا فينا إيه، ولكننا حين تمسكنا بمبادئنا انتصرنا».
الإنسان المصرى جدير بتوفير أساسياته مثل العلاج والتعليم، ولا نطلب أن يكون عنده حمام سباحة وفيللا.
مدرسة الأمم المتحدة
عملت عايدة الكاشف مدرسة حضانة لمدة 11 عاما فى المدرسة الدولية فى فيينا، لتتعامل مع أطفال يتراوح عمرهم ما بين الثلاث والست سنوات، قادمين من أكثر من 80 دولة مختلفة، كأننا فى «أمم متحدة صغيرة»، بحسب تعبيرها قائلة «كنت استمتع جدا بالتعامل مع الأولاد، فهم على سجيتهم، وما فى قلبهم على لسانهم، وبرغم اختلاف جنسيتهم، فكانوا فى نهاية المطاف أسرة إنسانية واحدة، يا ليتنا نستطيع أن نحقق فى العالم ما نستطيع أن نحققه فى الأطفال»، تقول الكاشف.
هذا الأمل الذى راود الكاشف ورأت إمكانية تحقيقه من خلال عالمها الصغير فى المدرسة، جعلها تتماسك، وتضع خوفها جانبا وتؤازر زوجها فى مشوار حياته، وبصفة خاصة فى قراره الأخير، «فهذه مصر، بلدنا، وغيرتنا عليه اكبر من أى شىء فى الدنيا»، تقول الكاشف.
«الهدف ليس المنصب، فمحمد عنده رسالة أكبر، ولو كان بيفكر من منظور شخصى لم يكن ليقدم على هذه الخطوة أبدا، ولكن محمد يهمه المصلحة العامة، وهو يحزن حين يرى حال الشعب المصرى»، تقول الكاشف، التى أطلقت العنان لتربيتها ولآرائها السياسية «المحدودة»، وفقا لها، أن تظهر.
هموم كل مصرى
زار البرادعى، أكثر من 100 دولة، بسبب مهام وظيفته، كما تروى زوجته، وهذه الزيارات المتعددة، وإن كانت لمهام وظيفية من الدرجة الأولى، إلا أنها لم تنجح فى صرفه عن مصر، «فكل مرة كان يزور بلدا متقدما أو ناميا، ويتابع نجاحا اقتصاديا أو سياسيا، كان يشعر بنوع من الغيرة والوجع على مصر، ويحزن لحالها متسائلا لماذا هم فقط؟، نحن نستطيع أن نكون أفضل منهم بكثير»، تتذكر الكاشف.
تضيف: إحنا مش محتاجين إلى آينشتين لنتعرف على مشكلات الشعب المصرى، أى شخص ينزل إلى الشارع المصرى يدرك الظلم الذى يتعرض له هذا الشعب.
يعانى الشعب المصرى من معدلات فقر كبيرة، ووفقا لآخر إحصائيات البنك الدولى، يعيش أكثر من 40% فيما وراء خط الفقر، وهذا ليس وحده ما يقلق الكاشف، وإنما «استسلام الشعب للواقع هو الذى يفزعنى»، بحسب قولها «فالناس تقبلت أن هذا هو نصيبها، ولا يجب أن يكون ذلك هو الوضع».
تتساءل عايدة الكاشف: ما جوهر الدستور؟ أليس أن يعيش الإنسان المصرى حياة كريمة، يطمئن فيها على نفسه وعلى أولاده؟ هل الدستور الحالى يحقق ذلك؟ أنا لا افهم فى السياسة، ولكننى متأكدة أن الدساتير غايتها الأولى هى الإنسان، وتوفير أساسياته مثل العلاج والتعليم، ولا نطلب أن يكون عنده حمام سباحة وفيللا. فالمصرى جدير بذلك»، تقول الكاشف موضحة أن هذا المنطلق الذى جعل زوجها يختار الطريق الأصعب، بدلا من «الراحة التى طالما انتظرناها كأسرة».
لا يبحث عن منصب
«حكاية الترشح كلها عجيبة، وجاءت بالمصادفة البحتة، ولم يسع محمد إليها»، هذا ما قالته الكاشف فيما يتعلق بترشح زوجها للرئاسة.
لم تطرأ هذه الفكرة، ولم يفكر بها البرادعى، وفقا للكاشف، إلا بعد إجرائه حوارا تليفزيونيا فى الولايات المتحدة منذ ثلاثة أشهر من ديسمبر تاريخ اللقاء، وسألته المذيعة: هناك شائعات تقول إن هناك من يرغب أن يتولى البرادعى رئاسة مصر. فكان رده حينئذ، هذه شائعات، ولكن بالتأكيد لو طلب منى أن أقوم بأى عمل لمصلحة بلدى فلن أتأخر، ولكننى لن أقدم على هذه الخطوة إلا إذا كانت هناك انتخابات حرة ونظيفة.
«لم نفكر أبدا فى هذا الأمر قبل هذا الحوار، والدليل على ذلك ما لدى زوجى من ارتباطات على مدار عام 2010 خارج البلد، ولكن رده هذا أشعل النار فى الهشيم، وانهالت الشائعات والهجوم ضده»، كما جاء على لسانها مشيرة إلا أنه ردا على ذلك قرر إرسال البيان ليوضح فيه موقفه.
وبرغم مخاوفها من التضحية بالراحة والاستقرار الأسرى التى طالما حلمت بهما، تقول عايدة، «حين سألنى رأيى عند كتابة البيان، لم أتردد أن أشجعه على إرساله، فهذا هو حق بلدنا علينا، وهذا هو الهدف من كل ذلك، وليس المنصب. محمد لا يبحث عن المنصب بل التغيير».
هنا تؤكد السيدة عايدة أنها لم تندم على ذلك التشجيع، «وإذا رجع الزمن سيكون موقفى واضحا وسأشجعه وأوافقه على سلوك الطريق الصعب».
ابنة نقيب المحامين تعتبر أن «القضية ليست الترشح أو من سيأتى رئيسا، القضية هى أن الوضع الحالى لابد أن يتغير. ولكن يجب على الشعب أن يدرك أن محمد لن يكون فارسا على حصان أبيض ينقذ البلد لوحده. الناس يجب أن تساعده، ويجب أن تستيقظ من ثباتها، «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، تقول الكاشف مشيرة إلى أن الكرة بالفعل أصبحت فى ملعب الشعب.
وتستطرد زوجة البرادعى «مش المهم محمد أو غيره، المهم توصيل الرسالة على الأقل. الجميع أدرك الآن أنه لابد من ضمان نزاهة الانتخابات، الخطوة الأولى تمت بنجاح، وهذا على الأقل يشجعنا على الاستمرار، ليكون لنا على الأقل شرف المحاولة». 

عاشق العمل
منذ بدأ الدكتور محمد التفكير فى الترشح للرئاسة، لم تتردد «السيدة» فى مساندة زوجها. لكنها لا تنكر أن موقفها يتطور مع تطور الأحداث، «موقفى الأول كان مختلفا. قلت له فى الأول، «أنا خايفة عليك تشتغل 12 سنة فى وظيفة فيها ضغوط فظيعة، فقد حان الوقت لكى تعمل الأشياء التى تحبها من غير ضغوط»، ولكنى سرعان ما تراجعت عن موقفى».
تراجع «عايدة» عن موقفها كان بسبب معرفتها الوثيقة بصاحب جائزة نوبل، «عارفة إنه عنده حب للعمل العام، وإذا كانت لديه القدرة أن يساعد فى أى شىء لن يتأخر، ولا يخاف، خاصة أنه مؤمن بالمبدأ، وأنا أيضا مؤمنة بنفس المبدأ. ولذلك تغلبت على خوفى كامرأة عادية، وانتصرت نزعة زوجة المواطن المصرى».
أسرة البرادعى لم تكن فى حاجة إلى شهرة أو مادة أو مزيد من الأعباء، كما تؤكد عايدة الكاشف، «فمحمد لديه عروض متنوعة للعمل من إلقاء محاضرات، وتقديم استشارات قانونية، واستشارات فى الطاقة النووية، فهم يقولون «إنه طلع على المعاش، هذه ليست إلا أكذوبة».
تكريم رجل نوبل
حصل البرادعى على جائزة نوبل للسلام 2005، ليكون ثانى مصرى يحصل عليها فى هذا المجال، ولكن التكريم لم يتعد حفل استقبال رسميا من الرئيس، وكلمة تقدير «ممتازة»، بحسب وصف زوجته من رئيس الجمهورية.
ولكن «تكريم العالم له كان حاجة غير طبيعية، حفلات ومراسم، وشكر وعرض لتاريخه، احتفالات متتالية، وتعريف بتاريخ رجل يستحق ذلك، ولكن للأسف هذا لم يحدث فى مصر. فلم نر صورة، ولم نجد معلومات عنه، ولم نصفق له، أو نهاجمه حتى، مثلما حدث الآن حين طالب بترشح نفسه للرئاسة، وما هو السبب، لا أحد يعلم. «التغطية الإعلامية كانت ضعيفة جدا، فلم يفكر حتى التليفزيون المصرى فى إذاعة أى احتفالية عالمية له بينما تمت إذاعتها فى أكثر من 100 دولة، ولتسألوا الإعلاميين عن السبب، فأكيد عندهم الأسباب والتفسيرات»، تقول الكاشف.
وهذا بجد شىء مؤسف، تقول الكاشف، موضحة «ليس لأن التليفزيون لم يبث احتفالياته حتى لا يتيح للشعب المصرى أن يشاركه فرحته».
تفاصيل
ذهب البرادعى فى رحلة إلى اليابان لإلقاء محاضرة، ولم تصل حقيبته، واضطر إلى أن يستعير بدلة من أحد زملائه الألمان ليلقى بها المحاضرة.

فقدت حقيبة البرادعى فى رحلته إلى كوريا الجنوبية، للقاء رئيسها. هبط الرجل فى مطار سول، واستطاع من خلال مكتبه فى فيينا تدبير ترزى كورى على وجه السرعة، نجح فى تفصيل بدلة وانتظره بها فى المطار، ارتداها على وجه السرعة، وذهب للقاء الرئيس.
منذ 2002، لم ينجح البرادعى فى الحصول على إجازة كاملة، حيث إنه منذ قضية العراق زادت همومه الوظيفية، واضطر إلى أن يكون على اتصال دائم بالمكتب وكان يمضى ما يقرب من نصف إجازاته فى كتابة التقارير.
برغم عدم وجوده الكثير مع الأسرة والعائلة نتيجة لسفره المتكرر. إلا أن الولد والبنت ظلا أولوية مطلقة فى حياته، وعليهما الاتصال أو إرسال رسالة لطمأنته فور وصولهما من السفر.
ظل حتى السادسة صباحا مستيقظا فى انتظار مكالمة تطمئنه على حفيدته، لعدم تمكنه من السفر مع ابنه لحضور الولادة فى لندن، لارتباطه بإلقاء محاضرة فى فيينا. جاءت المكالمة، واطمأن الرجل، وبعدها بساعتين كان يقف أمام جمهوره يلقى محاضرته دون نوم.
كان ضيفا على المستشار الألمانى فى الأوبرا، ويرتدى بدلة جديدة (الفريك) تضم زرائر حديدية. لم يكن د. محمد يعرف كيفية ربطها، وظل تفك واحد تلو الآخر، فاضطر إلى النزول إلى غرفة الملابس فى الأوبرا ليربطها، ويعود ليستأنف عشاءه مرة ثانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.