بكين 14 نيسان/ أبريل (د ب أ) - أكدت الحكومة الصينية أنها لم ولن تدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا بالأسلحة. وقال وزير الخارجية الصيني تشين قانج اليوم الجمعة بعد محادثات استمرت قرابة ساعتين مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك في بكين: "نحن لا ولن نقدم أي أسلحة لأطراف النزاع". وأضاف أنه يُجرى أيضا التحكم في تصدير ما يسمى بالسلع ذات الاستخدام المزدوج، والتي يمكن استخدامها للأغراض المدنية والعسكرية، وفقا للوضع القانوني، موضحا أن دور الصين فيما يتعلق بأوكرانيا يتمثل في تعزيز المصالحة ودفع مفاوضات السلام إلى الأمام، وقال: "لن نسكب المزيد من الوقود على النار". وحثت بيربوك الصين على العمل بجدية أكبر من ذي قبل على دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيرة إلى أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج لموسكو أظهرت أنه لا يوجد دولة أخرى لها نفوذ على روسيا أكثر من الصين، وقالت: "القرار بشأن كيفية استخدام هذا النفوذ يؤثر بشكل مباشر على المصالح الجوهرية لأوروبا". وأعربت الوزيرة عن رغبتها في أن تؤثر الصين على روسيا لإنهاء العدوان في أوكرانيا والمشاركة في حل النزاع سلميا، على غرار الجهود الناجحة التي بذلتها الصين للتوصل لتسوية سلمية بين إيران والسعودية. وذكرت بيربوك أن الصين، بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن، تتحمل أيضا مسؤولية خاصة، مضيفة في إشارة إلى ورقة مواقف قدمتها بكين بشأن حل سياسي للحرب الأوكرانية، والتي لاقت انتقادات من الغرب، أنه لأمر جيد أن تلمح الصين إلى أنها مهتمة بإيجاد حل، "لكن على أن أقول صراحة إنني أتساءل لماذا لم يتضمن الموقف الصيني حتى الآن مطالبة لروسيا المعتدية بوقف الحرب". وأضافت: "نعلم جميعا أن الرئيس بوتين يمكنه فعل ذلك في أي وقت.. من المهم أيضا عدم السماح بتسليم أسلحة إلى روسيا، الأمر الذي من شأنه إطالة أمد هذا العدوان، ومن المهم أيضا الحيلولة دون استخدام سلع ذات استخدام مزدوج في الحرب". وفي وقت لاحق، اليوم الجمعة، أكدت الصينوروسيا أن وزير الدفاع الصيني لي شانجفو، سيقوم بزيارة إلى روسيا الأحد المقبل. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية على حسابها على تطبيق تليجرام أن من المقرر إجراء مباحثات مع نظيره الروسي سيرجي شويجو خلال الزيارة التي تستمر حتى الثلاثاء المقبل. وذكرت أن "الطرفين سيبحثان وضع التعاون الدفاعي وآفاقه، فضلا عن القضايا الجارية للأمن العالمي والإقليمي". كما تطرق تشين وبيربوك إلى مسألة تايوان، حيث تتصاعد التوترات في المنطقة. وقال خلال مؤتمر صحفي إن تايوان جزء من الصين وإن "أي تدخل خارجي غير مسموح به"، مضيفا أنه إذا كانت الدول الأخرى "تحترم حقا" مبدأ صين واحدة، فعليها رفض الأنشطة الانفصالية في تايوان، موضحا أن "الجذور الأصلية للمشكلات" هي مساعي الاستقلال، مؤكدا أن الصين "لن تتخلى عن شبر من أراضيها". وأجرت الصين مناورات عسكرية في مضيق تايوان عقب اجتماع جرى بين رئيسة تايوان تساي إنج وين ورئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين ماكارثي في كاليفورنيا الأسبوع الماضي، حيث تسعى بكين إلى عزل تايوان دوليا. وعبرت بيربوك عن قلقها إزاء التوترات حول تايوان، محذرة من عواقب وخيمة حال حدوث زعزعة للاستقرار، مشيرة إلى أن 50% من التجارة العالمية تمر عبر مضيق تايوان، موضحة أن "موجة الصدمة الي ستنتج عن مثل هذه الأزمة الاقتصادية" ستضرب الصين أيضا. وذكرت بيربوك أن حدوث تصعيد عسكري حول تايوان سيكون "سيناريو مروعا" للعالم بأسره، وقالت: "لا يمكن حل النزاعات إلا بالطرق السلمية"، مؤكدة دعم بلادها لسياسة صين واحدة، والتي بموجبها يتم الاعتراف ببكين كحكومة شرعية وحيدة للصين وعدم إقامة علاقات دبلوماسية مع تايوان، مشددة في المقابل على أن حدوث تغيير عنيف في الوضع الراهن لن يكون مقبولا. ومع ذلك، شددت بيربوك على أن إحداث تغيير للوضع الراهن بالقوة لن يكون مقبولا. وتأتي تصريحاتها بعدما تسبب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في عاصفة بقوله إنه يجب على أوروبا ألا تنجر في الصراع حول تايوان، عقب زيارته إلى بكين الأسبوع الماضي. وتلتزم الولاياتالمتحدة بدعم القدرات الدفاعية لتايوان منذ عام 1979، عن طريق تزويدها بالسلاح. وبعد غزو روسياأوكرانيا، تتنامى المخاوف من أن الصين قد تتخذ تحركا مشابها ضد تايوان، ما قد يؤدي إلى تصعيد الوضع إلى مواجهة مع الولاياتالمتحدة. وعقب اجتماع مع بيربوك في بكين اليوم الجمعة، ذكر وزير الخارجية الصيني تشين قانج أن بلاده لا ترغب في تلقي مواعظ عن قضية حقوق الإنسان. وقال إن "أقل ما تحتاجه الصين هو معلم من الغرب"، رافضا انتقادات بيربوك السابقة لوضع حقوق الإنسان في بلاده، موضحا أن لكل دولة ظروفها وخلفيتها الثقافية والتاريخية، وعندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان، "لا توجد معايير موحدة في العالم". ومع ذلك، ردت بيربوك على نظيرها الصيني بأن هناك بلا شك "معايير مشتركة" لحقوق الإنسان في العالم، مشيرة في ذلك إلى ميثاق الأممالمتحدة واتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، التي تتضمن حقوق "عالمية" للإنسان تعهد جميع أعضاء الأممالمتحدة بالالتزام بها. كانت بيربوك أعربت في السابق عن قلقها من تقليص مساحات عمل المجتمع المدني وحقوق الإنسان في الصين. ورد وزير الخارجية الصيني على مزاعم الاضطهاد، خاصة ضد أقلية الأويغور المسلمين في إقليم شينجيانج شمال غرب الصين، بأن الأمر لا يتعلق بحقوق الإنسان، بل يتعلق بمكافحة التطرف والانفصالية. وأوضح أن الوضع الآن في شينجيانج "مستقر"، وأن المواطنين هناك يعيشون "حياة سعيدة للغاية"، مشيرا إلى أن هناك قوى مناهضة للصين تستخدم قضية شينجيانج لعرقلة صعود الصين في العالم والتسبب في اضطراب الوضع في شينجيانج، مطالبا القوى الأجنبية بالبقاء خارج المنطقة.