أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قبل زيارتها الرسمية الأولى للصين أن الهدف من زيارتها هناك هو استكشاف فرص التعاون المستقبلي والحد من مخاطر الاعتماد أحادي الجانب. وقبل إقلاع طائرتها متجهة إلى الصين، قالت السياسية التي تنتمي لحزب الخضر، اليوم الأربعاء: "بالنسبة لبلادنا، هناك الكثير من الأشياء تتوقف على مدى النجاح في موازنة علاقتنا المستقبلية مع الصين بشكل صحيح". وقالت بيربوك إن النظر إلى الصين باعتبارها " شريكا ومنافسا ومنافسا منهجيا. هذه هي بوصلة السياسة الأوروبية الخاصة بالصين. في أي وجهة ستتجه الأبرة مستقبلا، هذه مسألة تعتمد على الطريق الذي تختاره الصين". ونوهت بيربوك إلى أن الشيء الذي يأتي على رأس أجندتها تماما هو الاهتمام ب" إنهاء الحرب في أوكرانيا الموجودة على باب بيتنا الأوروبي بأسرع ما يمكن وبشكل دائم وعادل". وفي ضوء دعم بكين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد تكون الزيارة إحدى المهام الأكثر صعوبة من الناحية الدبلوماسية في ولاية بيربوك حتى الآن. وأعربت بيربوك عن اعتقادها بأن الصين تضطلع بمسؤولية خاصة حيال السلم العالمي بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، وذلك في معرض تعليقها على الحرب الروسية على أوكرانيا، مشيرة إلى أن طبيعة الدور الذي ستقوم به بكين من خلال نفوذها لدى روسيا " ستكون لها تداعيات بالنسبة لأوروبا برمتها ولعلاقتنا مع الصين". ومن المقرر أن تصل بيرلوك إلى مدينة تيانجين الساحلية شمال شرقي الصين صباح غدا الخميس، في مستهل زيارتها التي تستمرثلاثة أيام. كما تعتزم زيارة بكين لحضور اجتماعات مع قادة سياسيين صينيين بارزين. وتعتزم بيروك زيارة مدرسة مرتبطة بألمانيا في تيانجين، ومصنع تملكه شركة ألمانية تنتج توربينات طاقة الرياح. كما تعتزم بيربوك زيارة شركة لصناعة مركبات كهربائية في تيانجين، يوم الجمعة، بصحبة وزير الخارجية الصيني تشين قانج، قبل أن يستقل الوزيران قطارا فائق السرعة إلى بكين /150 كيلومترا إلى الشمال الغربي/. وفي بكين، من المتوقع أن تلتقي بيربوك مزيدا من المسؤولين الصينيين الكبار، وبينهم نائب الرئيس هان تشنج وكبير مسؤولي السياسة الخارجية وانج يي، وزيرالخارجية السابق. ومن خلال الاستراتيجية الجديدة المزمعة الخاصة بالصين، ستأخذ الحكومة الألمانية في اعتبارها الدور المتغير لبكين في العالم. واستطردت بيربوك أنها تعتزم استكشاف فرص زيادة التعاون في دعم المجتمع المدني وحماية المناخ والمجالات المستقبلية مثل مصادر الطاقة المتجددة. وقالت إن المؤكد أنه " ليس لدينا مصلحة في فك الارتباط الاقتصادي. هذا سيكون صعب التحقيق في عالم متعولم على أية حال". لكنها طالبت بإلقاء نظرة أكثر منهجية على مخاطر الاعتماد أحادي الجانب والحد منها " في إطار الحد من المخاطر". ورأت الوزيرة أن هذا الأمر ينطبق بالذات فيما يتعلق ب " السيناريو الرهيب الخاص بالتصعيد العسكري في مضيق تايوان الذي تمر من خلالها 50% من التجارة العالمية يوميا"، وقالت إنها عازمة لهذا السبب على التأكيد على القناعة الأوروبية المشتركة التي ترى أن التغيير أحادي الجانب للوضع الراهن في مضيق تايوان وحتى التصعيد العسكري سيكون أمرا غير مقبول. وأكدت بيربوك أنها ستتحدث أيضا في الصين عن حماية حقوق الإنسان العالمية ورأت أن هذا الأمر يجب أن يكون جزءا من شروط التنافس العادلة. وقالت بيربوك إنها تعتزم بعد نهاية قيود كورونا" أخذ صورة أكثر دقة عن المسار الذي ستسلكه القيادة الجديدة لاسيما في ظل مجال التناقض بين الرقابة السياسية والانفتاح الاقتصادي".