أكد د.حسين زهدى أستاذ فى كلية العلوم جامعة الأزهر قسم الأرصاد الجوية والفلك، والرئيس الأسبق للهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن مسألة غرق الدلتا خلال الأعوام المقبلة، التى تعود إلى نظرية تقول إن الارتفاع المستمر فى درجات الحرارة ما بين درجة إلى ثلاث درجات مئوية، سيؤدى إلى ذوبان جليد القطبين، وبالتالى ارتفاع منسوب سطح البحر الذى سيؤدى لغرقها، هى نظرية «ليس لها أساس من الصحة». وأضاف د. زهدى أمس فى تصريح خاص ل«الشروق» على هامش احتفال الهيئة العامة للأرصاد الجوية بمقرها باليوم العالمى للأرصاد الجوية أن تلك النظرية «صناعة أمريكية لوقف عجلة التنمية فى مصر، وانشغال المسئولين فيها لدرجة تدفعهم إلى الاستعانة بالشركات الأمريكية المتخصصة فى الإجراءات الوقائية لحماية الشواطئ». وتساءل خبير الأرصاد الجوية بالقول: «لماذا يكثر العلماء الأمريكيون الحديث بالذات عن غرق الدلتا دون الحديث عن المدن التى تحتلها إسرائيل وتطل على البحر المتوسط مثل حيفا ويافا؟، لماذا يتركون الحديث عن غرق دولة مثل هولندا التى تندرج ضمن ما يعرف ب(الأراضى المنخفضة) باعتبار أراضيها تقع تحت مستوى سطح البحر؟». وشرح زهدى مبرراته التى تكذب نظرية غرق الدلتا قائلا: «العلماء المؤيدون لهذه النظرية استخدموا النموذج العددى للغلاف الجوى من أجل التنبؤ الجوى، فى حين أنه لا يعطى أكثر من سبعة أيام تنبؤ فقط، حيث إن الغلاف الجوى يدور دورة كاملة حول الكرة الأرضية من سبعة إلى عشرة أيام، كما أن هذا النموذج يعتمد على عنصر أساسى فى ارتفاع الحرارة وهو زيادة ثانى أكسيد الكربون الناتج عن ازدياد الأنشطة الصناعية، غافلا التغيرات الطبيعية الأخرى مثل البراكين والزلازل، وهى أشياء لا يمكن التنبؤ بها مستقبلا، وتتسبب فى تقليل درجات الحرارة نتيجة لازدياد كمية العكارة الصادرة عنها، وبالتالى يصعب على أشعة الشمس اختراقها، بالإضافة إلى أن القطع الجائر للغابات والتصحر، يساهم فى زيادة انعكاس أشعة الشمس الساقطة على المناطق الصحراوية. وأوضح زهدى أن ارتفاع درجات الحرارة، يرفع من معدلات التبخر، وزيادة كميات السحب التى تحجز أشعة الشمس، فتنخفض الحرارة بدورها. وألقى عالم الأرصاد مسئولية ترويج تلك النظرية الخاطئة، على وسائل الإعلام المسيطرة على العالم، مشيرا إلى أن هناك علماء كثيرين رفضوا نظرية ارتفاع درجة حرارة الأرض، وواجهوا تعتيما إعلاميا متعمدا، كما أن المختصين بتناول موضوع التغيرات المناخية هم رجال السياسة و الاقتصاد فقط، ضاربا المثل بنائب الرئيس الأمريكى «آل جور» السابق، الذى حاز على جائزة نوبل مناصفة مع هيئة التغيرات المناخية عام 2007. وذكر أن هذه النظرية يعود تاريخها إلى أوائل التسعينيات، حيث كانت هناك لجنة مشكلة من الأممالمتحدة تحت اسم «IPCC»، وهى لجنة غير حكومية معنية بتغير المناخ، وقدمت تقريرا مواليا لتلك النظرية، وهو ما اعترض عليه رئيس اللجنة بنفسه، العالم السويدى الشهير «بولين» وقال: «هناك عدم يقين فى نتائج اللجنة بخصوص زيادة حرارة الأرض»، ومن وقتها تولى رئاسة اللجنة العالم «روبرت واطسن» وهو أمريكى الجنسية.