بانيكوف: العلاقات التجارية لبكين قد تمهد لتعاون أمنى.. وويتشلر: رسالة تحذير لواشنطن من ترك فراغ.. وكاتز: روسيا الخاسر الأكبر رأى خبراء ومسئولون أمريكيون سابقون أن رعاية الصين للاتفاق السعودي الإيراني باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين يحمل "رسالة تحذير" لصانعي السياسة الأمريكيين من ترك فراغ في الشرق الأوسط تملؤه بكين، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن صعود النفوذ الصيني في المنطقة يمثل خسارة كبيرة لروسيا التي سعت لتقديم نفسها كوسيط فعال. واعتبر وليام ويتشلر، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق للعمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب، أن المصالح الأمريكية في الخليج تكون "أكثر أمانا" إذا كانت التوترات المتبادلة بين الدول "هادئة"، مستشهدا بالاتفاقية الأمنية بين السعودية وإيران التي أبرمت عام 2001، وأدت لمنع الصراع لمدة 10 سنوات. لكن ويتشلر، أشار إلى أن الاتفاق هذه المرة يأتي مع تحذيرين لواشنطن، الأول يتعلق بأن الصين هي التي جمعت الجانبين السعودي والإيراني، وقد تم الإعلان عن الاتفاق بالتزامن مع بداية الولاية الثالثة للرئيس الصيني شي جين بينج، أما الثاني فيتمثل في أن استئناف العلاقات السعودية الإيرانية جاء في الوقت الذي تنسق فيه الولاياتالمتحدة وإسرائيل عن كثب الردود المحتملة على البرنامج النووى الإيراني. من جهته، رأى جوناثان بانيكوف، مدير مبادرة سكوكروفت الأمنية للشرق الأوسط بالمجلس الأطلنطي (مركز بحثي مقره واشنطن)، أن الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في الاتفاق السعودي الإيراني هو وساطة الصين، مشيرا إلى أن العلاقات الاقتصادية والتجارية لبكين في المنطقة غالبا ما تفسح المجال لدور سياسي، والذي يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى التعاون الاستخباراتي والأمني. وتابع بانيكوف أنه ربما "نشهد الآن ظهور الدور السياسي للصين في المنطقة ويجب أن يكون ذلك تحذيرا لصانعي السياسة الأمريكيين من ترك فراغ تملؤه الصين، ما يقوض بشكل أساسى التجارة والطاقة والأمن القومي للولايات المتحدة". بدوره، رأى مارك كاتز، الباحث في برامج الشرق الأوسط التابعة للمجلس الأطلنطي، أن الخاسر الأكبر في كل هذا قد يكون روسيا، التي لطالما أعلنت عن نفسها كبديل لواشنطن ووسيط فعال في الشرق الأوسط. من جانبه، قال دانيال شابيرو، السفير الأمريكي الأسبق في إسرائيل، إن الحد من التوترات الإيرانية السعودية هدف أيدته الولاياتالمتحدة، بعد أن دعمت المحادثات بين البلدين في العراق وعمان، لكن رؤية نفوذ الصين يتصاعد من خلال إظهار قدرتها على الاستفادة من علاقاتها البناءة مع أطراف الصراعات في الشرق الأوسط أمر مقلق، وهو دليل آخر على الشكوك فى المنطقة، حتى بين شركاء واشنطن، بشأن بقاء "قوة" الولاياتالمتحدة. أما جوناثان فولتون، الباحث في برامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلنطي، فوصف الدور الصيني في التوسط للوصول لهذا الاتفاق بأنه أول "غزوة رئيسية للصين في الدبلوماسية الإقليمية"، التي كانت تشير منذ يناير الماضي، إلى استعدادها للترويج لرؤية "غير أمريكية" للشرق الأوسط، وهو مؤشر على تطورات مقبلة.