زار كل من العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بكين الأسبوع الماضي، ولم يلتقيا هناك، إلا أن هذا ليس دليلًا على أن الصين ليس لديها نفوذ في منطقة الشرق الأوسط، فحتى لو كان هذا الموقف في واشنطن، فإنهما لن يتقابلا، وسيستمران في تجاهل بعضهما، وربما من السابق لأوانه أن يتم رؤية كليهما سويًّا في الأماكن العامة. تشير زيارة نتنياهو وسلمان إلى تنامي النفوذ الصيني في الشرق الأوسط، والاعتراف بالبراعة الصينية، تحديدًا الاقتصادية، من قبل القيادة السياسية في المنطقة. تعد السعودية مصدرًا رئيسيًّا للطلب الصيني على الطاقة من أجل توسيع اقتصادها، أما إسرائيل فهي قوة الابتكار، ويمكنها توفير المعرفة لمساعدة الصين في تطوير مجال الزراعة، وتعتبر كل من البلدين أرضًا خصبة للقدرة الصينية على البناء، خاصة في مشاريع البنية التحتية، وفي حالة إسرائيل، لدى الصين القدرة على ضخ الموارد المالية في المؤسسات الناشئة والمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية. وعلى العكس من ذلك، تعد الصين منصة صحية لبناء علاقات متبادلة المنفعة، إلا أن نتنياهو وسلمان زعيمان من الشرق الأوسط، لدى كل منهما أجندة سياسة مختلفة نوعًا ما عن جدول أعمال بكين. كل من السعودية وإسرائيل حليفة للولايات المتحدة، ولأمنها الاستراتيجي، تعتمد الرياض كثيرًا على الأسلحة الأمريكية، والوجود العسكري الأمريكي في الخليج العربي، كما تعتمد إسرائيل أيضًا على الأسلحة الأمريكية الأكثر تقدمًا، وتحظى بالتأييد الأمريكي في المنظمات الدولية، وخاصة مجلس الأمن الدولي، حيث تستخدم واشنطن الفيتو لمنع القرارات المناهضة لإسرائيل. تسببت فترتا رئاسة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، في قلق وإحباط السعودية وإسرائيل، حيث توقع كل منهما أن تقدم الولاياتالمتحدة المزيد من العزم والتصميم على التعامل مع محاولات إيران في الحصول على نووي، كما أن قلقهما أصبح جديًّا بعد توقيع طهران الاتفاق النووي مع واشنطن والدول الكبرى. كان مصدر القلق الأكبر هو ما اعتبراه استجابة من واشنطن للمكاسب الإيرانية في الشرق الأوسط، خاصة في سوريا، بجانب روسيا. ومع ذلك ستستمر السعودية وإسرائيل في الاسترشاد بتأثير الاعتبارات الأمريكية لعلاقتهما بالدول الأخرى. تستمر علاقة الصين الدافئة مع طهران، وموقفها الناعم تجاه السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط، والتي تغرق إسرائيل والسعودية، وسيستمر أملهما في الردع الأمريكي لإيران، ولكن هذا لن يبطئ من جهود بناء علاقات أوثق مع الصين. الاعتماد على الولاياتالمتحدة أصبح أكثر وضوحًا في علاقات إسرائيل مع الصين، خاصة مع غياب التعاون العسكري، وبعد أن أوقفت واشنطن بيع نظام التحذير والسيطرة للصين، حافظت إسرائيل على مبيعات الأجهزة غير العسكرية للصين. قد تجد إسرائيل نفسها في وضع محرج في علاقتها مع الصين، وذلك إذا دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حرب تجارية مع الصين، في محاولة لتخفيض العجز الهائل الذي تعانيه بلاده في تجارتها مع الصين. تجري إسرائيل والصين مفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة، وبالتالي ستؤثر الحرب التجارية الصينيةالأمريكية، سلبًا على المفاوضات. وبعيدًا عن تباين وجهات النظر حول إيران، فإن الصين وإسرائيل لا تتفقان بشأن القضية الفلسطينية، حيث تصوت بكين باستمرار ضد إسرائيل في مختلف هيئات الأممالمتحدة التي كثيرًا ما تناقش الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ورغم أن هذا التحيز ربما قد يمنع الصين من أن تصبح وسيطًا لصنع السلام الإسرائيلي الفلسطيني، إلا أنه لن يمنع إسرائيل من إثارة فكرة أن الصين تشارك في دعم الاقتصاد الفلسطيني. وعلاوة على ذلك، فإن النمط الصيني في التصويت لم يمنع إسرائيل من الانضمام إلى المشروعين الصينيين العملاقين، في مبادرة التجارة "حزام واحد.. طريق واحد" والبنك الآسيوي للاستثمار، فالتجارة هي التجارة والسياسة هي السياسة، وكلاهما لا يسير في نفس الطريق. سوث تشاينا بوست Comment: why US allies Israel, Saudi Arabia are cosying up to China