أثارت كثرة وتوالي الهزات الأرضية والزلازل في تركياوسوريا، والمناطق المجاورة لهما، تساؤلات واستفسارات عديدة من قبل الجمهور، تدور غالبيتها حول تسائل هام هو هل هناك تغير في تكوين القشرة الأرضية والصخور؟، وإن كان ذلك ما حدث.. هل يؤثر على خريطة الزلازل وأماكن حدوثها في عدد من الدول؟، بالإضافة إلى عشرات الاستفسارات الأخرى وصل بعضها إلى الشك في امتلاك بعض الدول آليات جديدة من شأنها تحفيز حدوث زلازل وهزات أرضية لإحداث أضرار كما هو قائم الآن. ونحاول خلال هذا التقرير تقديم إجابات لأكثر الاستفسارات الشائعة. وقال الدكتور شريف الهادي رئيس قسم الزلازل بمعهد الفلك، إن طبيعة الأرض منذ خلقها لم تتغير ويغطيها القشرة الأرضية التي تضم الصفائح والألواح، وتتلاقى وتتباعد حواف الصفائح عند حدود كل قطعة منتجة طاقة مهولة تسبب في بعض الأحيان زلازل مدمرة في حدود 9 درجات على مقياس ريختر، وتتراكم الإجهادات على الصدوع والشقوق لحواف وحدود الصفائح الخاصة بالقشرة الأرضية نتيجة احتكاكها مسببة هزات أرضية؟. وأضاف الهادي، في تصريحات ل"الشروق"، أن كل قشرة لها سمك وفي بعض الأماكن يكون أقل من 5 كيلو كما في البحار والمحيطات، وفي أماكن أخرى يصل إلى 60 كيلو مترا مثل وسط القارات، وكل صفيحة تحاول الحركة وفي حالة تقارب صفيحتين تحدث حركة تبني الجبال مثل سلسلة جبال الهمالايا والتي بنيت نتيجة تقارب صفيحتي شمال الهند مع جنوب آسيا، أما في حالة التباعد ينتج بحارا ومحيطات مثل المحيط الأطلسي والذي نتج عن تباعد الأمريكتين مع إفريقيا وأوروبا. وتابع: "لتوضيح ما يتعلق بالقشرة الأرضية وحركة الصفائح وما يتبعها من متابعات نقص الجزء الخاص بإفريقيا من الخريطة ومحاولة لصقه بجوار أمريكاالجنوبية، سنجد أنهما بجوار بعضهما ومتقاربين للغاية؛ لأنهما كانا قطعة واحدة ونتيجة لحركة صفائح القشرة الأرضية والزلازل تفرقتا القارتين عن بعضهما". وقال رئيس قسم الزلازل بمعهد الفلك، إنه وقبل بداية الستينيات في القرن الماضي، تنبأ علماء الزلازل بضرورة إنشاء محطات زلازل، وحتى وقتنا هذا ترصد أماكن معينة كل عام، وكأن الأمر بصمة زلزلية فأطلق عليها أحزمة زلزالية ومناطق نشاط زلزالي. وأضاف أن الحزام الزلزالي يمر داخل دول، وفي مصر لا يمر بها حزام زلزالي ولكن يحدها من الشمال حزام زلزالي قليل القوة، مقارنة بالأحزمة الأخرى ينتج عنه التعرض والشعور فقط بالهزات الأرضية التي يمر بها هذا الحزام. وتعليقًا على جيولوجية زلزال تركياوسوريا الأخير، أشار إلى أن هناك نقطة التقاء بين الصفيحة التركية الأناضولية والصفيحة العربية في شمال الأناضول، يمر على شرق تركيا بالكامل ويلتقي مع البحر الميت الحد الغربي للدول العربية، ويمر على الأردن وفلسطين ويلتقي في سوريا وهي المنطقة الأكثر عرضة للزلازل. وأوضح أن الأحزمة الزلزالية تختلف من حيث معدل النشاط فبعضها نشط جدًا وبقوة وبشراسة كما في اليابان والحزام الناري في المحيط الهادي ويحدث عليه 90% من زلازل العالم ويمر بأمريكاالجنوبية وغرب أمريكا الشمالية وألاسكا وبلاد أخرى تقع في المحيط الهادي، فضلًا عن حزام إندونسيا. وأكد أن طبيعة الأرض منذ خلقها لا أحد يستطيع تغييرها، ومن بينها طبيعة حدوث الزلازل المتعلقة بطيعة الأرض، وهناك أسباب يتدخل فيها الإنسان لحدوث زلازل من بينها إنشاء بحيرات صناعية كبرى وراء السدود ولكن تكون أقل قوة من الزلازل التي تنتج طبيعية نتيجة تحرك كتل الصفائح والتي تنتج طاقة مهولة. وتابع أن مشروع هارب الأمريكي مجرد تكهنات، وليس له دليل علمي وجميع العلماء في هارب مجرد علميين عاديين وكذبوا كل ما أثير بشأن صلة المشروع بالتجارب العلمية الكهرومغناطيسية للأرض. وأضاف أن هناك أسبابا أخرى تسبب هزات مستثارة للأرض كضخ موائع وسوائل من باطن الأرض وحفر الآبار، ولن يكون مثل الزلزال أو الهزة الأرضية . وأشار إلى أن الزلازل يتبعها توابع، وبالتالي يشعر الناس بها ولكن قوتها تكون أقل بكثير من الزلازل الكبيرة، فزلزال بقوة 8 ريختر يمثل 10 أضعاف قوة زلزال 7 ريختر ويمثل 100 ضعف قوة زلزال 6 ريختر و1000 ضعف قوة زلزال 5 ريختر، وبالتالي فإن التوابع تكون بقوة واحد من ألف من قوة الزلزال الرئيسي، وبمرور الوقت تسجل توابع أقل مقارنة برصد مئات التوابع على زلزال تركيا على سبيل المثال وتتجه القشرة الأرضية إلى الهدوء.