** يعلم محسن صالح قدر احترامى له، ومدى إعجابى به كمحلل لمباريات كرة القدم. وحين أشرت منذ أسابيع إلى توليه منصب المستشار الفنى لفريق المصرى للعمل مع المدير الفنى بوكير، كان ذلك اعتراضا مؤدبا على هذا المنصب المخترع خصيصا لمحسن صالح.. وإن كانت براءة الاختراع من حق البرازيليين الذين جعلوا زاجالو الاستاذ مستشارا فنيا لتلميذه كارلوس ألبرتو عام 1994.. وكان الأخير مدربا للياقة البدنية فى الجهاز الفنى لمنتخب الكويت عام 1976، والجهاز يرأسه زاجالو. لكن اعتراضى الآن أن يحلل محسن صالح مباريات النادى المصرى وهو مستشار فنى للفريق. ومهما كان صادقا وعادلا وأمينا لن يقتنع أحد بصدقه وعدله وأمانته عند التحليل. كما أنه سيواجه بحرج شديد وهو يؤدى هذا العمل وينتقد أداء المصرى أو يكشف عيوبه.. ثم إن ذلك أولا وأخيرا خلط بين المهام والمسئوليات والواجبات.. ومن أسف أن الكثيرين يفعلون ذلك ولا يجدون فيه أى حرج أو أى خطأ! *** ** القضية عندى ليست محسن صالح وإنما هى قضية عامة.. فلا يجوز أن يعمل صحفيا باتحاد أو ناد. ولا يصح أن يحلل مدرب مباريات الدورى وينتقد أو يشيد بأداء زميل وزملاء له، ثم يلعب مباراة ويقع فى كل الأخطاء التى كان يعيب على زميله الوقوع فيها. ولا يجب أن يعمل رئيس اتحاد أو نائب رئيس الاتحاد أو عضو فى اتحاد بالتحليل ويقدم برنامجا تليفزيونيا أو يكتب مقالا أو عمودا للرأى ينتقد ويحاسب ويشكر ويصفى ويعصر من يختلف معه على طاولة اجتماعات الاتحاد أو النادى.. رأيت وعرفت عشرات النماذج التى تفعل ذلك. فلا أتحدث عن خيال.. وهذا الأمر الذى ساد وشاع فى الوسط الرياضى والإعلامى لا يحتاج إلى لائحة وإلى قانون.. هناك أمور يحكمها أعظم قانون وضعه الله سبحانه وتعالى فى البشر.. وهو الضمير.. (أسمع من يسأل يعنى إيه ضمير؟!) *** ** لكن أعجب وأغرب ما أعرفه وما أراه أن الجمهور المتلقى على جميع المستويات يتحدث بما أكتبه الآن منذ زمن بعيد وهو يرى المصلحة تطير وتخرج من الفم وتصدم العين والعقل، ويرى أحيانا الغرض ينساب مع الأحبار ويفسد الأوراق.. ولكن فى المقابل يظن الذين يخلطون بين العمل العام والعمل الخاص أنهم يخاطبون ويكتبون ويطلون على جماهير بلهاء مش واخدة بالها من تلك المصيبة؟! *** ** أعتذر بشدة للزملاء فى رابطة النقاد الرياضيين الذين اختارتهم الجمعية العمومية ومنحتهم ثقتها فى انتخابات جرت فى جو ديمقراطى (كل انتخاباتنا تجرى فى هذا الجو الممتع الدافئ الممطر شتاء الحار الجاف صيفا).. أعتذر لتأخرى فى التهنئة على الفوز. لكنى أفضل أن أهنئكم على أداء عمل. أى عمل ينهض بالصحافة الرياضية، ويرد إليها قيمتها واحترامها؟!