المصري مقبرة المدربين.. دراما كروية يعيشها ناد جماهيري كبير لم يحقق يوما بطولة الدوري الممتاز.. وكل حصيلته من الالقاب' كأس يتيمة' عام1998. النادي المصري البورسعيدي يستحق دخول موسوعة جينس ريكورد للارقام القياسية في عدد استهلاك المديرين الفنيين من حين إلي آخر. النادي المصري البورسعيدي انتهت بنسبة كبيرة تصل الي90% اسهمه في الحصول علي لقب الدوري الممتاز لهذا الموسم بالرغم من انه النادي الذي تعاقد مع ابرز لاعبين في سوق الانتقالات الصيفية واكثر الاندية تدعيما لصفوفه. المصري البورسعيدي يدخل بعد ساعات قليلة عهد المدرب الاجنبي الاول هذا الموسم والثالث علي صعيد تولي منصب المدير الفني مع السويسري الان جيجر المدير الفني السابق لفريق شبيبة القبائل الجزائري الذي تولي المهمة بعد ان كان الفرنسي رينارد هيرفي هو المرشح الاول للحصول علي نفس المنصب. ماهو مصير جيجر؟ هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه مبكرا وقبل ان يبدأ الرجل اولي مبارياته مع الفريق.. الاقرب الي الواقع انه سيكون مطاردا بالاقالة. المصري هو مقبرة المدربين خلال العشرين عاما الاخيرة وتحديدا منذ ان قرر اتحاد الكرة فتح الباب امام تطبيق نظام الاحتراف المصري بدون بطولة لهذا السبب وهو الاطاحة بالمدربين علي الدوام, هو ناد يتعاقد مع افضل اللاعبين وكذلك تتناوب عليه اسماء عملاقة في عالم التدريب ولكن الحساب بالقطعة الذي بات ادمانا يتناوب عليه رؤساؤه في العقدين الماضيين, والخوف من الجماهير في نفس الوقت هو كلمة السر في خروج المصري بلا لقب كبير وتحديدا الدوري الممتاز منذ ان اصبح هناك علي الدوام ملياردير يملك مالا وفيرا ويتعاقد مع لاعبين بالكوم يتولي ادارته. ظهور الان جيجر كثالث مدير فني في4 اشهر فقط بعد مختار مختار ثم علاء ميهوب يفتح ملف مقبرة المدربين في المصري وكيف ان النادي الكبير هو من يدفع الثمن وراء هذه التغييرات المستمرة بالاضافة الي ترك الجماهير تدير النادي ويبحث كل من يجلس علي مقعد رئاسته كيفية ارضائها والرضوخ لهتافاتها. سيد متولي.. كامل ابوعلي وبينهما عبدالوهاب قوطة ل5 اعوام, هم الثالوث الاشهر في تولي منصب رئيس النادي المصري البورسعيدي خلال العشرين عاما الاخيرة سواء بالانتخاب او بالتعيين. وهم الثالوث الذي عرف خلال وجوده في مقعد الرئيس بادارة النادي بمفهوم' من يعطي هو من يحكم' فكانت كل قراراتهم الخاصة بالفريق الاول من تعاقدات مع الاجهزة الفنية تتم بصورة تشبه تلبية رغبات الجماهير حتي اصبح المصري هو النادي الذي استهلك أكثر من50 مدربا في20 عاما فقط هي عمر عالم الاحتراف وهم مدربون من كل شكل ولون وانتماء. ايضا من عناصر سخرية القدر في الظاهرة ان من يتولي تدريب الاهلي والزمالك حاليا كان لهما السبق في تولي منصب المدير الفني للمصري قبل اعوام, وكانت الاقالة هي مصيرهما. عبدالعزيز عبدالشافي( زيزو) المدير الفني للاهلي الآن كان هو المدير الفني للمصري موسم2002 2003 لاسابيع معدودة للغاية, وحسام حسن المدير الفني الحالي للزمالك هو الاسم الذي بدأ مشواره التدريبي مع المصري في موسم2007 2008 وانقذه وقتها من الهبوط وقدم معه عروضا طيبة في الدور الاول للموسم التالي ثم تقررت اقالته تلبية لرغبة مسئولي اتحاد الكرة بعد احداث الجزائر الشهيرة. كل من زيزو وحسام حسن ليسا سوي حلقة من حلقات ذبح المدربين واستهلاك كل المدارس, وتلك التجارب لم تكن لها سوي نتيجة واحدة وهي الفشل في المنافسة علي القمة احيانا والسعي وراء الهروب من الهبوط غالبا. المصري في الموسم الحالي بدأ منافسا علي مقعد في المربع الذهبي ولكن خسارة واحدة امام سموحة بثلاثة اهداف مقابل هدف كانت كفيلة باتخاذ قرار بإقالة مختار مختار من تدريب الفريق وتعيين علاء ميهوب بدلا منه الذي خرج معه الفريق من دور ال32 لمسابقة كأس مصر بعد الخسارة امام بترول اسيوط احد فرق القسم الثاني, وبعدها رحل ميهوب ليأتي بدلا منه الان جيجر وكل التخوف ان يتحول المصري الي سباق الهروب من الهبوط في ظل عدم تجاوز فارق النقاط الذي يفصله عن مثلث المؤخرة عن7 نقاط. المصري بسبب سياسة الفوضي في التعامل مع المديرين الفنيين كان معرضا للهبوط في16 موسما من بين ال20 موسما في العقدين الماضيين, ففي الموسم الماضي كانت البداية مع مدير فني اجنبي هو المجري بيشكي احد اشهر الاجانب الذين تعاقبوا علي تدريب الفريق ولكنه لم يستمر سوي3 مباريات فقط ورحل عن منصبه مع تغيير مجلس الادارة بقدوم كامل ابوعلي بدلا من علي فرج الله بالتعيين واختير انور سلامة مديرا فنيا للفريق بدلا منه لمدة12 مباراة ثم رحل مع نهاية الدور الاول بسبب خلافاته مع ادارة النادي حول قائمة اللاعبين المنضمين في يناير ورفضه لاسماء من عينة كوليبالي وباجايوكو ورغبته في ضم مصطفي جعفر للقائمة وقتها, ومع بدء الدور الثاني كان المدرب الجديد اجنبيا مثلما حدث في الدور الاول وجاء الالماني ثيو بوكير ليتولي المهمة لمدة13 مباراة ثم تمت اقالته من منصبه بقرار من رئيس النادي, واتي محمد حلمي ابن الزمالك لتولي منصب المدير الفني لمدة مباراتين فقط في الدوري ورحل هو الآخر مع نهاية الموسم رسميا, وتحديدا عقب الخروج من الادوار الاولي لبطولة كأس مصر. وفي الموسم قبل الماضي2008 2009 كان الوضع يسير نحو بداية افضل عندما بقي حسام حسن علي رأس الجهاز الفني مستكملا ما بدأه في الموسم السابق, وبالفعل نجح الرجل في انهاء الدور الاول ولديه20 نقطة بفارق12 نقطة عن الصدارة ومنافسا علي المربع الذهبي, وفجأة تمت اقالته ليبدأ الفريق مع بداية الدور الثاني مسلسل الهروب من الهبوط, وفقد مع مديره الفني بيشكي المجري أكثر من27 نقطة وبقي في الدوري بصعوبة بالغة ومن خلال النقاط التي حققها مع حسام حسن في الدور الاول. الملخص هنا ان المصري عندما يستقر ينجح في ان يكون من بين الكبار, وتلك حقيقة تكشف عنها مواسم بعينها, مثل موسم1995-1996 ذاك الموسم الذي تولي خلاله شحتة المدير الفني الفائز مع الاسماعيلي ببطولة الدوري عام1991, مع شحتة نافس المصري علي القمة لاكثر من20 مباراة وانهي موسمه بين فرق المربع الذهبي وكان ذلك نتاجا طبيعيا للاستقرار ولفترة وجيزة لم يعتدها المصري. ولا أحد ينسي تجربة محمود أبورجيلة في موسم2000-2001 والتي قاد فيها الفريق للوجود في المربع الذهبي وعاد للمشاركة في البطولات الافريقية في نفس الوقت, وكان السر في نجاح تجربة ابورجيلة ابن الزمالك هو الاستقرار الذي عاشته تجربته مع الفريق واخيرا تأتي تجربة محسن صالح الذي عمل لموسم كامل أيضا وجد خلاله في المربع الذهبي بالدوري, وايضا بلغ الدور قبل النهائي لبطولة كأس الاندية الافريقية لأبطال الكؤوس عام1999, ورحل محسن صالح بعد الخروج الافريقي رغم الانجاز في حد ذاته مقارنة بتاريخ النادي في المشاركات القارية بسبب الغضب الجماهيري والانقلاب ضد المجلس الذي لم يسانده في نفس الوقت. ومن المدرسة الاهلاوية استعان المصري في بداية عهد الاحتراف موسم1990-1991 بهاني مصطفي المدير الفني الذي قاد منتخب الشباب لبلوغ ربع نهائي مونديال استراليا1981 بالاضافة الي توليه قبلها تدريب المنتخب الاوليمبي ولكنه لم يستمر سوي لفترة وجيزة جدا ورحل وفي الموسم التالي كان الموعد مع الاسم الاكبر في الاهلي وهو محمود الجوهري مديرا فنيا قبل انطلاق موسم1991-1992 ولكن الجوهري لم يستكمل المشوار بعد ان عاد الي تدريب المنتخب الوطني. ومن الاسماء اللامعة ايضا اسم انور سلامة الذي تولي المهمة في اكثر من مناسبة كان آخرها في الموسم الماضي ول12 مباراة فقط, وكذلك هناك مختار مختار الذي قاد المهمة ل12 مباراة في الموسم الحالي فقط ايضا, ولم يختلف الوضع كثيرا بالنسبة الي ابناء المدرسة الزملكاوية في عالم التدريب, حيث استعان المصري بالعديد من نجوم الماضي في ميت عقبة لتولي منصب المدير الفني وايضا لم يكن لاحدهم الفرصة في قضاء وقت طويل فهناك فاروق جعفر الذي تولي الفريق مرات مختلفة ابرزها ولاية في موسم1994-1995, ثم موسم2004-2005 ويوجد احمد رفعت ابن الزمالك الذي خلف شحتة في منصبه عام1996 ولأشهر معدودة ايضا. وهناك محمد صلاح الذي لم يحقق انجازا مع المصري عبر عدة ولايات ابرزها في موسم2004-2005, وكذلك موسم2002-2003 وهناك حلمي طولان الذي لم يستمر سوي دور واحد مع المصري في موسم2007-2008 وكان السبب غياب الاستقرار في المدرجات وعدم حصول اللاعبين الجدد الصغيري السن ممن اتي بهم للنادي علي فرصة من الوقت للعمل. واستهلك المصري من ابناء الاندية الاخري الكثير من المدربين دون انجازات مثل محمد عمر المدير الفني الحالي لمنتخب الناشئين, والراحل الدكتور محمد علي اشهر مدرب منتخبات تحت21 عاما في تاريخ الكرة المصرية. ويتكرر ايضا الوضع في عالم الخواجات حيث يعد المصري الاكثر استهلاكا للمديرين الفنيين الاجانب, ابرزهم علي الاطلاق الالماني مايكل كروجر بطل الفوز ببطولة كأس مصر عام1998 والتي لم تشفع له في الاستمرار بمنصبه, وحدث ولاحرج عن الخواجات مثل ويزارك البولندي الذي قاد الفريق عدة مرات ابرزها في مطلع التسعينيات وهناك الفرنسي فيليب ريدون الذي عمل لمباراة واحدة موسم1993-1994, والبرازيلي راءول ادوارد الذي تولي تدريب الفريق في الدور الاول من نفس الموسم ورحل لسوء النتائج وذكرنا من قبل المجري بيرتي بيشكي الذي يعد اكثر الاجانب عملا في المصري عبر عدة ولايات بدأت في الدور الثاني لموسم93-94 وآخرها في الموسم الماضي واستعان المصري بالمدرسة الهولندية في الموسم التالي1994-1995 مع الهولندي كوربورت الذي عمل لنصف الدور الاول فقط وخلفه البولندي استاخورسكي في الدور الثاني للموسم ذاته ومن ابرز الاجانب ايضا الان هاريس الانجليزي الذي قاد الاهلي للفوز ببطولة الدوري مرتين من قبل, وعمل الان هاريس مديرا فنيا للمصري ل5 اشهر فقط في التسعينيات ايضا ويظهر السويسري كونز الي جانب مواطنه الحالي الان جيجر في قائمة المدربين القادمين من سويسرا وتولي تدريب المصري لشهرين فقط موسم1997-1998 حتي المدرسة الكرواتية ظهرت في المصري من خلال زالاتكو الذي تولي منتصف موسم2000/99 خلفا لمحسن صالح وزالاتكو هو مدير فني اجنبي نجح فيما بعد مع منتخب كرواتيا الذي قاده في كاس العالم بألمانيا2006 ومن البوسنة والهرسك ظهر ميزو فيتش الذي تولي في منتصف موسم2003/2002 ولم يستمر طويلا ويوجد في القائمة البرازيلي فيرنانديز الذي عمل في الدور الثاني لموسم2003/2002 وعمل لمدة4 اشهر, ويبرز من المدرسة الالمانية اوتوفيستر الذي قاد الفريق موسم2004-2005 مع قدوم التوءم حسام وابراهيم حسن للعب مع المصري وعمل في المصري ايضا مدربا من مقدونيا هو جوكيكا هادزليفيتش الذي تولي المهمة لشهر واحد في موسم2004-2005 بعد اقالة اوتوفيستر من تدريب الفريق وظهر الروماني ميلدوفان الذي عمل لاسابيع معدودة في موسم2006-2007 وخلفه البرتغالي خوان اجستو الذي قاد تدريب المصري في نفس الموسم دون انجازات ورحل سريعا. المصري لجأ الي ابن النادي واستعان بكل الاسماء الشهيرة في المصري للعمل مديرا فنيا مؤقتا ايضا مثل عوض الحارثي الذي تعد آخر تجاربه مع المنصب في بداية التسعينيات وكانت اخر فترة تولي فيها3 اشهر بين سبتمبر وديسمبر لعام1990 وهناك مصطفي الشناوي الذي عمل من ديسمبر1990 الي مارس1991 وهناك الاسم الكبير محمد شاهين الذي عمل لاشهر بين مارس1991 واغسطس من نفس العام ويبرز اسم الليوي ل3 اشهر بين يناير وابريل1995 وهناك الدكتور ميمي عبدالرازق الذي قاد الفريق مؤقتا اكثر من مرة, وطارق سليمان المدرب العام الحالي للزمالك وهو المدير الفني الذي انقذ المصري من الهبوط عام2007, وعمل مؤقتا بعد رحيل حسام حسن فترة وجيزة عام2008 وهناك عبدالله درويش الذي قاد الفريق بمفرده ايضا لعدة اسابيع وايضا يظهر حسام غويبة وعلي السعيد.