ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن العرب واليهود لم يتحدوا من قبل مثل اتحادهم الآن في مواجهة الخطر الإيراني، غير أن الحكومة الإسرائيلية تتعمد تجاهل ما اعتبرته المجلة فرصة تاريخية لدفع عملية السلام قدما، حيث تبدو حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو راضية بالأمر الواقع من خلال ممارساتها الحالية. وتابعت المجلة أن: "من بين المسلمات في صراع الشرق مبدأ عدو عدوي صديقي وثانيها أن صقور السياسة الإسرائيلية كانوا دائما هم فقط من يستطيعون الاقتراب من اتفاق سلام، حيث أن الحمائم أضعف من تحقيق ذلك هذا إلى جانب حاجة القادة العرب إلى وجود الصراع، كي يبرروا أنظمتهم المتذبذبة وغير الديمقراطية (على حد تعبير المجلة). وأضافت "دير شبيجل" أن الحكومة الإسرائيلية تخلت في ذات الوقت عن المسلمات الثلاث خارج اللعبة السياسية، الأمر الذي اعتبرته المجلة أخبار غير سارة. وقالت المجلة إن العرب لم يعودوا مستفيدين من هذا الصراع وصارت مخاوفهم من إسرائيل متساوية مع مخاوفهم من القاعدة وقادة إيران بأسلوبهم الخطابي وبرنامجهم النووي، لدرجة أن وزير الخارجية السعودي تحدث مع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية بشكل صريح عن الحاجة الضرورية لتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران. وكشفت "دير شبيجل" خلال بحثها إلى أن العديد من أجهزة المخابرات الغربية تؤمن بأن السعودية ستفتح أجوائها للمقاتلات الإسرائيلية لتوجيه ضربة عسكرية لإيران بعكس الولايات التي رفضت السماح لإسرائيل باستخدام الأجواء العراقية. وأوضحت المجلة أن ثاني تلك المسلمات التي يجري مخالفاتها هي أن لا أحد في الحكومة الإسرائيلية راغب حاليا في إجراء محادثات سلام، سواء الصقور أو الحمائم. ورأت المجلة ثلاثة دلائل لذلك أولها تنفيذ عملية اغتيال محمود المبحوح القائد في حركة المقاومة الإسلامية حماس، في مدينة دبي التي استقبلت وزير إسرائيلي في ظل المقاطعة العربية. وثانيها إعلان نيتانياهو ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح بالضفة الغربية إلى قائمة التراث الصهيوني، وأخيرا تصريح إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي بناء 112 منشأة جديدة في مستوطنة بيت عيليت بالضفة الغربية، بعد إيقاف البناء هناك منذ 10 أشهر. وتابعت "دير شبيجل" أن نيتانياهو هو من يحتاج الآن إلى الصراع ليجمع من خلاله حكومته اليمينية اليسارية المشتتة، وعلى العكس لم يعد القادة العرب هم من يحتاجون الصراع لتبرير أنظمتهم، ما يمثل انهيار ثالث المسلمات الموجودة.