قال المؤرخ والروائي محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، إنه يجب إعادة الاعتبار لشخصية إبراهيم باشا، والذي توفى مبكرا، وعادة من يتوفى مبكرا لا يكون لديه الكثير من الحظ في حياته، لافتا إلى أن تعيش فترة طويلة يلعب هذا دورا في التاريخ بشكل كبير. وأضاف أن إبراهيم باشا، بطل أحث رواياته الصادرة عن دار الشروق بعنوان "سلاما على إبراهيم"، هو المؤسس الحقيقي للجيش المصري، وكان يعرف اللغة العربية ويتحدث بها جيدا، عكس والده محمد علي، وكان يخاطب الفلاحين المصريين بالقول: يا أولادي، وكان ينام وسط الجنود على الأرض، في بلاد الشام وجنوب الأناضول لدرجة أنه قد أصيب بالسل، وهو ما أثر على حياته بشكل كبير وكان أحد الأسباب التي أدت إلى وفاته. جاء ذلك خلال استضافة عفيفي ببرنامج "آخر النهار" المذاع على فضائية النهار ، حيث قال عفيفي إن إبراهيم باشا كان يطلب من أبيه محمد علي أن يقوم بترقية الجنود لدرجات أرفع، وكان الأخير يرد عليه بأن أول جندي مصري سيتم ترقيته سينقلب علينا، وهو ما حدث بالفعل حيث كان هذا الجندي هو "أحمد عرابي"، لذا فإن التاريخ المصري يخبرنا بأهمية دور إبراهيم باشا، والذي كان يقود الفتوحات وحينما كانت تتعرض القوات لأية خسارة، يتم إرسال إبراهيم باشا لتحقيق الانتصار، ولو أمهله القدر لتمكن من فتح إسطنبول. واستكمل: النجاح أحيانا يضر صاحبه، وإبراهيم باشا حقق نجاحا مبهرا في سن مبكرا، وقد أثار هذا النجاح حفيظة أبن أخوه عباس الأول، حيث أطلق عليه شائعة أنه ليس أبنا لمحمد علي، وكانت ذريعة لإبعاد إبراهيم باشا عن الحكم، موضحا أن عباس الأول شخصية غريبة الأطوار، وقال ان عباس لا يصلح أن يكون قائد أو ينتسب إلى اسرة محمد علي. وأكد الدكتور محمد عفيفي أن الروايات التاريخية لا تصلح أن تكون مصدر للتاريخ، ولكن تصلح بوجهة نظر أخرى أن تكشف عن كيف يمكن إعادة قراءة التاريخ في هذه الفترة، ولماذا في بعض الأوقات هناك نزوع نحو الرواية التاريخية بشكل كبير، ويرجع ذلك إلى إتاحة هامش حرية المراجعة بشكل أوسع لا تجده في الدراسات التاريخية، مشيرا إلى أنه في بعض الأحيان الأفلام التاريخية تلعب دورا هام رغم قلتها في البلاد العربية. واستطرد: الروايات والأفلام التاريخية تظهر بشكل كبير وتصبح ظاهرة في اللحظات الفارقة في تاريخ الأمم، موضحا أن الروائي الذي يكتب روايات تاريخية لابد أن يمتلك ثقافة واسعة، ولا يكون مؤرخ فقط ولكن يكون قارئ جيد للتاريخ وقارئ جيد لفنون أخرى كالأدب والسير الشعبية ليتمكن من مخاطبة الجمهور وحتى لا تتحول روايته لكتاب تاريخي أو بحث تاريخي. واختتم بالقول: لا أفضل أن يضع الروائي مراجع في عمله، لكي يضفي مصداقية على هذا العمل، بل مهمة الروائي ان يستفز عقلية القارئ، وأن يجعله يقرأ كتب أخرى عن الفترة التاريخية التي يتم طرحها، في رواية "سلام على إبراهيم" قصدت أن اطرح صور مختلفة عن إبراهيم باشا كي أجعل القارئ يفكر، ولا يقتصر دوره على التلقي فقط، ويقرأ ويتطلع لمزيد من الكتب. مضيفا "كتابة الرواية التاريخية يجب ان تخرج خارج إطار التلقين أو أن تشبه المحاضرة التاريخية". وصدر حديثا عن دار الشروق رواية للدكتور محمد عفيفى، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر جامعة القاهرة، تحت عنوان "سلام على إبراهيم"، والرواية هي العمل الروائي الثاني للدكتور محمد عفيفي بعد رواية "المعلم يعقوب"، ويتناول من خلالها قصة حياة إبراهيم باشا الإبن الأكبر لوالي مصر محمد على باشا.