توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح أمس الثلاثاء، إلى مدينة نيودلهي عاصمة جمهورية الهند، تلبية لدعوة رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" للمشاركة كضيف شرف في احتفالات الهند بيوم الجمهورية، والذي يوافق اليوم الذي بدأ فيه العمل بدستور جمهورية الهند عام 1950. ولكن، زيارة الرئيس للهند ليست الأولى فقد حل "السيسي" ضيفا على الهند في 3 زيارات، فماذا تناولت الزيارات الثلاث؟ ضيف شرف في احتفالات الهند بيوم الجمهورية تأتي الزيارة الحالية للرئيس السيسي إلى نيودلهي لدعوة رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" للمشاركة كضيف شرف في احتفالات الهند بيوم الجمهورية. ووفقا لتقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات، تعكس دعوة الرئيس السيسي كضيف شرف رئيسي لهذا الحدث التقارب الكبير بين مصر والهند، والتقدير الشديد الذي تكنه الهند لمصر قيادةً وحكومةً وشعباً. وكذلك الاهتمام العميق من الجانب الهندي بتعزيز علاقات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين بصفتهما من أهم الدول الصاعدة ولدورهما الحيوي في مختلف القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية . وتتزامن زيارة الرئيس السيسي للهند مع مرور 75 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، حيث من المقرر أن يلتقى الرئيس مع عدد من المسئولين فى الهند، وعلى رأسهم السيد "مودي" رئيس الوزراء، والسيدة "دروبادي مورمو" رئيسة الجمهورية، إلى جانب عدد آخر من المسئولين، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة . ويتخلل الزيارة لقاء الرئيس مع رؤساء وممثلي عدد من الشركات الهندية الرائدة في مختلف المجالات، وذلك لمناقشة آليات تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، واستعراض الفرص الاستثمارية الجاذبة في مصر . زيارة للقصر الجمهوري في نيودلهي.. 2016 في 2 سبتمبر 2016، توجه الرئيس السيسي إلى القصر الجمهوري في نيودلهي، حيث كان فى استقباله رئيس جمهورية الهند "براناب موخرجي". وقد عقد الرئيس جلسة مباحثات مع الرئيس الهندي تناولت سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، فضلاً عن تطوير التنسيق والتعاون بين الجانبين حول القضايا الإقليمية والدولية، ولاسيما فى ضوء التحديات والتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية. وأقام رئيس جمهورية الهند مأدبة عشاء على شرف الرئيس السيسى عقب انتهاء المباحثات، حيث ألقي كلمة أكد فيها على عُمق أواصر الصداقة والروابط التاريخية التى تجمع بين البلدين، وتطلع بلاده لتعزيز وتطوير التعاون الثنائي مع مصر في كافة المجالات، مشيداً بنتائج زيارة الرئيس للهند وما تمثله من علامة فارقة تؤشر إلى مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات المصرية الهندية. وألقي حينها الرئيس السيسى كلمة أعرب فيها عن خالص تقديره لحفاوة الاستقبال والترحاب خلال هذه الزيارة الهامة لبلدكم الصديق، وما يعبر عنه ذلك من قوة ومتانة علاقات الصداقة والتعاون التي ربطت دوماً بين بلدينا وشعبينا. وأكد الرئيس أن مصر والهند دولتان تجمعهما علاقات تاريخية وثيقة تفرضها السمات المشتركة للبلدين من حيث ثقلهما على الصعيدين الإقليمي والدولي، وما لهما من تاريخ طويل وإسهامات بارزة في مسيرة الحضارة البشرية، إلى جانب تشابه طبيعة التحديات المشتركة التي نستمر في مواجهتها سوياً، وهو ما يجعلنا نؤمن أن الشراكة والتعاون بين مصر والهند أمرٌ في غاية الأهمية . القمة الثالثة لمنتدى الهند - أفريقيا.. 2015 وقبلها بعام واحد، وتحديدا في 28 أكتوبر 2015، عقد الرئيس السيسي اجتماعاً مع رئيس الهند "براناب موخرجى"، الذي أعرب عن سعادته وتقديره لزيارته إلى الهند، مشيراً إلى أن مشاركته في القمة الثالثة لمنتدى الهند-أفريقيا ساهم في نجاحها وفى التوصل إلى نتائج تُحقق نقلة نوعية في علاقات التعاون القائمة بين بلاده والقارة الإفريقية. واستعرض حينها الرئيس "موخرجى" التاريخ الطويل الذي يجمع مصر بالهند، واشتراك البلدين في صياغة مواقف الدول النامية عقب التحرر من الاستعمار، وأشار إلى أنه يتابع باهتمام التطورات التي تشهدها مصر، حيث أشاد في هذا الشأن بنجاح القيادة المصرية في إعادة الاستقرار السياسي ودفع جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأشاد الرئيس الهندي بالمشروعات الكبرى التي كانت تُنفذها مصر حينها، ولاسيما مشروع قناة السويس الجديدة الذي تم تنفيذه خلال عام واحد، مؤكداً حرص بلاده على تكثيف التعاون مع مصر خلال الفترة القادمة على كافة المستويات وزيادة الاستثمارات الهندية. ومن جانبه، أكد الرئيس السيسي على اهتمام مصر بتعزيز العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط البلدين، واستشراف آفاق جديدة للعلاقات تضمن تكثيف التعاون بين مصر والهند في جميع المجالات بما يُحقق المصالح المشتركة للشعبين، ويساعد على الارتقاء بالعلاقات بين الدولتين إلى مستويات تتناسب مع تاريخهما مشترك. ورحب الرئيس السيسي بزيادة التبادل التجاري بين البلدين خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى نشاط الشركات الهندية بمصر، معرباً عن تطلعه إلى زيادة الاستثمارات الهندية في ضوء الفرص الواعدة التي تتيحها المشروعات الجاري تنفيذها حينها والتعديلات التي تم إدخالها على البنية التشريعية الخاصة بالاستثمار، بما يوفر مناخًا جاذبًا للاستثمارات، فضلًا الاستفادة من التكنولوجيا الهندية المتقدمة في العديد من المجالات. وحينها، وجه الرئيس السيسي الدعوة للرئيس الهندي لزيارة مصر، وهو ما رحب به الرئيس "موخرجى"، مشيرًا إلى احتفاظه بذكريات طيبة عقب زيارة قام بها لمصر منذ سنوات لمس خلالها المشاعر الطيبة للشعب المصري وكرم ضيافته. اتصال هاتفي إبان أزمة كورونا.. 2020 وفي 4 يوليو 2020، تلقى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا من السيد ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، حيث تناول الاتصال تبادل الرؤى حول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين في مجالات الصحة، والبحث العلمي، والتكنولوجيا، وجهود البلدين لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد. وتم التوافق حول التنسيق المشترك في المجالات ذات الصلة بمكافحة انتشار الفيروس من خلال تبادل الخبرات الناجحة والتواصل بين الأجهزة المعنية بجهود المكافحة وإجراءات الوقاية الصحية.