الذين يواصلون رفضهم لتجارب العالم، ويرون أن المقارنة بين ما يجرى فى الكرة المصرية ونظيرتها الأوروبية ظلما للعبتنا (أعتقد أنه ظلم للعبتهم).. هؤلاء.. عليهم أن يتابعوا «ولادة رابطة الأندية المحترفة».. وهو أمر دعونا إليه منذ سنوات، وشرحنا أيامها بالتفصيل دور ومهام تلك الرابطة فى إنجلترا. وعندما قام المجلس القومى للرياضة بدعوة خبراء إنجليز ومن إيطاليا لحل أزمة مشكلة البث الفضائى، التى استمرت قرابة 14 شهرا اقترحنا أن يترجم كتاب رابطة الأندية فى إنجلترا لأنه دستور إدارة شئون اللعبة، وسوف نتعلم منه الكثير. ولا أعرف هل ترجمنا هذا الدستور أم لا. لكنى أعرف أن أزمة البث لم تحل جذريا حتى اليوم، وأن كل طرف يرى أن حقه مهدر وأنه يستحق أكثر مما أخذ. كما أعرف أن كل شىء فى مصر يبدأ متأخرا؟! الحديث عن تأسيس رابطة الأندية الأن يبدو خيالا علميا، وسوف يرفضها اتحاد الكرة، ولن يقتصر الأمر على الرفض، وإنما سوف يحاربها لأنه عندما تقوم تلك الرابطة بإدارة مسابقة الدورى وبيع مبارياتها ووضع جدولها، فإن مجلس إدارة الاتحاد، سيجلس أمام المقر ويمارس رياضة (شوى الذرة).. هذا هو ظنهم. لكن الرابطة لن تؤسس اليوم. والاتحاد الحالى لن يبقى للأبد، لا شىء يبقى، ولا أحد يبقى، وهذه أفكار للمستقبل، لعلنا نترك شيئا حقيقيا ومفيدا للأجيال المقبلة، فاتحاد الكرة يكفيه الإشراف على نشاط المنتخبات والناشئين، وإدارة مسابقة كأس مصر.. ليس معقولا أن يدير الاتحاد كل الأنشطة كما هو الحال الآن.. ثم ما المانع أن يخطط سمير زاهر ورفاقه للكرة المصرية بعد 10 سنوات..؟! منذ سنوات قرر الاتحاد الآسيوى أن ينظم محاضرة لمدربى القارة، وكان من ضمن المحاضرات واحدة لمدير الاتحاد اليابانى لكرة القدم. وعندما تحدث عن خطة الاتحاد لاستضافة كأس العالم فى عام 2050، تبادل المدربون النظرات والابتسامات المكتومة، لأن الموعد الذى يتحدث عنه الرجل اليابانى بعيد جدا، ولأن هذا الرجل شخصيا لن يكون موجودا على قيد الحياة بعد 50 عاما.. فلمن يعمل؟! يعمل للكرة اليابانية.. لكن هنا العمل يكون للذات.. وهذا هو الفارق بين مصر وبين اليابان. وبين العالم العربى وبين اليابان. هل يشجع رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم اليوم ومعه رفاقه فى المجلس فكرة تأسيس رابطة للأندية.. وهل يسعى المجلس القومى لتغيير القانون من أجل ميلاد الرابطة.. هل نبدأ اليوم ما سوف نبدأه بعد 10 سنوات بقوانين الزمن والتطور والحياة والتجديد.. أم أنه لا يوجد فكر جديد ولا حاجة؟!