قال الخبير الأثري أحمد عامر، مفتش الآثار بوزارة السياحة والآثار والمتخصص في علم المصريات، إن المصريين القدماء عرفوا أنواعا مختلفة من الجعارين، فنجد جعارين القلب، التي تم العثور عليها في الأكفان، وأيضا جعارين الزواج، بالإضافة إلى الجعارين المجنحة، وجعارين الزين، وكذلك جعارين الحظ، وغيرها. وأضاف، في بيان اليوم الجمعة، أن المصريين القدماء قد رمزوا للخير ب"خبر"، التي تعني في اللغة المصرية القديمة "الجعران"، ومعناها "الذي لم يكن"، ثم أصبحت هذه الحشرة التي عبرت في اللغة المصرية القديمة عن معنى "خلق". وأشار إلى أن الجعارين كان يتم تصنيعها من الفيانس، أو الأحجار الصلبة، مثل الجرانيت والبازلت، وكذلك من العقيق واللازورد، وغيرها من الأحجار نصف الكريمة، لافتا إلى أنه قد بدأ المصريون القدماء في استعمال الجعران كختم منذ آواخر الدولة القديمة، أما في الدولة الوسطى فقد بدأ استعمال الجعران كتميمة، كما أخذ بعض ملوك الدولة الحديثة استعماله لتسجيل بعض المناسبات الرسمية، مثل الزواج الملكي، أو الخروج في مواكب الصيد وغير ذلك. وتابع أن الجعران قد حظى بمكانة كبيرة عند المصريين القدماء، حيث أصبح رمزا للإله آمون "رع" إله الشمس عند المصريين القدماء، كما تنوع استخدام الكثير من الجعاريين كأختام تحمل اسم الموظف وألقابه، وأخرى حملت أسماء ملكية نقشت بالصفات التي تمثل كل ملك أو ملكة من الأسرة القديمة إلى الحقبة المتأخرة. وأضاف أن الجعران أصبح تميمة المصري القديم الذي يحمل لصاحبه البعث من جديد ويمده بالحظ السعيد ويجدد شبابه، ونجد أن جعران "البحيرة المقدسة" في معبد الكرنك بمثابة أكثر الجعارين المرتبطة بهذه الأساطير، حيث يمثل قرص الشمس "رع"، ومثبت على منصة مكونة من حجر الجرانيت الوردي بطول 190 سم، ووزن أكثر من 5 أطنان، وتم تشييده في عهد الملك "أمنحتب الثالث" في عصر الدولة الحديثة.