يحتفظ الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي الملقب بعميد الأسرى بكونه أقدم أسير سياسي بالعالم؛ إذ جاوز 43 عاما داخل السجون الإسرائيلية، لترحل أجيال وتولد أجيال بينما يقبع عميد الأسرى خلف جدران سجون الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن سيرته لا زالت حاضرة كقدوة لمختلف أجيال الفلسطينيين بمسيرتهم في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. وتستعرض الشروق أبرز محطات عميد الأسري الذي أمضي أكثر من 4 عقود في سجون الاحتلال.. ولد نائل البرغوثي بقرية كوبر القريبة من مدينة رامالله الفلسطينية بالضفة الغربية نوفمبر 1957. بدأت قصة عميد الأسري مع سجون الإحتلال مبكرا إذ بالكاد كان تجاوز عمره 20 عاما حين اعتقلته سلطات الاحتلال لأول مرة في ديسمبر عام 1977؛ ليمضي أشهرا قبل إطلاق سراحه. وأمضى عميد الأسري أسبوعين فقط خارج الاعتقال ليتم اعتقاله مجددا، قبل أن يحُكم عليه بالسجن بما يوازي 99 سنة، و17 سنة في تهمة منفصلة. أبي عميد الأسرى أن يحول السجن بينه والمعرفة والثقافة؛ إذ بالرغم من صعوبة تداول الكتب داخل السجن، إلا أنه عرف بين الأسرى الفلسطينيين بثقافته واطلاعه، كما تعلم اللغتين الإنجليزية والعبرية داخل السجن. تغير الكثير خلال سنوات سجن عميد الأسرى؛ إذ وقعت انتفاضتان وحربان بين العرب وجيش الاحتلال الإسرائيلي. دخل البرغوثي الاعتقال حين كان عمر شقيقته 14 سنة، لتتزوج وتنجب وتصبح جدة وهو داخل السجن كما توفي والدي البرغوثي عامي 2005 و2006، بينما لم يزل هو أسيرا. تقول حنان شقيقة البرغوثي، إن طول إقامته بالاعتقال أفقده التعامل مع كثير من الوسائل الحديثة التي ظهرت بعد اعتقاله؛ إذ لم يتعلم كيفية استخدام الهاتف النقال، ولا كيفية إيقاد غاز الطبخ الذي لم يحضره قبل الاعتقال. خرج عميد الأسرى من اعتقاله الثاني عام 2011 ضمن صفقة وفاء الأحرار التي أفرجت حركة حماس بموجبها عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل تحرير 127 من الأسرى الفلسطينيين بمعتقلات الاحتلال. تزوج البرغوثي بعد تحريره من الأسيرة الفلسطينية إيمان نافع التي أمضت 10 سنوات بسجون الاحتلال، ولكنه لم يستمر في حريته مع زوجته سوى سنتين ونصف. تم وضع عميد الأسرى خلال فترة تحريره تحت الإقامة الجبرية؛ إذ لا يستطيع مغادرة محيط رام الله. أحب البرغوثي أيام حريته زراعة الزيتون والعناية بزهور الجبل، وكان ذلك نابعا من حبه للأرض الفلسطينية واعتزازه بها. درس البرغوثي في فترة حريته التاريخ بجامعة القدس المفتوحة، وأتم سنة دراسية في المجال الذي كان شغوفا به. أعاد الاحتلال الإسرائيلي اعتقال البرغوثي عام 2014 مع عدد كبير من محررين صفقة وفاء الأحرار؛ وحُكم عليه بالسجن عامين، إلا أن الاحتلال قرر بشأن البرغوثي إعادة إقرار الحكم القديم بالسجن المؤبد والسجن 17 عاما أتم من تلك المدة 43 سنة. جري منع الجميع من زيارة البرغوثي بفترة اعتقاله الثالثة عدا عن زوجته إيمان التي لم يسمح لها سوى بزيارة واحدة شهريا وسط إجراءات مشددة تعيق مواظبتها على الزيارة الشهرية. أورث البرغوثي لأسرته فكر المقاومة وحماستها؛ إذ قام صالح ابن شقيقه عام 2018 بعملية عوفر التي أسفرت عن مقتل وإصابة 7 إسرائيليين خلال إطلاق نار.