مدينة كنعانية قديمة تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، تضم أول ميناء في فلسطين، تبعدُ عن القدس 195 كيلومترا، إنها مدينة حيفا عروس البحر في شمال فلسطين. ووفقا لموسوعة القرى الفلسطينية، جاءت تسمية المدينة من كلمة حفا بمعنى شاطئ، وقيل حيفا بمعنى المحمية، لأن جبل الكرمل يحيط بها ويحميها. فُتحت حيفا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 133 ميلاديا وبقيت جزء من الدولة الإسلامية حتى الاحتلال الصليبي، وانتقلت حيفا إلى العثمانيين في عهد السلطان سليم الأول عام 1516 ميلاديا حتى احتلتها فرنسا بقيادة الجنرال كليبر عام 1799، وأقام نابليون بونابرت قيادته على قمة جبل الكرمل. وبدأ الاستيطان الأجنبي في المدينة عام 1868، حيث أقيم أول حي ألماني على الطراز الحديث في المدينة، وهو حي "كارملهايم" في جبل الكرمل. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في نوفمبر1918 خضعت فلسطين للانتداب البريطاني واستمر ذلك الوضع حتى 21 أبريل 1948 حينما أبلغ الحاكم العسكري البريطاني العرب قرار الجلاء عن حيفا، في وقت كان قد أبلغ فيه الجانب الصهيوني بالقرار قبل 4 أيام، كإشارة للعصابات الصهيونية للاستيلاء على المدينة، وهو ما حدث عبر ارتكاب تلك العصابات جرائم القتل والتشريد والإرهاب. كانت حيفا من كبريات المدن الفلسطينية قبل النكبة حيث ضمت 18 عشيرة و84 قرية، أقام الاحتلال الإسرائيلي مستوطناته على أنقاضها وأجبرَ سكانِ المدينة العرب على مغادرتِها، وصودرت منازُلهم ولم يُسمح لهم بالعودة إليها. ويبلغ عدد قرى مدينة حيفا 96 قرية لم يتبق منها حاليا سوى 9 قرى أبرزها دالية الكرمل، وعرعرة وعسفيا وجسر الزرقاء وكفر قرع، وذلك لأن الاحتلال هجرّ سكان 36 قرية، وأزال 51 قرية أخرى. وتضم مدينة حيفا العديد من المعالم أبرزها مسجد الاستقلال الذي كان مركزاً للشيخ عز الدين القسام وكنيسة دير الكرمل، والمحطة وبرج الساعة، إلى جانب مجموعة من المتاحفِ والمواقع الأثرية. واشتهرت حيفا بالمطابع التي كانت تقوم بنشر صحف كثيرة كالصاعقة والنفير والكرمل، كما اشتهرت أيضا بزراعة القمح والشعير والعدس والحمضيات والخضراوات وتكثر فيها أشجار العنب والزيتون واللوزيات.