في الثاني والعشرين من إبريل عام 1948 دخلت العصابات الصهيونية حيفا .. بنت جبل الكرمل ومدينة الحدائق والبساتين التي أسماها الرحالة ناصر خسرو في كتابه " مدينة النخل والأشجار " وأسهب في وصف عمالها الذين بنون السفن البحرية المسماة " جودي " .. كانت حيفا من كبريات المدن الفلسطينية قبل عام 1948، تضم 18 عشيرة و52 قرية وبعد احتلال الصهاينة لحيفا تم تهجير سكانها العرب ومصادرة منازلهم وتوطين اليهود بها الذين يشكلون اليوم غالبية سكان المدينة وسط أقل عربية مازالت متمسكة بالبقاء وأغلبية عربية أخرى في الشتات متمسكة بحق العودة .. وتأتي الذكرى هذا العام بعد انشاء أول متحف فلسطيني داخل حيفا وهو الأمر الذي أثار حفيظة اليمين الصهيوني حيث صرح حزب الليكود بعد قرار أنشاء المتحف أن "العرب في حيفا يستغلون التعايش والتسامح من اجل الاستيلاء على المزيد من الأملاك ذات التاريخ الصهيوني في سبيل اعادة كتابة التاريخ وادخال الرواية الفلسطينية الى المدينة"! وفي ذات الوقت ينظم عرب حيفا في الذكرى اليوم " أمسية ثقافية فنية تحت عنوان "راجعة يا حيفا"، حيث ستتخلل الأمسية مداخلة تحت عنوان "حكاية البوابة الشرقية" يقدمها د. جوني منصور، والتي سيتحدث فيها عن الجوانب الاجتماعية التي عاشها واعتادها أهل حيفا في ثلاث مناطق في المدينة. كما سيقدم خلال المداخلة مجموعة صور فوتوغرافية نادرة لحيفا ستعرض للمرة الأولى أمام الجمهور. كذلك، ستقدّم السيدة زهرة خمرة شهادتها الشخصية عن سقوط المدينة وتهجير عائلتها وعودتها إلى حيفا وحياتها قبل النكبة. ويقيمون مساءا جولة تاريخية في شوارع حيفا تنظّم مع المرشد بلال درباس، والتي ستنطلق عند الرابعة عصرًا كما أعلن عن ذلك موقع " عرب 48 " .. ويذكر أن حيفا تواجه حاليا المخطط الصهيوني المسمى ب " البارسيم " والّذي تنوي بلديّة حيفا تنفيذه يهدف الى توسيع وتغيير شكل المِنطقة لصالح السياحة على حساب سكّان حيّ وادي النّسناس العرب والأحياء المجاورة.