أحيا آلاف العرب من فلسطينيي 1948، الذكرى الثانية والستين لنكبة فلسطين، وشاركوا في "مسيرة العودة" تحت عنوان "يوم استقلالكم يوم نكبتنا" في قرية مسكة المدمرة بالقرب من مدينة الطيرة داخل الأراضي المحتلة. جرت المسيرة بدعوة من لجنة المتابعة العربية، وجمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، وهما منظمتان تعنيان بالفلسطينيين الذين تهجروا من قراهم ومدنهم الواقعة حاليا تحت سطوة الاحتلال الصهيوني. وشارك في المسيرة آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون داخل الخط الأخضر حاملين الأعلام الفلسطينية، ولافتات بأسماء قراهم المهدمة وهم يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين" و"يوم النكبة والصمود حق العودة ما بموت"، و"عالمكشوف عالمكشوف صهيوني ما بدنا نشوف". وجاء في بيان أصدره منظمو المسيرة "نحن إذ نحيي الذكرى الثانية والستين للنكبة الفلسطينية، فإننا نؤكد أنه مهما شرعت المؤسسة الصهيونية من قوانين لكم الأفواه والمس بحرية التعبير فإننا مصرون على إحياء ذكرى النكبة". وأقيم مهرجان خطابي بعد المسيرة افتتح بالوقوف دقيقة صمت حدادا "على أرواح شهداء فلسطين وتحية للنشيد الوطني الفلسطيني". وقال المحامي واكيم واكيم من جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين "نؤكد أننا لن ننسى ولن نغفر كل ما فعلته المنظمات الصهيونية لارتكابها عشرات المجازر وتهجيرها هي والكيان الصهيوني من بعدها أكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني، وهدم أكثر من 531 قرية ومدينة، ومصادرة أراضينا والإعلان عنا غائبين ونحن أحياء". وتابع "أن إنكار النكبة كارثة، يعتقدون بأننا نتخلى عن بيوتنا وأراضينا، إن أولادنا الصغار يرسمون ويكتبون اسم قرانا المهدمة" مضيفا وهو يشير إلى مكان التجمع "هنا كانت قرية اسمها مسكة". وقالت امرأة من قرية مسكة "قريتنا هدمت بعد النكبة بثلاث سنوات، قرروا هدمها لأننا طالبنا بالعودة إليها". وتابعت "عندما كنا نزور بقايا البيوت ومدرستها قامت قوات الاحتلال الصهيوني بهدم المدرسة عام 2006 حتى لا نحضر أطفالنا لزيارتها، لكننا سنستمر بزيارتها إلى أن نعود إليها"، فيما جلس أطفال على الأرض يرسمون القرى المهدمة فيضعون فيها بيوتا وأشجارا وسماء وبحرا. ووجه أحد الخطباء تحية إلى اللاجئين الفلسطينيين في الشتات وقال "إن عودتكم إلى أراضيكم وبيوتكم حتمية ولن نهدأ ويرتاح لنا بال إلا بعودتكم". وجرفت جرارات الاحتلال قرية مسكة بالكامل وتم تشجير أراضيها، وتبلغ مساحتها 8076 دونما إضافة إلى 5882 دونما كانت تعرف بغابة مسكة، وكان عدد سكانها عام 1948 يبلغ 1021 شخصا. ويصل عدد فلسطينيي ال48 في الأراضي المحتلة حوالي 1,3 مليون نسمة، وهم ينحدرون من نحو 160 ألف فلسطيني لم يغادروا أراضيهم بعد نكبة فلسطين عام 1948.