شهد يوم الإثنين الماضى أكبر معرض تجارى ومؤتمر لتكنولوجيا المعلومات فى العالم «سيبيت» CeBIT، والذى يقام فى مدينة هانوفر الألمانية، ويعتبر المعرض التجارى ومؤتمر CeBIT هو الأضخم من نوعه عالميا الذى يجمع بين الشركات العملاقة المطورة لحلول تكنولوجيا المعلومات والأجهزة مع المستهلكين، حيث يشهد الجميع عرض أحدث المنتجات، ومناقشة ومعرفة آراء وتفضيلات جمهور المستخدمين قبل طرح المنتجات فى الأسواق. يشارك فى المعرض هذا العام حوالى 4150 شركة من 68 دولة، مقابل نحو 4300 شركة عارضة خلال عام 2009، حيث تراجعت نسبة المشاركة هذا العام بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، بعد أن وصل عدد الشركات إلى 5800 شركة عام 2008. إلا أنه توجد بعض المؤشرات الإيجابية فى المعرض هذا العام على الرغم من ذلك، مثل عودة شركات كانت قد غابت عن المشاركة العام الماضى، مثل شركة «إيه. إم. دى» AMD الأمريكية للمعالجات وأشباه الموصلات، و«إريكسون» السويدية لمعدات وحلول الاتصالات، كما أن «سيبيت» لايزال المنصة الرئيسية فى العالم التى تعلن من خلالها الشركات عن أحدث منتجاتها. وتحت شعار رئيسى هو «العوالم المترابطة» يتناول معرض هذا العام عددا من القضايا المهمة، من بينها الإنترنت المحمول فائق السرعة، وتأمين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكذلك التكنولوجيا صديقة البيئة، بالإضافة إلى الهوس الخاص هذا العام بتقنية العرض ثلاثى الأبعاد 3D وإمكانياته المستقبلية، حيث تم افتتاح المعرض بفيلم مخصص للعرض ثلاثى الأبعاد مع ارتداء جميع الحاضرين للنظارات الخاصة التى تمكنهم بالدخول فى العالم المجسم. إسبانيا هى ضيف الشرف للدورة الحالية من المعرض، وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد قامت بعد افتتاح المعرض بجولة تقليدية فى الأروقة، واستطلاع منتجات الشركات المختلفة المشاركة، ومن جانبه أشاد رئيس وزراء إسبانيا خوسية ثاباتيرو الذى رافق ميركل فى جولتها بالمعرض بالاقتصاد الرقمى باعتباره مستقبل بلاده، وقال ثاباتيرو إن المعرض يظهر التقدم التكنولوجى والابتكار و«فرصة تحويل الموهبة إلى رخاء»، كما أشار رئيس الوزراء الإسبانى إلى أن استثمارات حكومته خلال السنوات الخمس الماضية ساعدت فى حصول حوالى 90% من الأسبان على خدمة الاتصال فائق السرعة عبر الإنترنت. كما تشهد الدورة الحالية للمعرض سلسلة من أجهزة الكمبيوتر المحمولة الجديدة، بما يؤكد التحول المتنامى فى السوق نحو أجهزة صغيرة أكثر، وبمواصفات مذهلة كالرسومات الثلاثية الأبعاد. وستشارك شركة «إيسر» التايوانية فى المعرض بجهازها «أسباير 5740»، وبفضل شاشته البالغ حجمها 15,6 بوصة، يستطيع المستخدمون عن طريق نظارات خاصة مشاهدة المحتوى بالبعد الثالث. أيضا يمكن لجهاز «أسباير» أن يقدم صورة قريبة ثلاثية الأبعاد لألعاب الفديو التى تحتاج فى تشغيلها إلى ملفات «دايركت إكس» أو أعلى. يمكن أيضا أن يعيد تشغيل الأفلام ثنائية الأبعاد بإمكانيات عالية، وإن كان ليس بشكل مثير تماما كما هو الحال بالنسبة لفيلم «أفاتار» المنتج بتقنية ثلاثية الأبعاد. ويقول خبراء إن عام 2010 سوف يكون العام الذى ستصبح فيه الرسومات ثلاثية الأبعاد متاحة على نطاق واسع على أجهزة الكمبيوتر الدفترية. كما انتشرت فى المعرض العديد من التقنيات الحديثة كالجهاز الذى يتيح التحكم فى جهاز الكومبيوتر عن طريق رصد وتتبع حركة العين، والروبوتات الآلية التى تحتوى على موسوعات، وتستطيع التعرف على صاحبها عن طريق خاصية التمييز الصوتى، ومبادلته الحديث لمدة ساعات عديدة بدون توقف أو ملل، أيضا تم عرض تقنية جديدة لالتقاط حركة الشفاه وصنع الكلمات من حركة الشفاه وحدها، دون الحاجة إلى صدور أى صوت من المتحدث، والعديد والعديد من الابتكارات والاختراعات التقنية الأخرى. وتشارك هذا العام فى المعرض 10 شركات مصرية مختلفة تحت دعم هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا»، برئاسة د. حازم عبد العظيم الرئيس التفيذى للهيئة ورئيس البعثة المصرية فى المعرض، وهى المشاركة المصرية الخامسة فى المعرض الدولى، واهتمت البعثة المصرية بالمشاركة بشكل أساسى فى المنتدى الذى يتطرق إلى صناعة التعهيد فى العالم، كما شهد المعرض مجموعة من اللقاءات بين الجناح المصرى والجناح الصربى بهدف استكشاف آفاق التعاون بين البلدين. معرض ومؤتمر CeBIT تم عقده فى الفترة من 2 إلى 6 مارس الحالى، وهو يقام سنويا منذ عام 1986، عندما انفصل المعرض للمرة الأولى عن معرض هانوفر الدولى الذى بدأ كجزء منه فى عام 1970، ولكن مع زيادة المشاركة والإقبال على المعرض أصبح مستقلا بذاته، وحسب الإحصاءات الأولية وصل عدد الزائرين للمعرض هذا العام إلى ما يزيد على 350 ألف زائر.