كأميرة فرعونية، أطلت الإمبراطورة فرح ديبا أرملة شاه إيران محمد رضا بهلوى فى قصر محمد على بالمنيل، مساء أمس الأول، حيث وقعت للجمهور كتابها الصادر عن دار الشروق « فرح بهلوى.. مذكرات». جاءت الإمبراطورة فى زى فرعونى صميم، لفت الأنظار لأناقته و بساطته الشديدتين، و كأنها أرادت أن تجسد ما كتبته فى سطور الإهداء من حب لمصر و شعبها. وإلى جانب الزى الذى غلبت عليه نقوش مصر الفرعونية لم تتأخر الإمبراطورة عن تلبية رغبات الذين طلبوا توقيعها على نسخ الكتاب باللغة العربية، إمعانا فى إظهار ارتباطها العاطفى بمصر و شعبها. «هذا الكتاب وثيقة إنسانية فريدة، شديدة الرقى والإمتاع، كتبتها المؤلفة بلغة شعرية، وملأتها بقصص غاية فى الحساسية».. بهذه الكلمات عبر المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق عن سعادته بصدور النسخة العربية لكتاب «فرح بهلوى.. مذكرات»، والذى أقامت له الدار حفل توقيع أمس الأول، بحضور مجموعة كبيرة من الشخصيات العامة. الليلة كانت غير عادية، فلم ينافس الأضواء المبهرة للقاعة الذهبية بقصر المنيل، إلا أضواء النجوم التى حضرت الحفل، جاءوا كلهم لأخذ توقيع الإمبراطورة الجميلة على كتابها..، تلتفت فترى مارك لينز مدير النشر بالجامعة الأمريكية يتحدث فى مرحه المعتاد إلى الدكتورة نبيلة عقل مديرة العلاقات العامة بالجامعة الأمريكية، وهناك فى أحد الأركان كان الزحام شديدا، تتقدم فترى جموع الشباب والفتيات يتزاحمون لأخذ الصور التذكارية مع السيدة جيهان السادات، تنظر إلى الخلف فتجد زحاما مشابها من الإعلاميين المتهافتين على الدكتور بطرس بطرس غالى. تنظر إلى يمينك فتجد الدكتور مصطفى الفقى يتحدث إلى الإعلامية سناء منصور، وفى منتصف القاعة كان يقف الفنان حسن كامى بكامل أناقته وسط مجموعة من سيدات ورجال المجتمع. أما لحظة وصول إمبراطورة إيران السابقة فكانت لحظة «فرح» حقيقية، استقبلها المهندس إبراهيم المعلم خارج القاعة، والسيدة أميرة أبو المجد. وعندما دخلت كانت فى انتظارها مفاجأة من نوع مختلف، حيث انتظرها بالداخل النجم العالمى عمر الشريف، الذى فرحت كثيرا لوجوده، فكان لقاؤهما، لقاء صديقين قديمين، ودار بينهما حديث امتد لدقائق قبل أن تلتقى بباقى الحضور، حديث حاولت ميكروفونات وكاميرات الإعلام سماعه، علهم يستطيعون تسجيل كلماته فلم يستطيعوا، نظرا لصوتهما المنخفض. وألقى الدكتور بطرس غالى كلمة عبر فيها عن أهمية صدور الطبعة العربية من هذا الكتاب، الذى يسجل جزءا كبيرا من علاقتنا بإيران، مشيرا إلى أننا «فى حاجة إلى دراسة التاريخ العربى الذى لا يلقى اهتمام الشباب، ولأننا أيضا لن نستطيع حل مشاكل اليوم إلا بمعرفة مشاكل الأمس، واستعدادا لمشاكل الغد». كلمة «فرح ديبا» كانت مؤثرة على كل المستويات، كانت كلمة إنسانية، لم تتمالك نفسها من البكاء الهادئ وهى تعبر عن مدى سعادتها بترجمة الكتاب إلى العربية، ووجهت الشكر إلى المهندس إبراهيم المعلم وإلى دار الشروق التى قامت بهذا العمل، وتذكرت أيامها فى مصر مع عائلة الرئيس السادات عندما احتوتها مع زوجها فى محنتهما الأخيرة، وتحدثت عن شعورها تجاه الشعب المصرى الذى تكن له محبة كبيرة، هو وأرض مصر التى يقع فيها قبر زوجها. غير أن أكثر ما أثر فى العديد من الحضور هو همس الإمبراطورة لبعض من حضروا الحفل بأنها لم تدخل مكانا بهذه الفخامة المعمارية المدهشة منذ سنوات بعيدة.