«أتذكر لعبتى المفضلة قبل الخلود للنوم (وأنا جالسة على شرفة المنزل فى ليالى الصيف) وهى أن أمد ذراعى وأقتلع نجمة أو القمر بأحد أصابعى... وأتظاهر أن لدى خاتما بحجر نفيس... وأحببت تسلق الأشجار... كانت الأشجار صديقاتى وما إن أجلس على فرع شجرة منها حتى أنسى غالبا كل شىء وأفقد الرغبة فى النزول مرة أخرى خاصة عندما أصنع نفسى عشا مريحا». هكذا روت فرح ديبا إمبراطورة إيران السابقة ذكريات طفولتها فى مذكرات تنشر دار الشروق ترجمتها إلى العربية التى قامت بها إكرام يوسف تحت عنوان «حب باق، حياتى مع الشاه». وفيما تحكيه فرح ديبا عن طفولتها عن السنوات الأولى لشبابها قبل أول لقاء لها مع الشاه، الباحث عن وريث لعرش كان بالفعل يواجه صعوبات فى الحفاظ عليه، فى سفارة إيران بباريس حيث كانت تدرس فنون العمارة، ما يكشف سمات وقسمات شخصية تلك المرأة القوية رغم ما تبديه من نوازع حالمة وما يكشف ما تحاول جاهدة ألا تبوح به كاملا عن قصة زواجها بالشاه أو عن طبيعة دورها فى قصر الشاه الأخير لإيران محمد رضا بهلوى، كما أن فيه أيضا ما يعضد ذكريات الجلد الذى واجهت به إمبراطورة إيران الإقصاء عن بلدها والعجز عن إيجاد المأوى والتنقل تحت جنح السرية مع حاكم فقد عرشه فى وقت حان فيه مواجهة الموت جراء مرض السرطان. ألبومات وصور فرح ديبا غادرت إيران وهى تحزم ألبومات العائلة وصور الأطفال وهى تأسى؛ لأن غرف نوم أسرة بهلوى ستتحول إلى مزارات يوما ما وهى تنظر إلى زوج من الأحذية ذات الرقبة ترى فيه أنه سيصبح الحليف الأقرب فى رحلة نزوح حقيقية كانت الإمبراطورة الإيرانية السابقة تظن أنها ستكون حافلة بنزهات طويلة لأماكن لم تزرها قبلا وانتهى بها المطاف إلى أن تسير فيها طويلا هاربة من بلد ومطرودة من آخر وعاجزة على أن تحل وتستقر فى أى من بلدان عديدة زارتها يوما وقبل فيها قادتها يدها وهى تضع مجوهرات الإمبراطورة وتاجها. ذكريات فرح ديبا آخر زوجات الشاه التى تبدأ مع «ذلك الصباح من يناير 1979» عندما رحل آل بهلوى عن طهران لتأتى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هى بالتأكيد ذكريات لفتاة اقتلعت نجمة من السماء ووضعت القمر فى أصبعها خاتما نفيسا للحكم وصنعت لنفسها عشا آمنا فى دهاليز الحكم الإيرانى قبل أن تجبرها رياح التغير عن النزول عن الشجرة التى اقتلعت من جذورها. * لماذا لا يتزوجك الشاه؟ «لعلك لا تعرف يا دكتور، ربما يقبل الناس يد ابنتى يوما ما»، هكذا تنبأت والدة فرح ديبا وهى تطلب من أحد أطباء طهران أن يعالج ندبة أصابت يد ابنتها. وتنبأت أيضا المسئولة عن التجميل فى أحد حمامات طهران «لن تتزوجى أى شخص، وإذا جاء الشاه ووزيره ليسأل عنك فربما نعطيك إياه وربما لا». أما النبوءة الأكيدة فجاءت من صديقات الدراسة فى العاصمة الفرنسية فى نهاية الخمسينيات «ولماذا لا يتزوجك الشاه». وصدقت النبوءات الثلاث. الشاه تزوج فرح ديبا لتكون ثالث زوجاته، بعد فوزية ابنة الملك فؤاد التى أنجبت له ابنة، وثريا اصفنديارى بختيار التى لم تنجح فى أن يكون لها ابن أو ابنة من حاكم كان هاجسه وهاجس أسرته الحفاظ على عرشه إلى النهاية، ثم ذهب كل شىء، بالرغم من أن فرح ديبا أنجبت اثنين من الأبناء واثنتين من البنات. الإمبراطورة السابقة لإيران التى تروى فى مذكراتها أنها أرادت قبل زواجها من الشاه أن يبقى اسمها دوما منسوبا لعائلتها «ديبا» وسعدت بأن تكون فرح بهلوى ولكن العالم أصر على أن يبقيها فرح ديبا رأت الكثير من النبوءات والإشارات التى بعث بها القدر فقرأتها دليلا على سعادة آتية ولكنها ولسبب ما لم تجد ما يستحق القراءة، أو هكذا على الأقل توحى ما تسرده فى «حب باق حياتى مع الشاه»، فى أن أول رحلة جوية صحبها فيها الشاه، بعد أن قرر الارتباط بها، كادت تنتهى بكارثة؛ لأن الشاه لم يتمكن من إنزال عجلات الهبوط عندما أراد أن ينزل بطهران. تاج العرش وبأس المعارضة فرح ديبا لم تكن فقط زوجة الشاه وأم ولى العهد، ولكنها أيضا كانت إمبراطورة نصبها الشاه إلى جواره وهى بعد فى الثامنة والعشرين فى إشارة، كما تروى لمن يقرأ مذكراتها، لتعاظم دور المرأة فى إيران، ثم نصبها وصية على العرش مع افتراس السرطان لجسد زوجها. فرح ديبا صعدت إلى عرش كان مهددا باضطرابات سياسية عاشها الشاه وتابعتها الفتاة الإيرانية الطموحة التى تتذكر خلال سردها لآيات انجذاب دائم نحو الشاه أنها لم تتعاطف مع الخصوم السياسيين للحاكم الإيرانى أو أى من اختلف معه بما فى ذلك محمد مصدق رئيس وزراء الشاه فى منتصف الخمسينيات. وهى وإن سعدت بتاج خصها به الشاه وأحضر مصممى بيت المجوهرات الشهير فان كليف آند أربلز لصياغته فى إيران لم تهنأ بسلاسة العيش لأن الشاه كان يواجه وبصورة مستمرة فمتزايدة بآيات من رفض الشعب الإيرانى له تراوحت بين مظاهرات داخل البلاد إلى مظاهرات ضده خارج البلاد بما فى ذلك أثناء زيارته للبيت الأبيض فى الستينيات من القرن الماضى وصولا إلى منتصف السبعينيات عندما طلبت السلطات السويسرية من الأسرة الحاكمة فى طهران تعليق العادة السنوية بالتزلج فى جبال سان موريتز خشية على سلامة أفراد الأسرة مع تصاعد دعوات الإمام الخمينى ضد آل بهلوى. الحمر والسود وفى مذكراتها لا توحى ديبا بأنها قرأت أسبابا حقيقية لهذه التظاهرات خلال السنوات التى جلست فيها إلى العرش، فآل بهلوى، على ما تروى الإمبراطورة السابقة، كانوا يعملون كل ما بوسعهم لتوفير الرخاء للشعب الإيرانى... وما تقوله ديبا إنه ما كان هناك من أخطاء سياسية ارتكبت هنا وهناك من قبل الساسة ومن قبل السافاك (البوليس السياسى فى إيران) لم تكن فى أغلبها مقصودة... والحقيقة أن ديبا، حسب مذكراتها، لم تفهم حتى قبل زواجها من الشاه الأخير لإيران سبب المعارضات التى كان يواجه بها، وهى تلوم الشيوعيين والمتشددين من رجال الدين أو اتحاد الحمر والسود كما كان الشاه يقول لتعبئة الأجواء ضده، وتكتب عنه قبل لقائها به وزواجها منه «لم أستطع شخصيا أن أتفهم كيف يمكن أن يأخذ شخص موقفا مضادا لملكنا الشاب». ولا تخفى فرح ديبا أن الشاه واجه خلال حكمه، قبل وأثناء زواجه منها، بلحظات ارتفعت فيه وتيرة الغضب الشعبى ضده بما جعل البعض يتصور أحيانا أن غيابه عن البلاد خلال بعض الأزمات السياسية كان ينبئ ربما بقرب ذهابه بلا عودة عن حكم طهران، فتروى أن احتمال ذهاب الشاه فى الخمسينيات، قبيل لقائهما الأول بسنوات، أصابها بحمى القلق التى حالت دون تناولها الطعام أو خلودها للنوم، وهى بعد فتاة مراهقة. ولكن المتتبع لما ترويه فرح ديبا فى «حب باق حياتى مع الشاه» ربما يظن أن الأيام والليالى القلقة التى عاشتها ديبا لم تتكرر بنفس الوطأة بعد أن وصلت للحكم وعملت على معاونة الشاه حسبما تروى لنا على توجيه العناية بالفقراء وأصحاب الحاجات الخاصة والظروف الصعبة ونشرت القراءة والكتابة وتحسين أوضاع المرأة والاعتناء بالفلاحين من خلال «ثورة بيضاء» تقول ديبا إنها لم توفر كل متقضيات الديمقراطية للشعب الإيرانى ولكنها هدفت، على حد ما تخبرنا به، إلى منح إيران الرخاء حتى يتمكن وريث عرش بهلوى، إبنها الاكبر رضا، من التأسيس للديمقراطية عندما يخلف والده و«يرث إيران». ففرح ديبا لم تقرأ فيما يبدو من ذكريات سطرتها ما يوحى بأن عرش آل بهلوى ربما لن يصمد طويلا لينتقل من أب لابنه تحت وطأة الغضب الشعبى الذى تصفه الإمبراطورة السابقة وتقول إنها تجد فيه الكثير من التحريض والقليل من الحق. مذكرات فرح ديبا تأخذ القارئ إلى دهاليز مكتب الإمبراطورة ونشاطاتها وتطلعه على صورة لأسرة حاكمة محبة لشعبها وحريصة عليه ومتواصلة معه، فالشاه يتابع متطلبات الشعب السياسية والاقتصادية والشهبانو تذهب إلى القرى الفقيرة لتمد يد التعاطف لمرضى الجذام المنبوذين ويد العون للفقراء والمحرومين الذين طالما آست لحالهم حتى وهى بعد فتاة مراهقة تنشأ فى كنف أسرة ميسورة بالرغم من عثرات فقدان العائل هكذا تقول لنا. وأسرة بهلوى كانت فى الوقت نفسه، كما تروى ديبا، حريصة على دعم الثقافة وإقامة المهرجانات الثقافية التى ترفع من شأن إيران وتفتح آفاقا للتواصل الثقافى بين كتابها ومفكريها وشعرائها وآل بهلوى وخاصة الإمبراطورة السابقة لهم بالشعر شغف. السقوط عند المنحنى إلى جزيرة كيش على الخليج الفارسى تذهب الإمبراطورة يوما مع الإمبراطور بحثا عن فرصة من ضغوط سياسية ومسئوليات متتالية، تقرر الإمبراطورة الذهاب فى رحلة بدراجة نارية، وهى التى أخذت عن زوجها حبه لقيادة هذا النوع من الدراجات وأتقنته، ولكن التضاريس الإيرانية الوعرة تباغت الإمبراطورة القوية والمتمكنة فتسقط من على دراجتها النارية عند أحد المنحنيات الذى صار يعرف فيما بعد بمنحنى فرح. القارئ لمذكرات فرح ديبا والذى لا بد له وأن يعمل قراءة التنبؤات سيجد نفسه مضطرا لأن يرى فى سقطة المنحنى الإعلان عن قدوم الأفول، فوتيرة ذكر الإمبراطورة للمظاهرات تتزايد وتعليقاتها حول تكثيف إجراءات الأمن حول الأسرة الحاكمة تدون بمباشرة وكذلك ما تنقله بأسى عما تذكره الصحافة الأجنبية حول البون الشاسع الذى يفصل أسرة الحكم فى طهران، تلك التى ترتدى ملبوسات دار لنفين الباريسية، وبين الملايين من فقراء إيران ... إلى جانب ما بدأت تتحدث عنه من اضطرابات للحكم والسياسة وصعوبات يواجهها الشاه فى اختيار معاونين أكفاء يحظون بثقة الشعب. حدود ديبا «حب باق حياتى مع الشاه» قصة كتبت بحرص يليق بسيدة جلست يوما على العرش ولم تنل تجربة السقوط من على هذا العرش من إحساسها بذاتها كإمبراطورة كما لم تنل من شعورها بأن عليها الالتزام بما تلتزم به سيدة جلست على العرش. فمذكرات فرح ديبا لا تفشى الكثير من الأسرار التى ولا شك أنها تعرفها... بل إنها لا توحى بأية مواقف سياسية ذات اليمين أو ذات اليسار كما أنها لا تفرط فى تبصير القارئ بالجوانب الإنسانية لأسرة بهلوى. فرح ديبا تروى عن سنوات مراهقتها حبها للاحتفالات واللعب واللهو خاصة مع يوم النيروز وما يسبقه من الاحتفال بالثلاثاء الأخير من العام بالقفز على النار للتخلص من السلبية. وهى تسمح للقارئ أن يعى معاناة فتاة مراهقة يغيب الموت المفاجئ والدها الذى أحبته وواجهت صعوبة فى التأقلم مع غيابه كما وأنها تتيح للقارئ معرفة أن الشاه كان يهتم بتربية أبنائه ويرفض المربيات والمعلمات اللاتى يتسببن فى تكدير بناته. فرح ديبا تشارك القارئ بصدق خشيتها على ابنها الأكبر يوم قاد الطائرة للمرة الأولى وبعض من آلام فقدان ابنتها التى فارقت الحياة جراء جرعة مفرطة من المهدئات فى أحد فنادق العاصمة البريطانية. وبالتأكيد تتيح فرح ديبا لمن يقرأ مذكراتها أن يقرأ مرة أو اثنين عن آلام زوجها وهو يواجه حتمية المرض مع العزل واللجوء الصعب. ولكن هذه هى الحدود التى ترسمها فرح ديبا والتى لا تتعداها فى الحديث عن العلاقات الإنسانية والطبائع البشرية، فهى تلمح إلى تعقيدات فى علاقات والدة الشاه بزوجاته دون أن تبوح بالكثير، وهى تأتى نادرا على ذكر الزوجتين السابقتين، خاصة ثريا اصفنديار بختيارى ولكنها لا تقول الكثير أو القليل عنها أو عن فوزية أخت الملك فاروق. والدة فرح ديبا وأبنائها وأصدقائها هم فى المذكرات شخصيات بعيدة لا يصل القارئ للاقتراب منها وإن دقق البصر. كارتر والسادات وما ينطبق على الشخوص القائمة فى حياة فرح ديبا ينطبق أيضا على الساسة الذين التقتهم خلال جلوسها إلى العرش أو بعد ذهاب العرش والنزوح بحثا عن ملجأ فى بلاد عديدة فى شمال الأرض وجنوبها رأت فى استضافة آل بهلوى عبئا سياسيا كبيرا، بما فى ذلك الولاياتالمتحدة التى سمحت للشاه والشهبانو المخلوعين فقط التوجه لنيويورك لإجراء عملية جراحية متأخرة للشاه الذى نال منه السرطان ثم قتله. الرئيس المصرى الراحل أنور السادات وزوجته سيدة مصر الأولى التى لا يستطيع القارئ إلا أن يجد صدى لمذكراتها سيدة من مصر فى مذكرات الشهبانو ديبا هما من يقتربان من دائرة الضوء فى مذكرات فرح ديبا... فالسادات دعم جيهان فى دعوة أسرة بهلوى لملاذ آمن وقت أن ضاقت بهم الأرض على اتساعها بعد أن قالت سيدة مصر الأولى للشهبانو «فرح، تعالى، نحن هنا فى انتظاركم»... والسادات قدم النصائح لوريث العرش الإيرانى فى حال ما عاد يوما للحكم... والسادات أشرف بنفسه على أدق تفاصيل جنازة الشاه وأكرم مثواه بعد مماته كما أكرمه فى ضنك حياته... والسادات كما الشاه فقد الحكم، وأكثر من الشاه فقد الحياة، بسبب الإسلاميين. الرئيس الأمريكى السابق «جيمى كارتر» يقارب دائرة الضوء مرات متباعدة عندما تصفه ديبا بأنه من دعم الخمينى لتحقيق الانقلاب وأنه من حرم الشاه وأسرته اللجوء إلى أمريكا وأنه من فاوض نظام الخمينى لإجلاء رعايا أمريكيين محتجزين فى السفارة الأمريكيةبطهران وأنه من سمح أخيرا للشاه بالتوجه لمستشفى بالولاياتالمتحدةالأمريكية على مسئوليته الشخصية ولأسباب إنسانية بحتة. ديبا نفسها وما ينسحب على ساسة العالم ينسحب أيضا وربما بدرجة أكبر على الساسة الإيرانيين من مصدق إلى خمينى مرورا بوزراء الشاه ومديرى السافاك... كلهم يتحركون نحو وسط خشبة المسرح ولكنهم لا يبقون هناك طويلا...والأمر نفسه ينسحب على معاونى الإمبراطورة السابقة وخدمها الأوفياء الذين أصر بعضهم على مرافقة الأسرة المطرودة من طهران فى رحلة النزوح بما فى ذلك أحد الطهاة الذى «احضر معه مجموعته الكاملة من قدور النحاس العالية وحقائب من الحمص والأرز والعدس». البطل الرئيسى فى مذكرات فرح ديبا هى فرح ديبا نفسها وما تستعين به من مقتطفات طويلة من التقارير الطبية لأطباء حاولوا علاج زوجها ولم يفلحوا... البطولة الثانية فى هذه المذكرات تمنح للشاه نفسه والذى يراه القارئ يكافح المرض عن قرب بينما رآه يحكم إيران من بعد. فرح ديبا تلحق مذكراتها بحاشية مفصلة تقارن فيها ما تراه من ضرر حل بإيران تحت حكم الجمهورية الإسلامية الإيرانية التى تقول إنها تدار فى الكثير من الأمور من قبل أكثر رجال الدين تطرفا. وتقول فرح ديبا فى حاشية مذكراتها إن كل ما حققته أسرة بهلوى، خاصة هى والشاه محمد رضا، قد تم التضحية به من قبل حكم النظام الإسلامى فى إيران بما فى ذلك ما خص التعليم والصحة والاقتصاد وفى ذلك ترفق بالحاشية ملاحق عن إنجازات تمت خلال حكم الشاه الأخير فى هذه المجالات. مترجمة مذكرات فرح ديبا، إكرام يوسف، تتساءل فى تقديم لها مع الشهبانو الأخيرة حول مصير الشاه الذى قالت عنه فرح ديبا إنه «وهب كل لحظة من حياته على مدى سبعة وثلاثين عاما لبلده وشعبه». المترجمة تقول إن السؤال حول مصير الشاه يظل قائما وتضيف أن الإجابات لهذا السؤال تتعدد وتلمح إلى أن فى مذكرات فرح ديبا ما يمكن أن يسهم فى تقديم إجابة عن هذا السؤال. دار الشروق التى تنشر النص العربى لمذكرات فرح ديبا تذكر القارئ أن «قصة السنوات الأخيرة للشاه، واحدة من أكثر الحلقات المؤثرة والمقلقة فى أواخر القرن العشرين، حيث بدأت علاقة أمريكا المتوترة مع الشرق الأوسط تكشف عن أسسها الواهية». خاصة إن مذكرات فرح ديبا وإن كانت تدور حول الشخصى فهى بالتأكيد تفيد فى فهم العام والسياسى، خاصة بعد ثلاثين عاما من قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومع ما تبدو الجمهورية الإيرانية فى مواجهته من معارضة سياسية نابعة من داخل صفوفها.