وافقت الجلسة العامة لمؤتمر الأممالمتحدة المعني بتغير المناخ "كوب 27" المنعقد في شرم الشيخ، اليوم الأحد، على اتفاق يغطي ترتيبات التمويل "للخسائر والأضرار" الناجمة عن تغير المناخ. كما أقرت الدول المشاركة في مؤتمر المناخ COP27 في شرم الشيخ نصا نهائيا يدعو إلى خفض سريع لانبعاثات الكربون، حسبما أفادت فضائية «إكسترا نيوز»، فجر اليوم الأحد. وبعد مفاوضات استمرت طوال الليل، أصدرت الرئاسة المصرية لمؤتمر الأممالمتحدة المعني بتغير المناخ مسودة الاتفاق ودعت في الوقت نفسه إلى عقد جلسة عامة لإقرارها كاتفاق نهائي شامل. ووافقت الجلسة على بند في النص يقضي بإنشاء صندوق "للخسائر والأضرار" لمساعدة الدول النامية على تحمل التكاليف الفورية للتداعيات الناجمة عن تغير المناخ مثل العواصف والفيضانات. فيما صفق الحضور عند إقرار هذا الصندوق الذي تطالب به الدول النامية منذ سنوات طويلة وكانت تتحفظ عليه الدول الغنية حتى الآن. لكن بعد ذلك مباشرة، دعت سويسرا إلى تعليق المحادثات لمدة 30 دقيقة لإتاحة الوقت لدراسة النص الجديد. وحث رئيس المؤتمر وزير خارجية مصر سامح شكري المندوبين من حوالي 200 بلد مجتمعين منذ أسبوعين في منتجع شرم الشيخ على اعتماد القرارات التي ستعرض عليهم، مؤكداً أنها تعكس "توازنات دقيقة" و"الطموح الأعلى الذي يمكن تحقيقه في الوقت الراهن" في إشارة إلى الصعوبات التي واجهها المؤتمر. وأعرب المفاوضون في وقت سابق عن قلقهم بشأن التغييرات التي يجري التفاوض بشأنها وإزاء صياغتها في وقت متأخر جدا من العملية. وفرضت مسألة "الخسائر والأضرار" نفسها في صلب النقاشات أكثر من أي وقت مضى، بعد الفيضانات المدمرة التي ضربت باكستان ونيجيريا. وكادت هذه المسألة تُفشِل مؤتمر المناخ في شرم الشيخ. وأُدرجت في جدول الأعمال الرسمي في اللحظة الأخيرة بسبب تحفظ الدول الغنية منذ فترة طويلة على إنشاء صندوق مكرس لها. وشهد العام 2022 كوارث عدة مرتبطة بالتغير المناخي من فيضانات وموجات جفاف تؤثر على المحاصيل، وحرائق واسعة. ويهدف مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27) الذي تنظمه الأممالمتحدة في شرم الشيخ في مصر إلى زيادة التزامات حوالى 200 دولة مشاركة في الحد من هذه الآفة. وإزاء هذه الكوارث، تطالب دول الجنوب خلال مؤتمر المناخ بالتوصل إلى اتفاق مبدئي لإنشاء صندوق مكرس فقط لهذه "الخسائر والأضرار". في المقابل وافقت دول الشمال التي تحفظت لفترة طويلة على فتح مفاوضات محددة حول هذه المسألة، في نهاية المطاف على إدراجها رسميا للمرة الأولى على جدول أعمال كوب 27. إلا أنها تطالب بأن تستمر المباحثات فترة أطول. وفي بادرة انفتاح، أكد الاتحاد الأوروبي خلال جلسة عامة مساء الخميس الماضي، أنه مستعد لإنشاء "صندوق استجابة للخسائر والأضرار" فورا مع التشديد على أن المؤتمر يجب أن يأخذ التزامات قوية بشأن خفض الانبعاثات. إلا أنه يجب أن يمول من جانب "قاعدة واسعة من المانحين" أي من دول تملك قدرة مالية على المساهمة، في إشارة إلى الصين حليفة الدول النامية في هذا الملف. وسيكون هذا الصندوق عنصرا من "فيسفساء" تمويلات مختلفة يجب تطويرها على أن تستفيد منه الدول "الضعيفة جدا". ووصف الممثل الباكستاني الذي يتولى رئاسة مجموعة 77+الصين التي تضم أكثر من 130 دولة، الأمر بأنه "نبأ إيجابي"، لكنه شدد على "استمرار وجود اختلافات".