أعرب مجلس الأمن الدولي عن القلق إزاء الوضع المتوتر حاليا في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدسالشرقية، ودعا إلى ضبط النفس إثر المواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين الجمعة في باحة المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة للقدس أصيب فيها العشرات. وأفاد رئيس مجلس الأمن لشهر مارس مندوب دولة الجابون ايمانويل ايسوزو- نجونديت أن أعضاء المجلس حثوا الطرفين على إظهار الاعتدال وتفادي أعمال الاستفزاز. وأكدوا أن الحوار السلمي هو الوسيلة الوحيدة للمضي قدما كما أعربوا عن الأمل في استئناف سريع للمفاوضات. وكان المراقب الدائم لفلسطين في الأممالمتحدة رياض منصور قد طلب من مجلس الأمن المساعدة في إنهاء الصدامات في القدس متهما إسرائيل بالسعي إلى تخريب مباحثات سلام محتملة. مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين واندلعت الاشتباكات بعد صلاة الجمعة عندما انطلقت مسيرة فلسطينية في باحة الأقصى تدخلت الشرطة الإسرائيلية لتفريقها مستخدمة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية. كما اندلعت مواجهات بين قوات الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين داخل البلدة القديمة في الشوارع المؤدية إلى المسجد الأقصى وفي حيي رأس العامود وسلوان وبلدة العيسوية خارج أسوار المدينة. وأصيب نحو ثلاثين فلسطينيا بإصابات طفيفة في المواجهات بينهم 15 بالرصاص المطاطي و15 آخرون بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، بحسب مصادر طبية فلسطينية. كما أصيب 15 شرطيا بجروح نقل تسعة منهم إلى المستشفى وعولج ستة آخرون في المكان بحسب الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفلد. واعتقلت الشرطة الإسرائيلية ثمانية فلسطينيين. وبحسب روزنفلد فإن الشرطة تدخلت في الباحة بعد رشق المصلين اليهود عند حائط المبكى بالحجارة. وعلى الأثر، قامت الشرطة بإجلاء المصلين اليهود من باحة حائط المبكى المحاذي للمسجد الأقصى. وغادرت الشرطة الإسرائيلية باحة الأقصى بعد الظهر بعد مباحثات مع هيئة الأوقاف الإسلامية التي تشرف عليه. وأعرب مدير الأوقاف الشيخ عزام الخطيب عن استيائه وقلقه من تدخل الشرطة وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن هذا التصعيد من قبل الشرطة يعتبر مؤشرا خطيرا، وأضاف أنه في كل احتجاج أو ضرب حجر تدخل قوة معززة من الشرطة ووحدات خاصة وحرس الحدود الباحة. وأضاف: هذه مصيبة، بات الأقصى مستباحا للشرطة الإسرائيلية. السلطة الفلسطينية: إفشال مهمة ميتشل وأدانت رئاسة السلطة الفلسطينية التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى معتبرة انه يهدف إلى إفشال مهمة المبعوث الرئيس أوباما لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لوكالة الصحافة الفرنسية إن التصعيد الإسرائيلي في الأقصى والقدسالشرقية والأماكن الدينية وعموم الأراضي الفلسطينية هدفه تدمير آفاق عملية السلام. وأضاف: واضح أن هدف هذا التصعيد الإسرائيلي إفشال مهمة ميتشل قبل وصوله إلى المنطقة. واعتبر أبو ردينة أن السياسة الإسرائيلية تهدف أيضا إلى إشعال حروب دينية في المنطقة. وطالبت رئاسة السلطة الفلسطينية في بيان "الإدارة الأميركية بوقف هذه المغامرة الإسرائيلية، التي قد تشعل حربا دينية في المنطقة.