أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه من الوضع المتوتر حاليا في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدسالشرقية، ودعا إلى ضبط النفس اثر اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الاقصى والاشتباكات بين الشرطة الاسرائيلية والمتظاهرين الفلسطينيين امس في باحة المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة للقدس أصيب فيها العشرات. وقال مجلس الأمن في بيان إن "أعضاء المجلس حثوا الطرفين على إظهار الاعتدال وتفادي أعمال الاستفزاز. وأكدوا أن الحوار السلمي هو الوسيلة الوحيدة للمضي قدما كما أعربوا عن الأمل في استئناف سريع للمفاوضات". في الوقت نفسه نفى مسؤول أمريكي أن تكون واشنطن وافقت على بيان مجلس الأمن. ونقلت وكالة رويترز البريطانية للانباء عن مسؤول أمريكي رفض نشر اسمه القول إن الوفد الأمريكي لم يوافق على البيان، وقال إنه أقر بسبب ما وصفه المسؤول "ارتباك في الإجراءات" دون أن يتضح على الفور ما هو هذا الارتباك. وقالت الوكالة ان عدة دبلوماسيين بمجلس الأمن على اطلاع على المفاوضات قالوا إن الوفد الأمريكي لم يقم بمحاولة لإثارة أي اعتراضات على النسخة النهائية للنص والتي قالوا إنه تم إقرارها بالإجماع. ويتم الاتفاق على البيانات الصحفية لمجلس الأمن الدولي بالإجماع ولكنها غير ملزمة، وكثيرا ما يعرقل الوفد الأمريكي بيانات مجلس الأمن الدولي المقترحة التي تدين إسرائيل. واندلعت الاشتباكات بعد صلاة الجمعة امس عندما انطلقت مسيرة فلسطينية في باحة الأقصى تدخلت الشرطة الإسرائيلية لتفريقها مستخدمة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية. كما اندلعت مواجهات بين قوات الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين داخل البلدة القديمة في الشوارع المؤدية إلى المسجد الأقصى وفي حيي رأس العامود وسلوان وبلدة العيسوية خارج أسوار المدينة. وأصيب نحو ثلاثين فلسطينيا بإصابات طفيفة في المواجهات بينهم 15 بالرصاص المطاطي و15 آخرون بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع. وقد اتهم المندوب الفلسطيني لدى الأممالمتحدة رياض منصور الحكومة الإسرائيلية ببذل قصارى جهدها لتخريب عملية السلام, محذرا المجتمع الدولي من تصعيد الوضع في الأراضي الفلسطينية. وفي وقت سابق أصدرت رئاسة السلطة الفلسطينية بيانا اتهمت فيه الحكومة الإسرائيلية بمحاولة الحيلولة دون استئناف مفاوضات السلام. واعتبرت أن قوات الاحتلال تخترق كل الخطوط الحمر، وأن إسرائيل تجر المنطقة إلى "حروب دينية" مشيرة إلى أن الرئيس محمود عباس يجري اتصالات "لوضع حد لهذه الاستفزازات". وفي غزة اعتبرت الحكومة المقالة ما جرى من عدوان على المقدسات مقدمة لمجزرة تخطط قوات الاحتلال لارتكابها في القدس والخليل، أسوة بما قام به جولدشتاين بالحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994، أو مجازر الأقصى المتتالية. كما أكد وزير الداخلية في الحكومة المقالة فتحي حماد أثناء مسيرة حاشدة نظمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بغزة أن يد المقاومة الفلسطينية غير مكبلة للدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات في أي مكان تختاره. وأدانت رئاسة السلطة الفلسطينية التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى معتبرة انه يهدف إلى إفشال مهمة المبعوث الرئيس أوباما لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لوكالة الصحافة الفرنسية إن "التصعيد الإسرائيلي في الأقصى والقدسالشرقية والأماكن الدينية وعموم الأراضي الفلسطينية هدفه تدمير آفاق عملية السلام". وأضاف: "واضح أن هدف هذا التصعيد الإسرائيلي إفشال مهمة ميتشل قبل وصوله إلى المنطقة