لم تقبل الأم الأمريكية سيندي شيهان أن تكون امرأة عادية، فهي امرأة ثكلى قتلت الحرب الأمريكية في العراق ابنها، لم تقبل أن تصمت، وتحولت إلى ظاهرة شعبية متنامية وصارت عنوانا للرفض الشعبي الأمريكي للحرب في العراق وأفغانستان. جلست وحدها في خيمة أمام بيت الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش في تكساس، وبعدها أيضا جلست أمام البيت الأمريكي وهتفت بصوت عال: أعيدوا أبناءنا! ولكن سيندي لم تعد وحدها، فقد انضم إليها مئات الآلاف، وأطلق عليها اسم أم السلام. استضافت قناة روسيا اليوم هذه المرأة الشجاعة التي تحدثت عن كيفية تحولها إلى ناشطة ضد الحرب وعن حالة الحركات المناهضة للحرب الآن. قالت سيندي: وصل ابني إلى بغداد مع الفرقة الأمريكية الأولى، وكانت هناك بعض المشكلات الأمنية في العاصمة العراقية. وكان ابني كيسي ميكانيكياً لآليات الهمفري، وأمره رئيسه أن يذهب في مهمة قتالية لمساعدة القوات العسكرية، فرفض كيسي تنفيذ هذا الأمر لأن عمله "ميكانيكي" وليس جندي مقاتل. ولكن رئيسه جره عنوة إلى الحافلة العسكرية وأرغمه على الذهاب.. وبعد ذلك أطلق متمرد عراقي النار عليه بعد دقائق فأصيب بطلقة في رأسه وتوفي. وكان ذلك في الرابع من أبريل عام 2004. وأضافت: لم أكن أنا مع الحرب الأمريكية في العراق أو أفغانستان، وكل عائلتي كذلك، وحتى كيسي نفسه. وتوسلت إليه ألا يذهب للعراق، ولكنه قال إنه يلتزم بواجبه رغم عدم رغبته في ذلك. وحينها كنت ضد الحرب، ولكني لم أكن مناهضة ناشطة. وبعد مقتل ابني كيسي توفر لدي الوقت بعدما فصلت من عملي لعدم قدرتي على القيام به من جراء غضبي على مقتل ولدي. وبعدها انخرطت في المنظمات الناشطة ضد الحرب، وهنا أصبحت حياتي مختلفة تماماً. وتحدثت سيندي عن نشاطات المنظمات الأمريكية المناهضة للحرب وقالت بهذا الخصوص: عندما خيمت أمام بيت الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش مع مجموعة من الناشطين الآخرين انضم إلينا المئات، وثم خرجنا بالآلاف بمظاهرات في العاصمة واشنطن.. ولكني اعتقد أن حركة السلام الواسعة هذه تم الاستيلاء عليها فيما بعد من قبل الحزب الديمقراطي، ولهذا أصبحت هذه الحركة أقل وزناً. وعندما فاز الرئيس باراك أوباما قتلت هذه الحركة تقريباً. والآن وبعد عام على رئاسة أوباما توسعت الحروب الأمريكية ولم تعد قواتنا من العراق، بل ازداد عددها في أفغانستان، وأصبحت القنابل تلقى على باكستان، والصواريخ في اليمن لتقتل الناس الأبرياء. لقد أصبحت الأمور أسوأ.