الرئيس للمستثمرين: «البلد بتاعتنا كلنا.. وإحنا معاكم وبيكم هنطلع لقدام».. «ربنا حبيبى وغالى عليا وكرمه على مصر فوق الخيال» أى موضوع عايز أخلصه بقول يعمله الجيش.. كل مؤسسات الدولة تحتاج أن تناقش بشفافية واطمئنان وانفتاح حقيقى أدبيات المواطن تختلف عن السياسى والرئيس أما أدبيات البطل حاجة تانية وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالبدء الفورى فى وضع السياسات والتشريعات اللازمة لتنفيذ توصيات المؤتمر الاقتصادى مصر 2022، الذى اختتم أعماله اليوم، والأخذ بنصائح الخبراء الاقتصاديين لتكون خارطة طريق لمسار الاقتصاد خلال السنوات المقبلة. وأوصى السيسى، خلال كلمته بالجلسة الختامية، بانعقاد المؤتمر الاقتصادى سنويًا، موجهًا الحكومة بإجراء تقييم شامل بشكل دورى للإجراءات المتخذة للتأكيد على فعاليتها. وأضاف الرئيس: «أنا كحكومة وقيادة بيجيلى دوريات كل 3 شهور بالإنجاز اللى إحنا بنحققه، وملتزمين بتنفيذ التوصيات اللى تم التوافق عليها، طيب لو الحكومة قابلت مشاكل وأكيد هتقابل، لا بد يكون آليات المؤتمر مستقرة ومؤسسية وتكون موجودة مع الحكومة بشكل مستمر علشان وإحنا متحركين فى تنفيذ التوصيات قابلتنا مشكلة نتكلم فيها». وتابع: «عاوزين نعمل حاجة تانية زى المؤتمر الاقتصادى فى الملفات التانية»، موجهًا بتنظيم مؤتمر لتجديد الخطاب الدينى، مطالبًا رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان بتنظيم مؤتمر يشمل جميع الآراء والأطراف، قائلًا: «نقعد نتكلم بمنتهى الصراحة واللى رافض واللى هيتهمنا بإننا مش مسلمين ومش متدينين هاتوه، وبتكلم إسلام ومسيحية»، مردفًا: «هياخدلها أسبوعين تلاتة كمان شهر لأ باس.. نتكلم ونسمع بعضنا البعض». وأردف: «الحوار الوطنى لم يكن فى اتجاه محدد.. وقولنا نطرح كل القضايا.. وكل الجهات اللى عاوزه تتكلم تتكلم.. مش سياسى بس.. اقتصادى واجتماعى وإعلامى ودينى كمان.. وأنا أتصور قبل ما نقول إن أنهينا موضوع الحوار الوطنى بشكل متكامل نستفيد من كله». وأوضح أنه تحدث كثيرا عن وثيقة الطلاق المكتوبة لحماية حقوق المواطنين، لافتا إلى أن أسماء ومؤسسات لم يحددها أبلغته أنه تم طرح موضوع الطلاق الموثق على لجنة علمية متخصصة وأن نسبة كبيرة وافقت والبقية رفضت، وتساءل «لماذا لم تقروا وثيقة الطلاق المكتوبة؟»، مشيرا إلى أنه تلقى ردا مفاده «لو وافقنا عليه سنصبح داعمين للسلطة». وأضاف أنه بمجرد طرحه لموضوع الطلاق المكتوب، أصبح غير قابل للتنفيذ حتى لا تبدو المؤسسة داعمة للسلطة، مضيفًا أن الاقتصاد أمر هام جدا، ولكن بناء أمة لا يقوم فقط على الاقتصاد بل أشياء كثيرة جدا من بينها الاقتصاد. تابع: «لو أنا النهاردة واخد مسار اقتصادي قاسي مؤلم، أنت كمؤسسات دينية إسلامية ومسيحية ماذا ستفعل؟، مضيفا: «لا بد أن ندرك أن هناك إجراءات أخرى متكاملة مع هذا الموضوع لكى ينجح». متسائلا: هل المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية فى مصر ستكثف جهودها لدعم مسار الحكومة التى أوكلها الشعب لإدارة شئونه لفترة زمنية بمن فيهم الرئيس؟. وانتقد السيسى ما يثار من بعض رجال الأعمال بتضييق الدولة عليهم وأنها لا تمنحهم فرصة للمنافسة، مشيرا إلى أن هذا الأمر لا يشجع على جذب الاستثمار الأجنبى إلى مصر، لافتًا النظر إلى أن طرح الموانئ للاستثمار الخاص محكوم بالنتائج التى فى ضوئها يتم الاستمرار فى هذا المسار أم نحتاج إلى تعديل وفق المرونة والكفاءة المطلوبة، مشيرا إلى أن أحد الموانئ لم يشهد تطويرا منذ 25 عاما، مؤكدا الحاجة إلى إقامة شبكة موانئ تليق بدولة تستطيع أن تقوم بمهام لوجيستية فى منطقة جغرافية متميزة. وتابع الرئيس «أنه طلب من وزير النقل كامل الوزير ضرورة إقامة ميناء العين السخنة والذى أشار بدوره الي عدم توفر القدرة المالية لذلك، فطلب مساعدة الجيش فى ذلك، متسائلا: هل رجال الأعمال مستعدين لضخ 40 50 مليار جنيه لتنفيذ الميناء فى ظل عدم معرفة العوائد؟. وأضاف: «ما نفذناه خلال 5 سنوات يعادل ما تم تنفيذه فى تاريخ مصر كلها خلال 100 سنة»، متسائلا عن استعداد القطاع الخاص فى الوقت الراهن للدخول للمساهمة فى النهوض بالقطاع الصناعى عقب انتهاء الدولة من عملها ودورها فى هذا الشأن؟. وتحدث الرئيس عن علاقته بالله، قائلا: «حد بيقولى أنت بتتكلم كتير عن ربنا ليه..وانت باقول ربنا حبيبى وغالى عليا.. وأنا اللى شايف عمل إيه معاكم.. وأنتوا ممكن تكونوا شايفين.. بس أنا شايف أكثر.. والله والله والله كرم ربنا على مصر فوق الخيال». وأكد الرئيس اهتمامه الشديد بإنجاز أى عمل أو مشروع فى أسرع وقت ممكن، مشددا على أن المسئول عن الدولة يجب أن ينظر إلى المستقبل حتى يستطيع أن يتخطى كافة التحديات لأنه من غير ذلك «سيظل يتحرك فى مكانه». وتوجه السيسى، برسالة إلى القطاع الخاص والمستثمرين، قائلًا: «إحنا معاكم وبيكم هنطلع لقدام»، وأضاف: «بلدنا بتاعتنا كلنا وليكم كلكم، مش بتاعتى أو بتاعة الحكومة، وأتمن أن ننفذ النتائج والتوصيات الصادرة عن المؤتمر الاقتصادى سويًا». وتابع: «مصر كلها لازم تبقى زى العاصمة الإدارية وحلمكم يبقى كده، لا تاكل ولا تنام ولا ترتاح حتي نحقق ما نحلم به.. 5 ملايين يعملون منذ 7 سنوات فى مشروعات العاصمة الإدارية، والله والله مش قلقان خالص، شايف الناس بتاخد إيه وبتشتغل إزاى، كل سنة مليون بينزلوا سوق العمل، ولسة عندى فرص عمل تانى». وتوجه الرئيس بالحديث إلى الكاتب الصحفى عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة «الشروق»، وعضو مجلس الشيوخ، وعضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، مازحا باسما: «كإن أنتم (الإعلام) زى الفل يعنى؟» ورد حسين قائلا احيانا. وتابع: «كل مؤسسات الدولة تحتاج الي أن تناقش بشفافية واطمئنان وقبول بحرية حقيقة وانفتاح حقيقى، لما تيجى تهاجمنى يا أستاذ عماد مش هزعل منك، لأنك بتقول وجهة نظرك وأنا أدافع عن نفسى». وقال السيس إن تكلفة تعليم 25 مليون طالب يحتاجون فى الدول الغنية القادرة إلى 10 آلاف دولار للطالب الواحد فى السنة أى ما يعادل 250 مليار دولار لتنفيذ ذلك فى التعليم الأساسى فقط وحتى لو كانت هذه التكلفة 250 مليار جنيه فإن موازنة الدولة لا تستطيع تدبير هذا المبلغ للتعليم». وأكد حاجة الدولة لتوفير 60 ألف فصل دراسى سنويا لمواجهة كثافة الفصول الناتجة عن الزيادة السكانية فى مصر ولكى نصل إلى معدل يتراوح ما بين 30 40 طالبا فى الفصل الدراسى الواحد، موضحا أنه فى حالة بلغت تكلفة إنشاء الفصل الواحد مليون جنيه سنكون بحاجة إلى 60 مليار جنيه سنويا وهذه تكلفة الإنشاء فقط دون التشغيل أو توفير مدرسين وأطقم الخدمات بخلاف الكهرباء والمياه. وتطرق الرئيس إلى مشكلة الزيادة السكانية؛ قائلا: «الزيادة السكانية عبدالناصر والسادات ومبارك الله يرحمهم اتكلموا فيها ومحدش حلها، طيب ليه متحلتش؟، يا ترى المؤسسات الدينية والتعليمية اشتغلت لحل هذا التحدى، كعقبة أمام نمو هذه الأمة ولا لأ؟ هل رجال الدين عملوا كده؟، أنا عارف إن الله هو الرزاق بس فى كل الفهم للأحاديث والنصوص بنتكلم فى إطار قدراتك مش فى إطار قدرات الآخرين، والدولة لأنها مش مسئولة ومش من الصح إنها تصرف على الأسر، ده معناه دعوة ل لأ مقصدتش كده». ووجه الرئيس؛ الحكومة بالعمل على عدم تحميل المواطن لأعباء إضافية خلال الفترة المقبلة، قائلا: «من ضمن المسار اللى قلنا هنمشى فيه قلنا هنعمل فرص عمل فى كل حتة فى الدنيا، تجتذب طبقات بسيطة ومحدودة، وشغالين فى الكلام ده من 7 سنين، ومش أقل من 5 ل 6 ملايين إنسان شغالين على الأراضى المصرية»، مردفًا: «لما جينا نعمل حياة كريمة اتكلفت مئات المليارات.. كانت ممكن تروح لوزارة المالية ونحتاج الي تخصيص تانى». وكلف السيسى، جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة بتكثيف جهود تشغيل الأسر الأكثر احتياجا فى مشروعات متناهية الصغر، تساعدهم على تحسين دخولهم. وأكد السيسى، قدرة الدولة على تنفيذ المشروعات فى وقت قياسى وبأعلى جودة، قائلًا: سمعت العديد ممن يتكلمون بتهكم عن إدارة الدولة، وأقول لهم لأ، مستشهدًا بطلبه من وزير النقل كامل تنفيذ «محور التعمير» بالإسكندرية، بعرض 8 حارات بدلًا من 5 حارات خلال سنة ونصف بدلًا من 3 سنوات بأيدى القوات المسلحة. وتابع الرئيس: «لا أقول هذا الكلام دفاعا عن أحد، ولن انساق وراء هذا الكلام، فهذه تجربة للحكم مدتها ثمانى سنوات يتم العمل فيها يوميا لمدة عشر ساعات على الأقل لإنسان منتبه جدا لها». وتابع الرئيس السيسى: «عندما أجريت أول لقاء مع المستثمرين خلال فترة الترشح للانتخابات الرئاسية، قلت لهم أتصور أننى بحاجة إلى 100 مليار جنيه لمجابهة الآثار الناجمة عن الحالة التى أفرزتها الثورة فى عامى 2011 و2013»، مسطردًا: خشيت أن يكون لديهم انطباع إنى قادم للاستيلاء على أموال الناس، وهذا لا يرضى الله. وأكد ضرورة النظر إلى المسار الذى انتهجته الدولة خلال 30 سنة الماضية ونتائجه وإلا لن نتقدم إلى الأمام، فهناك من يتحدث معى عن بناء طريق أو كوبرى، ولا أريد أن تغضبوا منى فيما سأقوله الآن، «أقسم بالله لم يكن هناك أى شىء فى مصر واقف على حيله». وضرب الرئيس السيسى مثلا عن حالة التردى فى حديقة الحيوان بالجيزة وفى منطقة المنتزه بالإسكندرية والسلبيات الموجودة بهما وكيف نفكر فى معالجة ذلك وردود الفعل تجاه هذا الأمر فى ظل رغبة الدولة فى التطوير، وقال «شوفوا حجم التردى والسلبيات فى حديقة الحيوان.. وعندما نتحرك لتطويرها تلاقى الناس بتتكلم عن المساحات الخضراء والأسود الموجودة بها.. وعندما نتحرك لتطوير المنتزه يقول الناس اللى قاعدين فيه إحنا بقالنا 25 سنة.. هذه هى البيئة التى نعيشها وكيف نفكر»، واصفًا الحكومة بأنها «تقوم بجهد جبار». وحيا الرئيس السيسى، الجيش لدوره فى دعم الدولة وتحقيق التنمية، موجها حديث إلى وزير الدفاع الفريق أول محمد زكى، قائلا: «أى موضوع عايز أخلصه بقول يعمله الجيش»، موجها التحية لوزير الدفاع وللجيش ليس فقط لأنه منه ولكن هى شهادة يسجلها التاريخ، مشيرا إلى أن الجيش استفاد مما حدث عقب هزيمة يونيو 1967 وحالة العوز والحاجة التى عاشها والتى دفعت بعض الفنانين العظماء للقيام بجولة من أجل الحصول على الدعم للجيش فى حربه المقدسة، مؤكدا أن الأمن القومى المصرى مُعلّق فى رقبة الجيش مثل ما حدث فى عامى 2011 و2013 وعليه أن يستكمل هذا الدعم ما أمكن ذلك وهذا دور يقوم به بالفعل. وقال الرئيس السيسى «أنا لا أعتبر نفسى رئيسا لمصر، بل إنسانا طُلب منه التدخل لحماية وطنه.. وأنا صادق فى ذلك»، مضيفا «إن أدبيات المواطن تختلف عن السياسى والرئيس، أما أدبيات البطل حاجة تانية». وذّكر الرئيس السيسى بما حدث خلال الفترة من 2011 إلى 2013 قائلا: «إن ما حدث فى 2011 و2012 و2013.. الدنيا كلها كانت بتقول هو ساكت ليه وسايبنا ليهم ليه وهم هيعملوا فينا أيه، والجيش يعرف اللى أنا بقوله ده كويس.. وبعض المفكرين يفهم ده كويس»، مؤكدا أن الجيش جزء من المؤسسة التنفيذية وكيان الدولة ويخضع لرئيس الجمهورية. وتابع: تحركنا بالشكل الذى يرضى الله سبحانه وتعالى خلال هذه المرحلة وإعطاء الفرصة كاملة لمن كان موجودا فى موقع المسئولية بالنصيحة الأمينة المخلصة والشريفة فى أى قضية من القضايا». وأضاف «وقت وجودى وزيرا للدفاع، كنت موجودا فى مجلس الوزراء، وكانوا يقولون: نريد أن نحافظ عليك، أنت الأيقونة وأنت البطل، وتساءل الرئيس: «هو البطل انتهى ولا إيه؟»، مشددا فى الوقت نفسه على عدم قدرة أى شخص على أن يكون ظهيرا له، لأنه محمى من الله سبحان وتعالى.