أعلنت الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، خلال مؤتمر صحفي اليوم، انطلاق الإصدار المشترك لمعايير التميز في السياحة العلاجية GAHAR- Temos، كأولى خطوات تفعيل البروتوكول المشترك بين الهيئة ومنظمة "تيموس" الدولية، مما يمهد الطريق أمام المنشآت الصحية المصرية المعتمدة من GAHAR لوضعها على الخريطة العالمية للسياحة العلاجية لتكون وجهة للمرضى من مختلف أنحاء العالم وذلك اتساقاً مع رؤية مصر 2030 في الارتقاء بجودة الخدمات الصحية لمستوى العالمية ودور هيئة الاعتماد والرقابة الصحية في توكيد الثقة في مخرجات النظام الصحي المصري على كل المستويات المحلية، الإقليمية والدولية. وأكد الدكتور أشرف إسماعيل، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أن حصول المنشأة الصحية على اعتماد GAHAR أصبح هو مفتاح لعبورها إلى العالمية واتخاذ موضعها على خريطة السياحة العلاجية مشيرا إلى أن الاعتماد من جهة تقييم مستقلة وفقا لمعايير التميز في السياحة العلاجية هو السبيل لبناء "الثقة" التي يبحث عنها المرضى من قاصدي السياحة العلاجية، حيث يعني حصول المنشأة الطبية على "الاعتماد"، خاصة إذا كان "اعتمادا دوليا"، أن الخدمات الصحية التي تقدمها تراعي كل الاحتياجات والمتطلبات العالمية. وأضاف أن التعاون المشترك مع منظمة "تيموس" الدولية يستهدف زيادة الحصة السوقية لمصر في مجال السياحة العلاجية، وجذب الاستثمارات الخارجية في القطاع الصحي المصري، ذاكرا أن الاستثمار في السياحة العلاجية يحتاج إلى مراعاة المعايير التي تضمن جودة الخدمة العلاجية وسلامة وأمان المريض أثناء وبعد تلقي الخدمة إلى جانب الفعالية في مقابل التكلفة الإجمالية التي تشمل إلى جانب تكلفة الخدمة، تكلفة الرحلة نفسها والإقامة بالدولة للمريض ولمرافقيه، مما يتطلب توجه كامل للدولة وتضافر كل الأطراف المعنية. ولفت إلى تمتع مصر بميزات تنافسية كبيرة ومعطيات تمكنها من تحقيق الريادة في السياحة العلاجية منها وجود منشآت معتمدة طبقا لأحدث المعايير الدولية، والجامعات المصرية الرائدة في مجال الطب، وكذا مراكز الرعاية الطبية المتميزة، على سبيل المثال لا الحصر: مستشفى د. غنيم للكلى والمسالك البولية، ومستشفى د. مجدي يعقوب، وكذا توافر الكوادر والخبرات في مجالات طب الأسنان، وأمراض العيون، وجراحات التجميل. وتابع رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية أن أسعار خدمات الرعاية الطبية تنافسية داخل مصر مقارنة بالدول الأخري التي تقدم خدمات السياحة العلاجية، فضلا عن قصر فترات الانتظار للراغبين في الحصول على خدمات السياحة العلاجية والجو المعتدل الملائم للوافدين من كل دول العالم، موضحا أن السياحة العلاجية تختلف عن السياحة الاستشفائية التي تعتمد في الأساس على فكرة العلاج البديل والاعتماد على الطبيعية الغنية بالعناصر الفعالة التي لها أثر كبير على علاج بعض الأمراض. وقال إسماعيل، إن العبور إلى الجمهورية الجديدة وتوجه القيادة المصرية هو المزج بين السياحة الاستشفائية والسياحة العلاجية حيث لا يكون الاعتماد فقط على العناصر الطبيعية في العلاج ولكن مزجها مع الطب الحديث والاستفادة من مميزات العلاج الطبيعي بالإضافة للخبرات الطبية المميزة والاعتماد على أكفأ الخبرات الطبية وأحدث الدراسات والابحاث وتقديم خدمة طبية متكاملة للمريض. وأردف: "وهو ما يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف لجذب الاستثمارات في مجال السياحة العلاجية وكذلك القاصدين لخدمات السياحة العلاجية في مصر لتوفير التسهيلات اللازمة فيما يتعلق بالتأشيرات والإقامات، والسياحة، والتعاون الدولي، فضلا عن (التطبيب عن بُعد)، والذي تشارك هيئة الاعتماد والرقابة حاليا في وضع الإطار التنظيمي لممارسته مما سيكون له بالغ الأثر الإيجابي في السياحة العلاجية وخصوصا في أوقات الأزمات والجوائح". ومن جهتها، رحبت رئيس مجلس إدارة منظمة "تيموس" الدولية كلوديا ميكا، بالتعاون المشترك مع هيئة الاعتماد والرقابة الصحية مؤكدة أن المنظمة تثمن مبادرة الدولة المصرية من خلال العديد من القطاعات للارتقاء بخدمات السياحة العلاجية في مصر التي تمتلك مقومات عديدة تسمح لها بذلك، مضيفة أن "تيموس" تنظر للتعاون مع الهيئة باعتباره خطوة فريدة من نوعها في سوق الرعاية الصحية على مستوى العالم تسهم في زيادة الوعي بأهمية السياحة الطبية ورفع جودة تقديم الخدمة الطبية لمستوى التنافس الدولي حيث أصدرت تيموس – بشكل غير مسبوق - نسخة مخصصة للجهات التي تم اعتمادها من هيئة الاعتماد والرقابة الصحية في مجالات التميز في السياحة العلاجية. وحول برنامج اعتماد "الامتياز في السياحة العلاجية إصدار Temos - GAHAR"، أشارت رئيس منظمة "تيموس" الدولية إلى أهم المتطلبات الخاصة بالمرضى والسائحين الدوليين الذين يتم علاجهم في المستشفيات والعيادات في جميع أنحاء العالم كما قدمت شرحا عاما للأبواب الخاصة بمعايير البرنامج المشترك للحصول على شهادة التميز في السياحة العلاجية، واستعرضت د. ميكا، برامج اعتماد الرعاية الصحية الدولية في منظمة "تيموس"، وخطوات عملية الاعتماد، والمتطلبات الأساسية ذات الصلة التي يتعين الوفاء بها للتقديم كمقدم خدمة طبية معتمدة مسبقا من هيئة الاعتماد والرقابة الصحية بالإضافة إلى الخطوات العملية والإرشادات المتبعة في مرحلة التقييم. وأضافت كلوديا ميكا أن الجهات المعتمدة من "تيموس" يمكنها الاستفادة، إلى جانب ضبط بيئة العمل الداخلية لديها، من وجودها داخل منظومة التعاون المشترك لتيموس والتي تشمل عددا من شركات التأمين العالمية وشركات الخدمات الطبية المساعدة وكل الجهات الطبية التي تم اعتمادها بالإضافة إلى العضوية الموازية في المجلس الدبلوماسي للحاصلين على الاعتماد من تيموس. وفي ذات السياق، أوضح الدكتور أسعد رياض، مدير المكتب الإقليمي لتيموس بمصر، أهمية الاعتماد الدولي في الوصول إلى فهم أعمق لصناعة السياحة الطبية من خلال المنظور متعدد الثقافات الذي يحقق توقعات المريض الأجنبي وذلك بالتوافق مع المعايير الدولية المتعددة والتي تشمل العديد من الجوانب الإدارية والقانونية والمعلوماتية والمالية بالإضافة إلى الجوانب الطبية وكيفية انشاء إدارة المرضى الدوليين ودورها داخل المنشأة الطبية في التعامل مع المريض الوافد. وأكد أهمية تطوير الخدمات اللوجيستية وخدمات الضيافة داخل القطاع الطبي بالشكل الأمثل الذي يعمق خبرة المريض الدولي في التعامل مع مقدمي الخدمة بما يدفعه ليكون أحد المسوقين غير المباشرين لنشاط السياحة العلاجية من خلال حديثه مع الأقارب والأصدقاء وبناء السمة المميزة تدريجيا للدولة كمقصد للسياحة الصحية. وتابع: "زيارة الاعتماد، التي تتراوح ما بين اليومين والأربعة أيام حسب طبيعة وحجم المنشأة، تشمل مقابلة مباشرة مع ممثلي ومسؤولي كل الأقسام بدءا من إدارة المنشأة ومديري الجودة والمالية والتسويق والمرضى الدوليين والموارد البشرية ومكافحة العدوى والمدير الطبي ومدير التمريض والمشتريات والصيانة والمخازن والسائقين والنظافة وغيرها للاطمئنان على وعيهم الكامل بأهمية دورهم في نجاح علاج ورضاء المريض أثناء وجوده داخل المستشفى والعودة بخبرة رائعة عن فترة تواجدهم هناك".