رغم مرور 223 عاما على اكتشافه، و200 عام بالتمام والكمال على فك رموزه التى فجرت أسرار الحضارة المصرية وتاريخ الأسر القديمة، لا يزال حجر رشيد ماكثا في بلد غير بلده بعدما مثّل المفتاح الأول لكشف عظمة وخبايا حضارة المصري القديم. وباع الفرنسيون حجر رشيد إلى الإنجليز بعقد باطل، جعله أسيرا داخل جدران المتحف البريطاني حتى اللحظة، وتصاعدت المطالبات من الأثريين المصريين باستعادته ودشنوا حملة جمع توقيعات. * حملة استرداد حجر رشيد: جمعنا 2500 توقيع حتى الآن قالت الدكتورة مونيكا حنا أستاذ الآثار المصرية، إن الحملة الشعبية لاسترداد حجر رشيد من المتحف البريطاني، جمعت حتى الآن 2500 توقيع لتسليمها إلى وزارة الآثار للمطالبة باسترداده. وأضافت حنا ل "الشروق"، أن الخطوات القادمة للحملة ستتركز على طلاب الجامعات مع بداية العام الدراسي الجديد 2022-2023. وتابعت أنه من غير المقبول التحدث عن حق بريطاني في الآثار المصرية، ويجب التحرك بكل الطرق لاستردادها، سواء بالطريق القانونية أو الشعبية ثم الدبلوماسية، لافتة إلى أن اتفاقية "وستفاليا" الموقعة في القرن السابع عشر، كافية تمامًا للدفع بأي حجة يقدمها أيًا من كان محاولًا إثبات أن إنجلترا صاحبة حق قانوني في امتلاك حجر رشيد. ووجهت حنا رسالة إلى الشعب المصري بضرورة التوقيع على العريضة لجمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات لاسترجاع حجر رشيد الذي كان له الفضل الأول في معرفة أسرار الحضارة المصرية القديمة، وذلك عبر هذا الرابط الإلكتروني. https://www.repatriaterashid.org/ar * زاهي حواس: سأطلق وثيقة رسمية شعبية في أكتوبر لجمع التوقيعات من جانبه، أعلن الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق، في 25 سبتمبر المنصرم، أنه سيطلق في أكتوبر الجاري، وثيقة رسمية بصفة شعبية من خلال المثقفين في مصر والعالم كله، لاستعادة حجر رشيد، مؤكدًا على وجود صحوة لاستعادة الآثار التي نهبتها الدول الأوروبية من إفريقيا. وأضاف حواس خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «الحكاية»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب عبر فضائية «MBC مصر»، إن جان فرانسوا شامبليون ليس الوحيد الذي فك رموز اللغة المصرية القديمة، مشيرًا إلى إجراء 4 أشخاص محاولات جادة لفكها. * وسيم السيسي: فرنسا باعت حجر رشيد للإنجليز بعقد باطل أوضح عالم المصريات الدكتور وسيم السيسي في تصريحات خاصة ل"الشروق" إلى أن حجر رشيد تمت سرقته من مصر عقب هزيمة الحملة الفرنسية في مصر، حيث جرى نقله وآثار أخرى إلى انجلترا، حيث يُعرض حتى اللحظة داخل المتحف البريطاني منذ عام 1802. وأضاف السيسي أن ذلك تم بوتوقيع اتفاقية العريش بين إنجلتراوفرنسا فقط في عام 1802، والتي بموجبها اتفق الفرنسيون مع الانجليز بنقل الجنود الفرنسين على البوارج الإنجليزية للخروج من مصر، بعدما حُطِمت كل البوارج الفرنسية خلال هزيمة الحملة في موقعة أبو قير البحرية، وكان مقابل ذلك تسليم الفرنسيون حجر رشيد لإنجلترا. وأردف أن العقد الذي وقعته فرنسا لبيع حجر رشيد للإنجليز يعتبر "باطلا"، لأنه موقع بين فرنساوإنجلترا فقط، ولأن مصر آنذاك لم يكن لها رأي كونها كانت محتلة، وأيضا لعدم وجود أي قوانين مصرية للآثار القديمة في ذلك الوقت، إلا بعد خروج الحملة ب 30 عام، عندما تولى محمد على حكم مصر، وأمر بإنشاء "الأنتك خانة" في عام 1835 لجمع الآثار المصرية وحمايتها، وبالتالي بدأ عصر القانون المنظم للآثار في مصر. * نسخة طبق الأصل من حجر رشيد في متحف الحضارة يعرض "المتحف القومي للحضارة" بمنطقة الفسطاط بالقاهرة، للمرة الأولى، نسخة طبق الأصل من حجر رشيد، الذي كان أحد المفاتيح الرئيسية لفك رموز الكتابة المصرية القديمة، في إطار احتفال مصر بمرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة، ونشأة علم المصريات، في 27 سبتمبر الماضي. ونشر المتحف، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، صورة طبق الأصل من حجر رشيد المسروق، بعد تصميم نسخة مقلدة بإتقان. * اكتشاف حجر رشيد اكتشف حجر رشيد في يوليو عام 1799، حين عثر عليه أحد ضباط الحملة الفرنسية بمدينة رشيد، وكان جزءاً من لوح حجري حجمه كبير جدا، حيث عثر عليه مكسوراً، وغير مكتملا. بعد خروج الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت من مصر، انتقلت ملكية الحجر، ومجموعة أخرى من الآثار التي عثر عليها الفرنسيون، إلى بريطانيا، بموجب شروط معاهدة الإسكندرية عام 1801، التي تنص في الفقرة 14 منها على أن تنازل فرنسا عن الحجر وجميع القطع الأثرية التي اكتشفتها في مصر لصالح بريطانيا، ليصبح الحجر جزءاً من معروضات المتحف البريطاني بلندن منذ عام 1802، بما يطلق عليه "أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق". وعن طريق الكتابات المختلفة الموجودة على الحجر استطاع عالم الآثار الفرنسي جان فرنسوا شامبليون في 27 سبتمبر عام 1822، فك رموز اللغة المصرية القديمة وقراءة العلامات المصرية القديمة قراءة صحيحة، وهو ما مهد لنشأة علم المصريات، الذي تحتفل مصر بمرور 200 عام عليه.