يعرض "المتحف القومي للحضارة" بمنطقة الفسطاط بالقاهرة، للمرة الأولى، نسخة طبق الأصل من حجر رشيد، الذي كان أحد المفاتيح الرئيسية لفك رموز الكتابة المصرية القديمة. يأتي ذلك في إطار احتفال مصر بمرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة، ونشأة علم المصريات، اليوم الموافق 27 سبتمبر. ونشر المتحف، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، صورة طبق الأصل من حجر رشيد المسروق، بعد تصميم نسخة مقلدة بإتقان. وقال الدكتور ميسرة عبد الله، نائب رئيس هيئة متحف الحضارة للشؤون الأثرية، في بيان صحافي الإثنين، إن «المتحف يعرض حالياً ولأول مرة نسخة طبق الأصل من حجر رشيد، لإتاحة الفرصة لزائري المتحف التعرف على قصة اكتشافه، والقيمة الأثرية والتاريخية له، كأحد المفاتيح الرئيسية التي ساعدت على فك رموز اللغة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات. وأما النسخة الأصلية لحجر رشيد لاتزال مسروقة وتمكث داخل المتحف البريطاني، حيث يتزامن الاحتفال بمرور 200 عام على فك رموزه مع تجدد المطالبات باسترداده من المتحف. اكتشاف حجر رشيد اكتشف حجر رشيد في يوليو عام 1799، حين عثر عليه أحد ضباط الحملة الفرنسية بمدينة رشيد، وكان جزء من لوح حجري حجمه كبير جدا، حيث عثر عليه مكسوراً، وغير مكتملا. وبعد خروج الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت من مصر، انتقلت ملكية الحجر، ومجموعة أخرى من الآثار التي عثر عليها الفرنسيون، إلى بريطانيا، بموجب شروط معاهدة الإسكندرية عام 1801، التي تنص في الفقرة 14 منها على أن تنازل فرنسا عن الحجر وجميع القطع الأثرية التي اكتشفتها في مصر لصالح بريطانيا، ليصبح الحجر جزءاً من معروضات المتحف البريطاني بلندن منذ عام 1802، بما يطلق عليه "أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق". وعن طريق الكتابات المختلفة الموجودة على الحجر استطاع عالم الآثار الفرنسي جان فرنسوا شامبليون في 27 سبتمبر عام 1822، فك رموز اللغة المصرية القديمة وقراءة العلامات المصرية القديمة قراءة صحيحة، وهو ما مهد لنشأة علم المصريات، الذي تحتفل مصر بمرور 200 عام عليه اليوم. يأتي عرض نسخة من حجر رشيد في المحترق القومي الحضارة ضمن مجموعة من الفعاليات بدأت مصر تنظيمها مؤخراً، لإحياء ذكرى مرور 200 سنة على فك رموز اللغة المصرية القديمة، والتي تتضمن عدداً من الأنشطة في المتاحف، من بينها فعاليات تراثية وثقافية وتعليمية داخل «متحف الحضارة»، تحت عنوان «حكايات وأسرار»، بالإضافة لتخفيض رسوم الدخول في بعض المتاحف ومنها من سمح للزوار بالدخول مجانا كالمتحف المصري في ميدان التحرير احتفالا بهذا اليوم.