قال الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، إن تحري الحلال وتجنب الحرام ضروري في حياة المسلم لما يترتب عليه من سلوك المسلم ومنهجه في الحياة ومصيره في الأخرة، لأن من أخطر الأمور على المسلم أن لا يبالي من أين مطعمه ومشربه، وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من لم يبال من أين مطعمه لم يبال الله من أي باب من أبواب النار أدخله". وأضاف الغفير، خلال خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، حيث دار موضوعها حول "طلب الحلال في حياة المسلم"، أن أكل أموال الناس بالباطل وعدم تحري الكسب والغش والسرقة والخداع والرشى وما طرأ عليها من مسميات عصرية كعمولة وغيرها، يضر بالفرد نفسه "كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به" ولا يستجاب له دعاء ولا يرفع له عمل، ويضر بالمجتمع من شيوع الفساد والخوف وعدم الثقة بين أفراد المجتمع. وأوضح، أنه يجب على المسلم أن يمتهن المهن الشريفة التي تعود عليه بالخير والنفع لمجتمعه، ولا ينصرف إلى غيرها من الأعمال المحرمة التي تجلب الضر له ولمجتمعه. وشدد على أن أصحاب الأعمال الشريفة عليهم أن يفتحوا أبوابهم للشباب ولا يبخسوهم حقهم، وعلى كل من أقيم على أمر من أمور الناس سواء كان تاجرا أو صانعا أن يحسن العمل فيه ولا يعطيه إلا بحق الله وأن يكونا أمينا فيما بين يديه، وليعلم كل من يمتهن مهنة أنه مؤتمن على حاجة الناس لما في يديه. وتابع خطيب الجامع الأزهر أن من الأمور الخطيرة أيضا عدم اللامبالاة في تحري الرزق الحلال، لأنه ليس الواجب على المسلم أن يبتعد عن أكل الحرام فقط، بل يجب أن يتحرى الرزق الحلال وأن يبالغ في هذا التحري بما يثبت لديه يقينا أن ما أكتسبه من الطيبات من الرزق، لأن الله سبحانه وتعالى "طيب لا يقبل إلا طيبا". وأكد، أن صلاح القلوب متوقف على صلاح المأكل والمشرب، لأن الجسد الذي يتغذى على الحرام تغلق أبواب الهداية داخل قلب صاحبه، لأن ظلم الناس وغشهم وخداعهم مقدمة تقود إلى ظلمات القلب، كما نقاء القلوب وصفائها وصلاحها نتيجة حتمية لتحري الحلال في كل شيء، ومن أبلغ صور تحري الحلال هو التيسير.