أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج محادث هاتفية، اليوم الخميس، هي الأولى منذ مارس الماضي، قال البيت الأبيض إن الغرض منها إبقاء العلاقات مستقرة رغم زيادة التوترات بشأن تايوان والحرب في أوكرانيا. وتمثل هذه المحادثة المرة الخامسة التي يتحدث فيها الرئيسان منذ تولي بايدن مهام منصبه، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء، ويلقي خلاف بشأن قيام رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بزيارة محتملة لتايوان الشهر المقبل بظلاله على المحادثة، ودفعت أنباء الزيارة بالصين إلى توجيه "صارم وقوي". وقال البيت الأبيض في بيان إن "الاتصال بين الرئيس بايدن ونظيره الصيني بدأ عند الساعة 8:33 بتوقيت واشنطن وانتهي الساعة 10:50، أي أنه استمر لمدة ساعتين و17 دقيقة". وحذر الرئيس الصيني شي جين بينج، نظيره الأمريكي من "اللعب بالنار" في شأن تايوان، وفق ما نقل إعلام رسمي صيني. وقال شي لبايدن كما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة أن "من يلعبون بالنار سيحرقون أنفسهم"، مضيفاً "آمل أن يدرك الجانب الأمريكي تماماً هذا الأمر"، وأضافت الوكالة أن "الرئيسين اعتبرا أن حديثهما الهاتفي كان صريحاً وعميقاً". وتشكل الزيارة المحتملة لحليفة بايدن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان، أحدث سبب للتوتر بين البلدين، وتعتبر الصين أن تايوان جزء من أراضيها ولا تستبعد أن تعيدها إلى سيادتها ولو بالقوة، فيما تتمتع الجزيرة بحكم ديموقراطي. وتعارض بكين أي مبادرة من شانها منح السلطات التايوانية شرعية دولية وأي تواصل رسمي بين تايوان ودول أخرى، ومع أن مسؤولين أمريكيين يزورون بانتظام تايوان التي يفصلها شريط ضيق من المياه عن بر الصين الرئيسي، ترى بكين أن زيارة بيلوسي ستشكل استفزازاً كبيراً. وحذرت الصين أمس الأربعاء من أن واشنطن ستتحمل العواقب إذا تمت الزيارة التي لم تؤكدها بيلوسي بعد، وقال الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية للصحفيين إنه "إذا طلبت بيلوسي دعماً عسكرياً فسنفعل ما هو ضروري لضمان قيامها بمهمتها على أكمل وجه". ويخشى المسؤولون الأمريكيون من أن يفكر شي في استخدام القوة لفرض السيطرة على جزيرة تايوان الديموقراطية، وكان حصول غزو أو أي تحرك عسكري آخر مستبعداً في السابق، لكن مراقبين باتوا يعتبرون ذلك ممكناً، ويخشى محللون من أن مثل هذه الزيارة في وقت يشهد علاقات مشحونة، قد تؤدي إلى أزمة عبر ممر مائي يبلغ عرضه 160 كيلومتراً يفصل بين الصينوتايوان. وأكد البيت الأبيض أن الهدف الرئيسي لبايدن هو التوصل إلى ضمانات بين القوتين العظميين، ويهدف هذا إلى ضمان تجنب وقوع نزاع مفتوح، رغم اختلافاتهما والمنافسة المتزايدة بينهما على الساحة الجيوسياسية. ورداً على سؤال عما إذا سيرفع بايدن بعض رسوم الاستيراد البالغة 25% التي فرضها سلفه دونالد ترامب على منتجات صينية بمليارات الدولارات، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إنه "لم يتخذ قرار بعد حتى الآن". وأضاف "نعتبر أن الرسوم الجمركية التي وضعها سلفه كانت سيئة، نرى أنها زادت التكاليف على العائلات الأمريكية والشركات الصغيرة وكذلك أصحاب المزارع". وتابع: "ليس لدي أي قرار من الرئيس أعلنه في ما يتعلق بالرسوم، هو يسعى لتسوية هذه المسألة".