تلقى معهد بحوث وقاية النباتات بمركز البحوث الزراعية شكاوى عديدة تستغيث من الخفافيش التى تستوطن أماكن سكنية وجهات حكومية فى مصر الجديدة. وأكد دكتور مجدى ولسن الأستاذ بقسم الحيوانات الضارة، أن وزارة الثقافة عندما أخذت قصر البارون الذى كان يعد وكرا للخفافيش، لم تقم بإبادتها، وأنارت القصر فانطلقت الخفافيش فى مصر الجديدة مكونة أوكارا عديدة وسببت مشكلات كثيرة للسكان. وذكر أن بعض الفيلات فى مصر الجديدة تشكو من أن بول الخفاش يلوث حمامات السباحة ويأكل ثمار الفاكهة فى الحدائق، كما أنه يصدر أصواتا مزعجة، بالإضافة إلى أنه حامل للطفيليات مثل البراغيث والقمل والأكروسات التى يمكن أن تكون مسببة للإصابة بالأمراض. وأوضح أن الخفاش من الثدييات، وهو الحيوان الوحيد الذى له قدرة على الطيران، ويوجد فى مصر نوعان من الخفافيش هما الخفاش آكل الحشرات والخفاش آكل الفاكهة، الأول لونه أسود لا يمكن مكافحته، لأنه نافع ومن أعداء البعوض، حيث يأكل300 بعوضة فى اليوم، وأماكن تواجده فى وسط البلد ودار القضاء العالى والجمعية العلمية للحشرات. وكشف أن مكتب النائب العام ماهر عبد الواحد كانت به أوكار للخفافيش آكلة الحشرات، وطلب من المعهد مكافحتها، إلا أن المعهد أقنعه بأنه نافع وليس ضارا، «لذلك لم نقتل هذه الخفافيش بالمواد السامة، فقط قمنا بإبعادها عن طريق سد فتحات خروج ودخول الخفافيش للمكتب، لأنها تخرج مع غروب الشمس وتدخل إلى الوكر مرة أخرى مع شروق الشمس». وأضاف أن الخفاش آكل الفاكهة لونه بنى محمر وحجمه أكبر من الخفاش آكل الحشرات، وهو ضار، لأنه يلتهم محاصيل الفاكهة والخضار بشراهة خاصة المانجو والبلح والجوافة، يضع فمه فى ثمرة الفاكهة باستخدام حافريه ويلتهم محتوياتها من الداخل دون أن يأكل القشرة، فهو شره للسكريات، حيث يأكل ٪150 من وزن جسمه فى اليوم على عكس حيوانات وطيور أخرى حيث يأكل الفأر عشر وزن جسمه، والعصفور يأكل ربع وزن جسمه. وأشار الدكتور مجدى ولسن إلى أن مخلفات الخفاش آكل الثمار من أفضل الأسمدة العضوية حتى إنها أفضل من زبل الحمام، لدرجة أن مصنع الغزل والنسيج فى شبين الكوم كان يحتوى على وكر كبير للخفافيش، فأرسل أصحاب المزارع الموجودة خلف المصنع إلى المعهد يشكون من هجوم الخفافيش، فرفض المسئولون فى المصنع إبادتها لأنهم يستفيدون من بيع مخلفاتها التى كونت تلالا فى «جمالون العنابر». وينتشر الخفاش آكل الثمار فى الأماكن المهجورة والمساكن القديمة والمخازن خاصة فى مصر القديمة وحصن بابليون وبرج العرب والوادى الجديد بالتحديد فى مقابر الفراعنة لدرجة أن عدد الأوكار وصل إلى 52 وكرا فى الوادى الجديد ومصر الجديدة. وقال دكتور مجدى: إن أهم أسباب انتشار الخفافيش هو أن أنثى الخفاش معمرة يصل عمرها إلى 30 سنة، وتلد كل عام فردا أو اثنين. وينفى دكتور مجدى الاعتقاد الخاطئ بأن الخفاش يلتصق بوجه الإنسان، كما أن الخفاش مصاص الدماء غير موجود فى مصر، وأماكن وجوده فى أمريكا، ومقولة أن الخفاش «لا يخرج إلا بالطبل البلدى» مقولة خاطئة تماما، لأن المعهد نجح فى مكافحة الخفافيش فى العديد من الأوكار المنتشرة فى أنحاء جمهورية مصر العربية.