يعرض الكثير من الآباء أطفالهم الصغار لمشاهد ذبح أضاحي عيد الأضحى، دون معرفتهم بالسن المناسبة، ما قد يضر بالصحة النفسية للطفل. "الشروق" تواصلت مع الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، للحديث عن جواز حضور الأطفال لمشاهد ذبح الأضاحي، والسن المناسبة للأطفال حتى يستوعبوا قصة وهدف الذبح. ويقول هندي إن الأطفال دائما ما يرون الحيوانات أصدقاء لهم ومصدر سعادة وشعور بالأمن، وتمثل لهم البهجة والمرح واللعب والتآلف والمصاحبة والمساعدة الاجتماعية، ويعتبرونها حياة مستقلة بفعل مشاهدتهم الحيوانات في أفلام الكارتون وحدائق الحيوان. وأضاف أنه عندما يرى الطفل حيوانا يذبح أيا كان نوعه، تحدث له اضطرابات عديدة، أولها البكاء والفزع وقد تنتابه مشاعر القلق لفترات طويلة، وقد يتعرض لأحلام مزعجة والشعور بالذنب ومشاعر العجز؛ لأنه لم يستطع إنقاذ الحيوان من الذبح، وقد يصل الأمر لإصابة الطفل بالبول اللاإرادي، وبالتالي ممنوع مشاهدة أطفال الحضانة لمشاهد ذبح الأضاحي. وتابع أن الأطفال الصغار الذين يشاهدون مشاهد الذبح قد يتعرضون للهيموفوبيا طيلة العمر، وتعني فوبيا التعرض للدم، ويصاب بها من 1- 2٪ من أي مجتمع، واعراضها هلع شديد وتوتر وسرعة تنفس وسرعة ضربات القلب والميل للتقيؤ وضيق وألم في الصدر وصداع في الدماغ ومشاعر خارجة عن التصرف الصحيح، وقد تستمر طيلة العمر ويترتب عليها بعده عن الالتحاق بالكليات العلمية مثل الطب. ونصح بأن السن المناسبة لرؤية الأطفال لمشاهد ذبح الأضحية بعد اجتياز الطفل مرحلة الحضانة ودخول المرحلة الابتدائية، لأنه سيكون قد مر بمجموعة من الخبرات الحياتية التي تؤهله لتقبل فكرة الأضحية، مثل الاستماع للقصص في المدرسة وتمثيل مشاهد الحج والهدي وتجسيد الأضحيات. وأوضح أن الأفضل إخبار الطفل وتوعيته بهدف التضحية، وكيف أن الله خلق الأنعام لخدمة البشر وأن الضأن وغيرها من الماشية المحللة خلقت حتى تأكلها الناس ويذهب منها جزء للقفراء والمساكين، موجها بضرورة إشراك الطفل في توزيع الأضحية حتى يشعر بالفائدة من وراء التضخية بالحيوانات. وأشار إلى أنه من الجيد وجود ارتباط شرطي بالذبح، أي أن يمارس الطفل إفراغ وجداني بعد مشاهد الذبح مثل رسم ما شاهده أو مكافأته بالألعاب، فذلك يعتبر ارتباطا شرطيا يحول مشاهد ذبح الأضاحي لشيء جميل في نفس الطفل مرتبط بالبهجة والسعادة ومساعدة الغير. وفي الختام، وجه هندي رسالة الآباء قائلا: "مفيش حاجة اسمها بكبره وأخليه يحضر مشاهد الدم عشان يبقى راجل، متحاولوش تزجوا أبناءكم لمشاهدة الدماء لأنها هتسبب ليهم الفوبيا، وقد تصل للعزوف عن تناول اللحوم أصلا بسبب الصدمة في الصغر، وقد يصبح عدواني في المستقبل بسبب رؤية مشاهد الذبح".