حصل الراحل رجائى عطية، نقيب المحامين السابق، على جائزة النيل للعلوم الاجتماعية، وهو كاتب ومفكر له عدة إسهامات بارزة فى المكتبة االعربية، وكان قد اشتهر ويعد أحد القامات الفكرية التى تصدت لمسائل تجديد الفكر والخطاب الدينى فكان نشاطه مكفا وحضوره بارزا فى الندوات والمؤتمرات للحديث عن ذلك انطلاقا من مناقشة كتابه الصادر عن دار الشروق «تجديد الفكر والخطاب الدينى». فيما أعلنت أسرة نقيب المحامين الراحل رجائى عطية، عن سعادتها لفوز الراحل بجائزة النيل فرع العلوم الاجتماعية، وقالت فى بيان مساء الثلاثاء: «تعلن أسرة الفقيه المرحوم رجائى عطية عن عميق السعادة وعظيم الشكر وصادق الامتنان، على هذا التكريم الرفيع من الوطن العظيم الذى عاش ومات عاشقا لترابه، بحصوله على جائزة النيل للعلوم الاجتماعية». وأضافت: «لتكن هذه الجائزة رسالة لروحه الطاهرة ولأسرته، ولكل محبيه فى أرجاء الوطن، أنه لم يذهب جفاء، كل ما صنعه الراحل الكبير وقدمه لأجل وطنه ومجتمعه». ينتمى رجائى عطية إلى أسرة عريقة، فكان والده المحامى البارز ونقيب محاميى المنوفية الراحل، عطية عبده، والذى تشرب على يديه قواعد المهنة، واقتدى به فى الاندفاع بجسارة لساحات المحاكم، تربى رجائى عطية على مرافعات كبار محاميى مصر أمثال مصطفى مرعى، وعبدالفتاح حسن، وحمادة الناحل، وعبدالمجيد نافع وعبدالفتاح الطويل، وهو من مواليد 6 أغسطس عام 1938، وقد حصل على ليسانس حقوق من جامعة القاهرة عام 1959. وقد حافظ رجائى عطية على وتيرة متصاعدة من النجاحات المشهودة، فمنذ نعومة أظافره بشبين الكوم، وقد حصد المناصب التى استحقها عن جدارة، ومنها: عضو مجلس الشورى بالتعيين، عضو مجمع البحوث الإسلامية، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عضو اتحاد الكتاب، خبير بالمجالس القومية المتخصصة، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، وأخيرا نقيبا للمحاميين ورئيسا لاتحاد المحاميين العرب. حقق رجائى عطية نجاحاته المشهودة فى العديد من القضايا الكبرى التى تصدى لها، وانطلق فى تأليف الكتب القيمة، وتقديم سيناريوهات مميزة للأعمال الدرامية، وذلك انطلاقا من تنوع اهتمامته الأدبية والقانونية والفقهية، والتى تأسست على قاعدة ثقافية رفيعة، ليحقق النجاحات تلو الأخرى فى المحاماة؛ حيث كان محاميا بارزا فى كبرى القضايا. وجاء ضمن ما تصدى له عطية من قضايا هزت الرأى العام فى مصر والعالم العربى، قضية التكفير والهجرة 1977، قضية اغتيال السادات 1981، قضية عصمت السادات 1983، قضية البنوك الكبرى 1985، قضية الصناعة الكبرى 1986، قضية العملات 1986، قضية العصفورة 1987، قضية مستشفى السلام 1990، قضية الهدى مصر 1991، قضية محافظ المنوفية 1992، قضية الذرة الصفراء 1992، قضية هيئة المواصلات 1992، قضية القومية للأسمنت 1992، قضية جريدة الشرق الأوسط 1997. وقد زادت المعارف القانونية وتشعبت مصادر الخبرة وتنامى رصيد العمل المهنى لرجائى عطية، الذى ظل حريصا على تطبيق القواعد الحرفية المهنية للمحاماة، وحماية حق المتهم، وصون القانون، ورغم ذلك لم يذع صيته فى مهنته كمحامٍ بارز، فقط، رغم فوزه بمنصب نقيب المحامين فى 15 مارس 2020م خلفًا لسامح عاشور، وإنما كانت له اهتماماته الأخرى كرجل موسوعى. تمكن رجائى عطية من إبداع العديد من المؤلفات والدراسات الأخرى، والمئات من المقالات الصحفية والتى نشرتها العديد من المجلات والصحف المصرية سواء اليومية منها أو ذات الدوريات المختلفة، بالإضافة إلى كتابته سيناريوهات للأعمال الدرامية على شاشة التليفزيون مثل قصة رجل المال، لتوفيق الحكيم، وقصة امرأة مسكينة، ليحيى حقى. حقق المفكر الكبير ونقيب المحاميين الأسبق رجائى عطية، مجموعة من التعاونات الثرية مع دار الشروق، حيث مجموعة من ألمع المؤلفات التى أثرت الفكر والتنوير والوسطية وتعزيز الوعى ضمن مشوار حافل بالمؤلفات الأدبية الإبداعية، وجاء ضمن تلك الأعمال برعاية دار الشروق: تجديد الفكر والخطاب الدينى توفيق الحكيم وعودة الوعى، جولات الأدب والفكر، دماء على جدار السلطة، ماذا أقول لكم؟، حقائق القرآن وأباطيل الأدعياء، رسالة المحاماة، فى مدينة العقاد العبقريات والتراجم الإسلامية، فى مدينة العقاد الفكر والفلسفة والحياة، نور الله فى الآدميين.