كشفت مصادر سياسية ودبلوماسية فى دمشق ل«الشروق» عن أن سوريا قلقة من حالة التصعيد الذى يحدث فى منطقة الشرق الأوسط وفى مياه الخليج، ودخول إسرائيل إلى مسرح عمليات التصعيد بتعزيزات عسكرية، وقال مصدر: «إن هناك رسائل متبادلة بين دمشقوواشنطن فى الوقت الحالى لتحديد المواقف بشكل واضح من هذه التحركات. وأكدت المصادر أن الرد الأمريكى لسوريا جاء فى سياق أن واشنطن فى معرض بحث الأمر تبحث فى هذا الأمر مع إسرائيل فيما يتعلق بسوريا لكنها فى الوقت نفسه ترسل تطمينات وصفها أحد المصادر بأنها «غير كافية». وشدد مصدر دبلوماسى سورى على أن «اندلاع أى عمل عسكرى فى المنطقة يجب أن يعلم الجميع فى المنطقة فى الوقت الحالى سيكون له تداعيات أسوأ من تداعيات الحرب على العراق، وأن العرب جميعهم مطالبون فى الوقت الراهن باحتواء هذا التصعيد قبل إندلاعه»، وتسأل المصدر: «ماذا سيكون عليه حال المنطقة لو شهدت حربا جديدة، تنطلق فيها الآلاف من الصواريخ الايرانية فى كل مكان، لأن القضية ستتحول إلى صراع على الوجود الايرانى، ومن لديه القدرة الآن على دفع هذا الثمن الباهظ؟ وفى السياق ذاته، قال طارق فهى رئيس وحدة الشئون الاسرائيلة فى المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط ل«الشروق» إن التهديدات الاسرائيلية المتعلقة بسوريا تزامنت مع موقفين «إجراء مناورات عسكرية إسرائيلية كانت سوريا هى المقصد الرئيسى منها، إضافة إلى تصعيد نبرة التصريحات العدائية ضد دمشق من جانب قادة الجيش والاركان، وذلك على الرغم من محاولات السياسين تقليل حدة التصعيد». غير أن مؤتمر هرتزيليا العاشر الذى انتهى قبيل أيام وفى تعامله مع الملفين الايرانى والسورى وبحسب ما ورد فى أوراق العسكرين الإسرائيلين كان يصب فى إطار «توجيه ضربة مجهضة لإيران وترويض سوريا، وأن الملف يخضع لتقييم استراتيجى الآن من أعلى لحسمه ويقود هذا التيار جابى اشكنازى وبعض قيادات المنطقة الشمالية. وعقب المصدر السورى على هذا الطرح بالقول: «نحن أمام حكومة إسرائيلية ليست حكومة حرب إنما حكومة تصعيد، لا تحكى بصوت واحد، ترفض مفهوم السلام، وبعد عام من التفاءل من إدارة أوباما، وأنها تنتهج سياسية البحث عن التهدئة فى المنقطة سواء من الملف الايرانى أو العراقى، نفاجأ بغموض من جانب الادارة الأمريكية». وأضاف «ربما لا نعول كثيرا على تلك التصريحات الاستفزازية من جانب اسرائيل، لكن على الولاياتالمتحدة التصدى لها أو على الأقل أن يكون هناك تعبير عن عدم الرضا». واعتبر المصدر ذاته أن إرسال سفير أمريكى إلى سوريا كان يعمل فى السابق فى العراق يفسر جاحة واشنطن إلى الخروج الآمن من العراق، وتهدئة هذه الجبهة. غير أن الموقف بات يتجه إلى مزيد من الغموض. فى الوقت نفسه، أكد مصدر مصرى مطلع أن «القيادة الأمريكية أخذت تعزز مواقعها العسكرية فى العراق، وأنه يجرى العمل على قدم وساق لتدشين اكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى الشرق الأوسط فى العراق فى منطقة «بلد». وأن هذه التحركات مرتبطة بحسم الموقف من الملف النووى الايرانى من جهة وتأمين العراق على الجبهة الأخرى، وهو ما دفع الولاياتالمتحدة إلى تدشين هذه القاعدة فى «بلد»، وأن الرسالة واضحة لطهران فى هذا السياق، وعليها أن تفهم أن العراق لن يكون اليد التى تعضها إيران». من جانبه قال اللواء جمال مظلوم الخبير العسكرى فى أكاديمية نايف للعلوم العسكرية فى اتصال مع «الشروق» من الرياض إن الولاياتالمتحدة الأمركية تجرى بالفعل منذ أيام مناورات فى مياه الخليج، وقال إن «هذه المناورات انطلقت بالتزامن مع إعلان إيران عن فتح خطى إنتاج جديدين لصورايخ مضادة للطائرات والسفن» وأضاف: «إن هناك ذعرا شديدا لدى العديد من دول الخليج تجاه إيران وتنامى قدراتها الدفاعية مع عدم وضوح رؤيتها تجاه الموقف من ملفها النووى رغم حالة التراجع التى أبدتها خلال فترة التصعيد، وفى مقابل هذا الموقف تسعى دول الخليج سرا وعلانية إلى طلب مزيد من التعزيزات الأمريكية فى المنطقة، بل إن هناك دولة خليجية رحبت بالانضمام الاسرائيلى ووجودها هناك». وقال مظلوم: إن مسار السفن الاسرائيلية التى تحرك فى البحر الأحمر سينتهى إلى الانضمام إلى مناورات تجريها قيادة الاسطول الخامس والتى ستتحرك من موقعها إلى المياة الفتوحه أمام إيران».